Menu
18:26حشد تطالب شركة جوال بتخفيض أسعار الخدمات للمشتركين
18:11زلزال قوي يضرب ولاية إزمير التركية
18:10الحركة الإسلامية بالقدس تدعو لإحياء الفجر العظيم ورفض أوامر الهدم
18:07اشتية: على أوروبا ملء الفراغ الذي تركته أميركا بتحيزها لإسرائيل
18:00بالصور: حماس تدعو للانضمام إلى حملة مقاطعة البضائع الفرنسية
17:58خلافات لبنانية إسرائيلية بشأن ترسيم الحدود البحرية
17:57لا إصابات في صفوف الجالية الفلسطينية بتركيا جراء زلزال إزمير
17:55إصابة شاب بالرصاص المعدني والعشرات بالاختناق في مسيرة كفر قدوم الأسبوعية
17:54الاحتلال يعتدي على المواطنين قرب باب العامود
17:53وفاة شاب غرقا في بحر خانيونس
17:52الخضري: خسائر غير مسبوقة طالت الاقتصاد الفلسطيني بسبب الاحتلال و"كورونا"
13:49مسيرات غاضبة في قطاع غزة نصرةً للنبي ورفضًا لإساءات فرنسا
13:47الصحة: 8 وفيات و504 إصابات بكورونا في الضفة وغزة خلال 24 ساعة
13:26إدخال الأموال القطرية إلى غزة
12:09صورة: تعرف على آخر تحديثات الخارطة الوبائية لفيروس كورونا في قطاع غزة

ذكرى المولد النبوي الشريف

بقلم / عمر حلمي الغول

تهل اليوم ذكرى المولد النبوي الشريف، الذكرى العطرة والمباركة لرسول العطاء والبذل والسلام والمحبة والتسامح محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. آخر النبيين والرسل الروحيين. وهي ذكرى عظيمة لدى اتباع الديانة الإسلامية، ولدى بني الإنسان عموما. لا سيما وان الإحتفال بذكرى ميلاد الرسول الكريم، هو تكريم له ولدوره الروحاني، وقدرته الإبداعية في تمثل دعوته، والدفاع عنها حتى الموت، رغم كل الإغراءات وعمليات الملاحقة والحصار والتجويع من قبل كفار قريش وغيرهم، إلا انه دافع دفاعا مستميتا وبطوليا مع اقرانه من المسلمين الأوائل عن رسالة الخالق العظيم، وعما اوحى اليه، وتمكن بفضل شجاعته وحكمته وعطائه غير المحدود وصبره الإعجازي من الإنتصار على الكفار وأعداء الإسلام ونبوته، وتمكن في البداية من أقامة دولة المدينة، التي شكلت قاعدة إنطلاق لبلوغ بلاد السند والهند، وبلاد الأندلس في اوروبا وحتى حدود فرنسا (بلاد الغال)، كما إخترقت دعوته القارة الأفريقية.

في هذة الكرى المباركة يحتفل اليوم قرابة المليارين من المسلمين في اصقاع الدنيا كلها، ومن اتباع شعوب وثقافات مختلفة، بالإضافة لمئات الملايين من بني الانسان، الذين يدركون اهمية وقيمة التكافل والتسامح الديني والإنساني، ويحرصون على مساندة اشقائهم من اتباع الديانة الإسلامية، الذين تمارس قوى الإستعمار الرأسمالي وحليفتهم الصهيونية العالمية ومن لف لفهم من ادعياء الإيمان بالإسلام حربا شعواء بهدف تصفية حساب تاريخي ذات خلفية دينية عنصرية، عنوانها الحروب الصليبية. وتمكنوا من تجنيد المئات والألاف من العملاء المأجورين لتشويه سمعة ومكانة الدين الإسلامي، واتباع الديانة الإسلامية عموما والعرب على وجه الخصوص، وألصقوا بهم ابشع الصفات والنعوت وعبارات القدح والذم، حتى تجرأ العديد منهم بالإدعاء ب”الخلافة”، وباسم الدين والتجارة به، إرتكبوا ابشع الجرائم والمذابح ضد المسلمين اولا، وضد بني الإنسان ثانيا، والتي كانت آخرها قطع رأس المدرس الفرنسي بذريعة التحرض ضد الإسلام.

