عندما كنا صغارا ندرس في مدارس اللاجئين المسؤولة عتها وكالة الغوث ، كنا ندرس منهاجا مصريا حيث كان الاحتلال يمنع الوكالة من تدريسنا منهاجا فلسطينيا ، وفى اطار دراستنا للمنهج المصري للصف الرابع الابتدائي ، كان لدينا في كتاب القراءة درس بعنوان حادثة دنشواي ، وكان الدرس بمثابة سبة في تاريخ القضاء المصري . ندرسه لنأخذ منه العبرة والعظة. فدنشواي هي قرية مصرية وادعة تشتهر بأبراج الحمام ، قصدها بعض الجنود الانجليز لاصطياد الحمام في يوم صيف حار، واثناء لهو الجنود بصيد الحمام ، طاشت احدي رصاصاتهم فاصابت احد أجران القمح فاشتعلت فيه النار، فهب الاهالى لانقاذ قمحهم. مؤونة بقائهم حتي العام القادم، فذعر الجنود الانجليز وفروا هاربين، ونتيجة الحر القائظ ، أصيب احد الجنود الانجليز بضربة شمس توفى على اثرها كما ذكرت تقارير الطب الشرعي في ذلك الوقت. وعلى الاثر تشكلت محكمة من قضاة مصرين للنظر فى الحادثة. فاصدرت حكمها باعدام عدد من اهالى القرية بدعوى انهم هم الذين احرقوا قمحهم واتهموا الانجليز بذلك الجرم ثم طاردوهم وقتلوا احدهم.
بقيت هذه الحادثة سبة في جبين القضاء المصري، يخجل منها احفاد القضاة الذين شاركوا في الحكم على الفلاحين البسطاء لارضاء الاجليز. حتى يومنا هذا ولا زالوا يعيرون بفعلة اجداداهم كلما ذكرت الحادثة ويتهمون بالخيانة الوطنية- من هؤلاء القضاة جد بطرس غالى وزير الخارجية المصري الاسبق والامين العام الاسبق للجمعية العامة للامم المتحدة وابنه يوسف بطرس غالي وزير مالية مبارك "الهارب الان."-
حدثت هذه الحادثة عام 1905 . وها نحن وبعد مئة عام يعيد الكرة بعض القضاة المصريين ليحكموا ضد حماس فخر الامة بأنها ارهابية . حماس التي قدمت قادتها وجندها شهداء على مذبح الحرية لتحقيق حرية شعبنا . حماس التي قاتلت العدو الصهيوني في ثلاث حروب لم تشهد اسرائيل على مدي تاريخها باسا وشجاعة واقداما مثلما شاهدت من رجال حماس . حماس التي اجبرت العدو الصهيوني ان يفرج ان الاسرى الفلسطينيين صاغرا دون ان ينال منها كيد العدو والصديق.تناسى القضاة المصريون ذلك واصدروا حكمهم، بدعوى أن حماس تعبث بالأمن المصري الذى هو أمنها وتستبيح دماء الجنود المصريين الذين هم ابناؤها وتسعى لتفتيت الجيش المصري الذي هو سندها وعزها ومجدها.عجبا لقضاء لم يجرؤ على الحكم بارهابية الكيان الصهيوني عندما استباح ارض مصر وقتل اباءها وسرق ثرواتها وارتكب جرائم بحقها تقشعر منها الابدان فقتل الجنود المصريين الاسري الذين لا حول لهم ولا قوة بعد ان امرهم بحفر قبورهم بايديهم . ولا زالت عظامهم هناك في صحراء سيناء تبحث عن قبور تأوي اليها. بل يستأسد هذا القضاء على غزة المحاصرة الجريحة التي دمر الكيان الصهيوني بيوت بنيها وقتل الالاف من ابنائها وافسد على الناس حياتهم فحجب عنهم الماء والغذاء والكهرباء ولو استطاع ان يحجب الشمس والهواء لفعل. . فتتهلل اسارير نتانياهو وليبرمان سعادة وطربا لهذا الحكم كما تهللت في السابق اسارير الانجليز فرحا وطربا بحكم اعدام ابناء قرية دنشواي وسيذكر التاريخ حتما هذا الحكم واولئك القضاة بنفس الطريقة التي يذكر فيها اسلافهم. . فاي عار يسجله هؤلاء القضاة في سجل تاريخهم. واي جناية جنوها بحق احفادهم الذين سيعيرون ربما ليس لمئة عام قادمة بل لألف عام بما جنت ايدي هؤلاء.