Menu
21:22تفاصيل جديدة عن منفّذ هجوم نيس بفرنسا
21:20الأوقاف بغزة تغلق مسجدين في محافظتي غزة ورفح
21:19حماس تُعلن تضامنها مع تركيا بعد الزلزال الذي تعرضت له مدينة "إزمير"
18:37وفاة شاب غرقًا في خانيونس
18:26حشد تطالب شركة جوال بتخفيض أسعار الخدمات للمشتركين
18:11زلزال قوي يضرب ولاية إزمير التركية
18:10الحركة الإسلامية بالقدس تدعو لإحياء الفجر العظيم ورفض أوامر الهدم
18:07اشتية: على أوروبا ملء الفراغ الذي تركته أميركا بتحيزها لإسرائيل
18:00بالصور: حماس تدعو للانضمام إلى حملة مقاطعة البضائع الفرنسية
17:58خلافات لبنانية إسرائيلية بشأن ترسيم الحدود البحرية
17:57لا إصابات في صفوف الجالية الفلسطينية بتركيا جراء زلزال إزمير
17:55إصابة شاب بالرصاص المعدني والعشرات بالاختناق في مسيرة كفر قدوم الأسبوعية
17:54الاحتلال يعتدي على المواطنين قرب باب العامود
17:53وفاة شاب غرقا في بحر خانيونس
17:52الخضري: خسائر غير مسبوقة طالت الاقتصاد الفلسطيني بسبب الاحتلال و"كورونا"
د. عبدالرحيم جاموس

الإحتلال هو إحتلال العقول قبل الحقول..!

بقلم د. عبدالرحيم جاموس 

يعتقد البعض ان الإحتلال يتم فقط من خلال إحتلال الأوطان ، لكن الحقيقة الصادمة هي ان  إحتلال العقول والإرادات يمثل أخطر اشكال الإحتلالات التي عرفتها وتعرفها البشرية عبر التاريخ والى الآن ، هناك دول عديدة حرة ومستقلة ، لكن شعوبها او نخبها فاقدة للإرادة الحرة وللعقول المستقلة فهي شعوب محتلة في دول حرة  ، لأن عقولها مستعمرة وإراداتها مستلبة  ومهيمن عليها من قوى خارجية وربما من أعدائها مباشرة، إنها لا تملك حرية الفكر  والتفكير ولا حرية الإرادة والقرار  ،  فهي حقيقة محتلة لأنها لا تفكر إلا بما يرسم لها الآخر المُحتل ان تفكر فيه ،لا  تستطيع ان تكون حرة إلا بتحرير عقولها وإراداتها والتخلص من استلاب اراداتها،  كي تنطلق الى فضاء الحرية الفكرية بعيدا عن فكر وثقافة المستعمر الخفي والمستتر لعقولها وإراداتها .
فلسطين  نعم وقعت تحت الإحتلال البريطاني الصهيوني منذ قرن كامل ، واقام الصهاينة كيانهم الغاصب على ارضها بدعم مطلق من الغرب الإستعماري ، لكن الشعب الفلسطيني بقي شعبا حرا  غير محتل  ، يمتلك إرادة حرة  وعقولا لم يستطيع الإستعمار المركب والمزدوح الإستيطاني والعنصري ان يحتلها ، عقول ابنائها  بقيت حرة ترفض كل اشكال الإستعمار والهيمنة ،  لذا صمد وقاوم الشعب الفلسطيني واستمر متشبثا بكامل حقوقة في وطنه رغم ضعف امكانياته المادية امام الإمكانيات المادية للعدو ، جيلا بعد جيل ، لن يسمح لهذا العدو ان يهنأ في اغتصابه لوطنه ، ويأتيك بعضٌ ممن يعتقدون انهم ناصحون وغيورين على الشعب الفلسطيني وقضيته ، فيعيبون عليه انه قد اضاع  الفرص ،فرصة تلوَ الأخرى لنيلِ بعض حقوقه،  ويرددون اقول العدو  في هذا الشأن  كالببغاواة ، كأن العدو قد اتاح اي  فرصة من الفرص ، متناسين أن الشعب الفلسطيني قد مدَّ يده للسلام في أكثر من محطة وفي أكثر من موقف ، لقد قبل الفلسطينيون مبادرة الملك فهد رحمه الله سنة 1982م التي اعتمدت حينها في القمة العربية المنعقدة في مدينة فاس ، ثم شاركو في مؤتمر مدريد للسلام سنة1991م ، ووقعوا اتفاق اوسلو في واشنطن سنة1993م على اساس ان تبدأ المفاوضات حول قضايا المرحلة النهائية في السنة الثانية لتطبيق اتفاق اسلو للحكم الذاتي على ان تنتهي في غضون خمس سنوات اي في العام 1999م وتتوج بإتفاق سلام وتسوية نهائية، اين نحن اليوم من ذلك ،  كما قبل الفلسطينون بمبادرة الملك عبدالله  والتي اعتمدت كمبادرة سلام عربية قي قمة بيروت عام 2002 م  وقبلوا بخطة خارطة الطريق  وبكل القرارات الدولية الصادرة عن الجمعية العامة وعن  مجلس الامن ...
هل يستقيم القول بعد كل هذة  المواقف و هذة السنوات ان يأتي من يقول ان الفلسطينيين قد  ادمنوا لعبة تفويت الفرص بسبب رفضهم لصفعة العصر الامريكية...؟!
الفلسطينيون يؤمنون بمبدأ خذ و طالب  ولا يحتاجون من يعطيهم دروسا في السياسة ،لذا اقروا برنامجهم السياسي النضالي المرحلي  منذ العام  1974 م ودعي على اثره المرحوم ياسر عرفات الى إلقاء خطابه امام الجمعية العامة ، وقال قولته المشهورة(جئتكم ببندقية الثائر بيد  وبغصن الزيتون بيد، فلاتسقطوا الغصن الأخضر من يدي)...
لم يضيع الفلسطينيون اي فرصة حقيقية للسلام ،  لكنهم يرفضون الإستسلام لعدوهم ، لأنهم يمتلكون عقولا حرة لم يستطيع الإحتلال فرض إحتلاله عليها ، كما يملكون إرادة حرة لم يستطيع الإحتلال استلابها ،  فهم يمتلكون مخزونا هائلا من الكرامة و الإرادة الحرة والصلبة والعقول الحرة العصية على الهيمنة والإحتلال والإستلاب ، تمكنهم من مواصلة رفض كافة المشاريع التصفوية لقضيتهم ، وتمكنهم من مواصلة الصمود والتصدي  والمقاومة حتى ينتزعوا كامل حقوقهم الوطنية في وطنهم  غير منقوصة ...
الإحتلال هو إحتلال العقول قبل إحتلال الحقول ، وهذة التي لم  ولن يتمكن منها العدو الصهيوني ،وهذا مايقلقه ويؤكد له ان إحتلال للأرض وللحقول فقط  وهذا إحتلال لا بد زائل طالما بقيت العقول الفلسطينية حرة والإرادة الفلسطينية حرة وعصية على الإحتلال والإنكسار والإستسلام ، وهي الحصن الحصين الذي يتحصن فيه الشعب الفلسطني في وطنه وفي الشتات..
وللحديث بقة...!
د. عبدالرحيم جاموس 
عضو المحلس الوطني

#أرض كنعان #مقالات #مقال #مقالات فلسطينية #مقال سياسي #الإحتلال هو إحتلال العقول قبل الحقول..! #د. عبدالرحيم جاموس