إن ما يتوارد إلى مسامعنا اليوم وما تتناقله وسائل الإعلام عن نية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والسيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الانسحاب من الحياة السياسية، أو التنحي عن مناصبهم تثير جدلا كبيرا في الساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية، بل على الساحة الدولية، لما ستؤول إلية الأمور في المستقبل القريب أو المجهول.
إننا نقول لكم اليوم إن ما يمر به شعبنا الفلسطيني من أزمات وتحديات عصيبة، وفي ظل تمادي الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه في جرائمهم وممارساتهم العنصرية، بحق القدس والأسرى والأرض والشعب الفلسطيني، وما يعانيه شعبنا الفلسطيني من ويلات الانقسام البغيض، والذي أوصل الحالة الفلسطينية إلى أسوا مراحلها في تاريخ النضال الفلسطيني، ويعرض المشروع الوطني الفلسطيني للخطر -هذا إذا بقي هناك مشروع وطني- للأسف الشديد.
أمام هذا الواقع الفلسطيني المرير الذي يحتاج منكم أليها القادة الكبار، الوقوف عند مسؤولياتكم وعدم التخلي عن شعبكم في هذا الوضع العصيب، خاصة أنكم تتحملون كامل المسؤولية عن هذه الرحلة المأساوية التي يمر بها شعبنا الفلسطيني، لا سيما الانقسام وتبعاته، والذي حدث في فترة ولايتكم أو قيادتكم.
وعلى قاعدة الحديث الشريف الذي يقول "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" فليس هنالك رجل يصبح زعيما عظيما، إلا إذا استمد عظمته من عظمة شعبة، بل إذا أوصل شعبة إلى مرحلة العظمة والعزة والكرامة والعنفوان، فشعبنا الفلسطيني كما عهدنا عظيم بجهاده ونضاله، وعظيم بشهدائه، وعظيم بتضحيات وعذابات أسراه، وعظيم بصبر لاجئيه ومبعديه، الذين لا يمكن أن يتنازلوا عن حق العودة إلى الأوطان.
لذلك فإننا نطالبكم اليوم بالرجوع عن قراراتكم، وتحمل مسئولياتكم اتجاه شعبكم، أو على الأقل أن تسلموا الأمانة كما تسلمتموها قبل أن تتولوا مناصبكم، فقط ساعتها نحن الشعب الفلسطيني يمكن أن نعفيكم من مسئولياتكم اتجاه شعبكم، لان شعبكم هو الذي اختاركم وهو الوحيد الذي يحدد إعفاءكم من مسئولياتكم لأنكم لستم ملك لأنفسكم أو أحزابكم أو تنظيماتكم.
إن القائد العظيم هو من يوصل شعبة إلى بر السلامة والأمان، ويخفف عن شعبة ويلات الظلام، لا أن يتخلى عن مسئولياته عند مواجهة الصعاب الجسام، ويترك شعبة يواجه الاحتلال والانقسام، فالاحتلال والانقسام وجهين لعملة واحدة، ومسئوليتكم أن تنهوا هذا الانقسام حتى نستطيع إنهاء الاحتلال، فالانقسام حله بأيديكم وحدكم وتملكون إنهاءه إن أردتم.
فلا تتركوا شعبكم ضحيةً للاحتلال والانقسام.