Menu
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر
12:07الخارطة الوبائية لـ"كورونا" بالقطاع
12:05"إسرائيل": التطبيع مع السودان ضربة لحماس وايران
12:02"اسرائيل " علينا الاستعداد لما بعد ترامب
12:01الاحتلال يقتحم البيرة ويخطر بإخلاء مقر مركزية الإسعاف والطوارئ
11:59"الاقتصاد" بغزة تجتمع بأصحاب شركات مستوردي فرش الغاز
11:51«الديمقراطية»: سيقف قادة الاحتلال خلف قضبان العدالة الدولية
11:51الوعى الاستثنائى فى فكر  د.فتحى الشقاقى
11:47قيادي بحماس يتحدث عن "أهمية رسالة السنوار لرموز المجتمع"
11:45مستوطنون يقتحمون قبر يوسف بنابلس
11:40مقتل سيدة ورجل بالرصاص في باقة الغربية واللد
11:28الإمارات تسرق "خمر الجولان" السوري وتنصر "إسرائيل" ضد BDS
11:26صحيفة: تفاهمات بين القاهرة وحماس حول آلية جديدة لعمل معبر رفح

مشعل وأمانبور! ..بقلم عاطف سعد

شاهدت المقابلة الصحفية الحصرية التي أجرتها الصحفية المتميزة كريستيان أمانبور مع الاستاذ خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في القاهرة  وبثتها فضائية "سي.إن.إن" الأمريكية الدولية  بعد إعلان التهدئة (21/11)  بين الحكومة الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الذي جرى بوساطة مصر.

دامت المقابلة نحو 30 دقيقة وتناولت محورين أساسيين: تعقيب السيد مشعل على إعلان وقف إطلاق النار و المحاولة الفاشلة لإغتياله بحقن السم في أذنه من عملاء الموساد الإسرائيلي في العاصمة الأردنية عمان عام 1997. لكن، وفي سياق المقابلة، طرح مشعل محورا ثالثا لم يكن مطروحا وهو: حق العودة للفلسطيين.  

لا أريد الخوض في ردود  السيد مشعل،على أسئلة أمانبور، فآرائه، بالنسبة لتفاهمات التهدئة بعد عملية "عمود السحاب" معروفة للفلسطينيين وللعرب لكنها غير معروفة بالنسبة للجمهور الغربي الذي يتلقى عادة "رأي" أو "موقف"  وسائل الإعلام الغربية من مشعل وهو رأي ينحاز لصالح الحكاية الإسرائيلية.

جاءت مقابلة أمانبور لتوفر فرصة للرجل كي يسرد، بعض جوانب، حكايته بنفسه وليس نقلا عنه.

ما أريد الحديث عنه من وجهة نظر إعلامية، هو كيف يفرض الأداء القوي، المؤثر، نفسه على وسائل الإعلام حتى لوكانت منحازة مسبقا لأحد أطراف الصراع. قبل عملية "عمود السحاب"، كانت حركة "حماس" منبوذه (إعلاميا) في فضائية "سي.إن.إن" وكذلك قائدها مشعل لم يكن شخصا مرغوبا إستضافته على شاشتها. لكن بعد مرور ثمانية أيام على العدوان ،صارت حماس موضع إهتمام الإعلام الغربي وصار قائدها شخصا مطلوبا ومرحبا به.

 وهكذا، فإن  توفر الفرصة الإعلامية لمخاطبة الجمهور الغربي لم يأتِ بفضل من أمانبور، وإنما بفضل قوة ومتانة الرد الفلسطيني  على العدوان، ما يعني بمفردات العمل الصحفي أن مشعل وما يمثل، بات رجل اللحظة وصانع الحدث! وهي ذات المعايير التي تحتكم إليها أمانبور، مثل أي صحفي محترف يحترم رسالته الإعلامية وجمهوره، عند إجراء مقابلات مع شخصيات لها حضور طاغ في الحدث الرئيسي مثل مقابلاتها السابقة مع نيلسون مانديلا وياسر عرفات  وأسامة بن لادن (1997) والرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الإيراني أحمدي نجاد.

و التحليل السياسي كان  له تأثير وإلحاح بإجراء المقابلة  فأداء "حماس" و المقاومة الفلسطينية في غزة، "وجرأتها بتحدي الجيش القوي" ، كما ذكرت المحللة السياسية في سي إن إن ا باولا نيوتون Paula Newton ،  وإزعاجها المستمر لراحة الإسرائيليين في المدن الكبرى والصغرى ،حيث أجبرت الصواريخ الفلسطينية خُمس سكان إسرائيل، على الأقل، الإختباء في الملاجئ . هذا الوضع بات متغيرا هاما  رصدته المحللة نيوتون التي نشرت مقالا وضع جانبه صورة لمشعل بعنوان،" حرب الأيام الثمانية تعدل  في موازين القوى في الشرق الأوسط!"   

لقد إستشعرت الصحفية  أمانبور أهمية الرجل ومزاياه القيادية وتأثيره في الحدث الرئيس وما آل إليه، قُبيل وقت قصير من إعلان التهدئة.. وأوضحت  الصحفية أمانبور لمشاهديها ولزوار حسابها في الفيس بوك  عند تقدمتها لمشعل، " يبدو (مشعل) بالنسبة للفلسطينيين محط إهتمامهم. كما أنه يعكس ما تفكر به القيادة الحمساوية. لكن أمريكا وإسرائيل لا تريدان التحدث معه لأنه بنظرهما يمثل "منظمة إرهابية". ألتقيه لأعرف منه  عن قضيته وعما سيحدث لاحقا. هذا مهم لجمهور المتلقين (للرسالة الإعلامية). "

وعلى الفور وصل لموقعها على الفيس بوك  تأييد  1492 متابع لصفحتها.

ولم يكن بين هؤلاء المؤيدين من يعمل في حملات الدعاية وتجميل صورة إسرائيل.  هؤلاء إنزعجوا من مجرد ظهور مشعل على شاشة "سي.إن.إن" وكضيف  محترم في برنامج الصحفية اللامعة كريستين أمانبور. كانوا يخشون من تحسن صورة الفلسطينيين الذين أظهرتهم ماكينة الدعاية الإسرائيلية بأنهم مجرد مطلقي صواريخ بدائية ضد مدنيين آمنين!

 كتبت كريستيان هورن  من نيويورك وهي متطوعة  تعمل  في حملات  الدعاية لصالح تجميل صورة إسرائيل،  وسألت أمانبور متباكية، " لماذا نستمع لجانب واحد من الصراع؟ و "لماذا لم يأت أحد ليسأل الإسرائيليين عن قتلاهم المدنيين؟"

موال ثان يدعى شوكرون تبجح بتعليقه وكتب ،" لا داع للسفر الطويل والمتعب  بحقيبة كل ما يوجد بها أسئلة غبية؟."

ومن المؤيدين لإجراء المقابلة ولكن بتحفظ على طريقة توجيه الأسئلة ، كتبت  عروب حبيب  وبعد أن شاهدت المقابلة، من الجميل أن نستمع إلى الجانب الآخر. ولكنك كنت تتهمين مشعل! الجانب الصحفي في المقابلة لم يكن متوازنا. لماذا تتجاهلين أن وطن الفلسطينيين سُحِبَ منهم؟ لماذا لا توجهي مثل هذه الأسئلة للإسرائيليين؟"