يسألني كثير من الناس "كيف يمكن لحماس أن تخرج من مأزقها؟"
وهو سؤال غريب ويشكل في حد ذاته تجسيداً لمأزق حماس، من الذي قال إن المـأزق الحالي هو مأزق حماس وحدها؟ وهل يمكن اعتبار هذا الحصار وهذه الحروب موجهة لهزيمة حماس فقط؟
من يطرح هذا السؤال يتجاهل المأزق الفلسطيني الشامل فكأنه يمكن الفصل بين حماس وبقية الشعب الفلسطيني، السؤال الصحيح هو ماذا تشكل حماس في المشهد الفلسطيني مما يجعلها مستهدفة ضمن استهداف العدو للشعب الفلسطيني؟
والجواب ببساطة هو هذا السلاح الذي تحمله وهذه القوة التي تعدها وهذا الإصرار على بقاء خيار المقاومة قائماً، هي ببساطة تعتبر إسرائيل عدواً يجب محاربته وتعمل على أساس ذلك.
الحصار والحروب والعزل السياسي هي وسائل لإسقاط آخر بندقية فلسطينية مقاتلة وهنا يظهر استهداف حماس بشكل واضح لأنها الفصيل الأول المقاتل وهذا الاستهداف يشمل كل من يتخذ نفس الطريق.
ولكن هذا كله يتم ضمن عملية إخضاع الشعب الفلسطيني وإقناعه أن لا فائدة من المقاومة ولا فائدة من المفاوضات ولا فائدة من السلطة ولا فائدة من الفصائل وأن لا شيء يمكن أن يغير واقعه، وهنا تتوسع دائرة الاستهداف لتشمل كل مكونات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وهذا أمر واضح جداً ومحاولة دفع كل طرف للدفاع عن نفسه منفرداً هي جزء من عملية تفكيك الشعب الفلسطيني وشطب هويته الوطنية وبالتالي التخلص المادي من القضية الفلسطينية.
يا أصدقائي:
ستخرج حماس من مأزقها حين يخرج الشعب الفلسطيني من مأزقه وتتوقف عملية تفكيكه، حينما نتوافق على استراتيجية واحدة وقيادة واحدة ولو ضمن عملية توزيع الأدوار من أجل وقف النزيف الفلسطيني لا حين يحاول كل طرف النجاة بنفسه بعيداً عن بقية شعبه.