في الحرب الأخيرة عايشنا أناساً طالبوا بوقف إطلاق النار تحت كل الظروف، وبغض النظر عن صحة هذه الدعوة فإن مبرر سقوط الضحايا ليس كافياً لإطلاق دعوة كهذه في وسط المعركة إلا ممن يملك معطيات واضحة تدعم دعوته، وحسب معرفتي لم يقدم هؤلاء أي معلومة موثقة تدعم دعواتهم.
أنا ممن دعوا إلى الاستمرار في المعركة حتى تحقيق مطالبنا، وقد أكون مخطئاً بمثل هذا الموقف ولكني كنت أستند إلى مواقف وتصريحات من يديرون المعركة والتزم بخطهم بالنظر لكوني لا أملك معطيات أخرى أيضاً.
البعض خرج زاعماً أن هذه ليست معركة الشعب الفلسطيني وأنه يتم خوضها نيابة عن قطر أو بسبب الرواتب أو لإحراج هذا الطرف أو ذاك، ويريد هؤلاء أن نحترم منطقهم العكاشي هذا الذي لا يستند إلى أي بينة ولا دليل وإنما هي أوهام مركبة فوق بعضها بدون رابط حقيقي، وبالنسبة لي لا يمكن احترام وجهات نظر من هذا النوع.
حملة عريضة شنت أثناء الحرب لإثبات أن هذه الحرب تمت من خلال التحالف المصري السعودي الإماراتي الإسرائيلي وأن بعض هذه الدول تعهد بتمويل هذه الحرب، وكل هذا الكلام بدون أي مصدر موثق أو شبهة دليل، وإنما دعاية تقف وراءها أجهزة معروفة بهذا النوع من التلفيق.
كل الكلام حول اتخاذ مصر موقف متشدد مع الوفد الفلسطيني لصالح إسرائيل اساسه تسريبات إسرائيلية نجحت في تعميق أزمة الثقة بين الجانبين وساعدت في إفشال المفاوضات.
إعلام محور الممانعة وحلفاؤه كانوا مشغولين طوال الحرب بإثبات فضلهم على المقاومة كأنهم صنعوها من العدم وفي المقابل لمز حماس بالعقوق، وكلما ازدادت المقاومة ثباتاً كانت تصريحات المسؤولين الإيرانيين تتعالى بانهم سيمنحون المقاومة -التي صنعوها- إمكانيات أخرى للمعركة، بالنسبة لي هؤلاء يتعاملون معنا كأدوات وهم غير مستوعبين أن "الأدوات" يمكن أن تنجز شيئاً بدونهم.
وفي النهاية: لم اشعر بعظم مصيبتنا إلا عندما استعجل بعضهم إعلان النصر فكأنما يريد أن يسد افواه الناس قبل أن يتكلموا.
دمتم بخير.