وللأسف في السياق قام بعض فناني الكاريكاتير الأوروبيين في فرنسا والدنمرك والسويد والنرويج ونيوزايلاندا واسرائيل المارقة إنطلاقا من خلفياتهم العنصرية الإستعمارية المعادية للمسلمين ولنبي الله محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، والأسوأ من ذلك، ان الرئيس الفرنسي ماكرون تورط في الدفاع عن أولئك الفنانيين بحجة “حرية الرأي والتعبير”، مع العلم ان هذة الرسوم لا صلة له بحرية الرأي، بل هي إنتهاك واضح للرأي، ولحرية المعتقد والأفكار، ولابسط حقوق الإنسان.

فرنسا النور والحرية ما كان لها ولرئيسها الإندفاع نحو متاهة التحريض، وتأليب الرأي العام الفرنسي ضد المسلمين، والتغطية على جريمة الإساءة للرسول الكريم، خاتم الأنبياء، الذي يصلي له وعليه الله جل جلاله والأنبياء والملائكة جميعا. ولا يجوز إستغلال أخطاء ونواقص وجرائم فردية إرتكبها عملاء مأجورين، او نفر من المتطرفين البسطاء والسذج لتحميل اتباع الديانة الإسلامية وزر اولئك الزنادقة، الذين تبرأ منهم كل مسلم حقيقي، يؤمن بحقوق الإنسان وحريته. واعتقد انه لا يخفى على الرئيس ماكرون، ان نسبة الجرائم، التي إرتكبها اتباع الديانة الإسلامية لا يتعدى 0,2% من مجموع الجرائم التي ترتكب في العالم الغربي عموما. وبالتالي إستخدام لغة سياسية غير متزنة، ومجافية للحقيقة ضد الإسلام والمسلمين فيها جنوح نحو العنصرية، والتواطؤ مع ترامب والأفنجليكان والصهيونية العالمية لحرف بوصلة الصراع في العالم إلى وجهة دينية، وحرف الصراع عن ابعاده السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية إلى البعد الديني.

ولا ادري ان كان الرئيس ماكرون يدرك او لا يدرك، ان دفاعه وذرائعيته لتبرير رسوم الكاريكاتير الهابطة والدونية، اشعلت فتيل الفتنة بين ابناء الشعب الفرنسي، الذي يعيش بين ظهرانيه ما يقارب 13% من التعداد الإجمالي للسكان من المسلمين، وداخل دول الإتحاد الأوروبي، الذي يعيش في دوله حوالي 20 مليونا ومن المسلمين، ولمصلحة منْ؟ ومن المستفيد؟ وهل هذا يصب في مصلحة السلم الأهلي والإقليمي والعالمي؟ بالنتيجة في يوم وذكرى المولد النبوي الشريف، اتمنى على كل صاحب ضمير حي، ان يراجع نفسه، ويعيد النظر بسياسات وأخطائه، ويعلي من شأن ومكانة لغة التسامح وحرية الرأي الحقيقية، والإنتصار للإنسان كإنسان، الذي كان ومازال هو القيمة الأهم للبشرية جمعاء.

لا بأس ابا الزهراء إن جاءتك المذمة من أناس لا يفقهون ولا يدركون مكانتك وعظمتك إسوة بالنبيين والرسل، جنود الخالق العظيم في الأرض، الذين ولاهم مكانة عظيمة بين بني الإنسان لترشيدهم، وحثهم على الإيمان بمالك الملك رب العالمين، وصياغة حياتهم بما يخدم تطور المجتمعات البشرية. إغفر ايها الرسول العظيم، كما هي عادتك لإنك الأقدر والأوسع صدرا، والأكثر حكمة وشجاعة.

وبذكرى ميلادك إلهم وأوصي المسلمين كل المسلمين ان يبتعدوا عن لغة التطرف والأحقاد والكراهية، وان يردوا الصاع بالف صاع من خلال إعلائهم لغة التسامح والمحبة والإيمان، والترفع عن كل الأخطاء والخطايا، ونبذ العنف والإرهاب والجريمة، والتصدي لكل التكفيريين ومن لف لفهم من احزاب وحركات مارقة، لا علاقة لها بالإسلام..