Menu
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر
12:07الخارطة الوبائية لـ"كورونا" بالقطاع
12:05"إسرائيل": التطبيع مع السودان ضربة لحماس وايران
12:02"اسرائيل " علينا الاستعداد لما بعد ترامب
12:01الاحتلال يقتحم البيرة ويخطر بإخلاء مقر مركزية الإسعاف والطوارئ
11:59"الاقتصاد" بغزة تجتمع بأصحاب شركات مستوردي فرش الغاز
11:51«الديمقراطية»: سيقف قادة الاحتلال خلف قضبان العدالة الدولية
11:51الوعى الاستثنائى فى فكر  د.فتحى الشقاقى
11:47قيادي بحماس يتحدث عن "أهمية رسالة السنوار لرموز المجتمع"
11:45مستوطنون يقتحمون قبر يوسف بنابلس
11:40مقتل سيدة ورجل بالرصاص في باقة الغربية واللد
11:28الإمارات تسرق "خمر الجولان" السوري وتنصر "إسرائيل" ضد BDS
11:26صحيفة: تفاهمات بين القاهرة وحماس حول آلية جديدة لعمل معبر رفح

(قناص الخليل) يشعل إنتفاضة القدس ويزرع الرعب بين جنود الإحتلال بقلم : جبريل عوده

مدينة الخليل المحتلة عاصمة الغضب الفلسطيني , أكبر محافظة فلسطينية من حيث عدد السكان بواقع 700 ألف نسمة ، ومساحتها التي تساوي 16% من مساحة الضفة الغربية المحتلة , على ما يبدو أن مدينة الخليل تأخذ على عاتقها أمانة إستمرار إنتفاضة القدس وإشعالها , وهي المدينة المحاصرة في زمن السلم والحرب , حيث تخنقها الحواجز الصهيونية التي يفوق عددها 100 حاجز , يمارس من خلالها الإحتلال أبشع أساليب الإذلال والإهانة والإعتداء على أهل الخليل الكرام , كما أن المدينة تمتلك ذاكرة وطنية كبيرة من المقاومة الشعب وصمود الأهالي وكثير من الجراح والآلام بفعل العدوان الصهيوني , كما تتزين بحكايات البطولة والفداء والرجولة والتضحية في كل مراحل قضتنا الوطنية.

لذلك لم تتأخر مدينة الخليل عن ركب إنتفاضة القدس , بل جادت بأعز ما تملك من الشباب الثائر , فقدمت أعلى نسبة تضحية حيث إرتقى أكثر من 27 شهيداً من مدينة الخليل وحدها ولازالت قوات الإحتلال تحتجز جثامين 10 شهداء منهم , وشهدت مدينة الخليل أبرز عمليات الطعن والدعس وإطلاق النار والقنص وإلقاء الزجاجات الحارقة التي إستهدفت جنود الإحتلال ومستوطنيه واوقعت فيهم القتلى والجرحى .

وفي دراسة نشرها مركز "القدس" لدراسات الشأن الصهيوني، تشير المعطيات إلى أن مدينة الخليل شهدت خلال الشهر الأول لانتفاضة القدس قرابة 21 عملية طعن، فيما بلغ عدد نقاط المواجهة في المدينة قرابة 20 نقطة، نصفها نقاط نشطة شهدت مواجهات شبه يومية.

في مدينة الخليل يعيش جنود الإحتلال الصهيوني حالة من الرعب والخوف الشديدين , جعلتهم يطلقون النار على أي سيارة أو شخص يقترب منهم أو لا يتوقف لذا الإقتراب من الجنود على الحواجز في الخليل  , قائد ما يسمى بشرطة الإحتلال في الخليل يكشف جزء يسير من حالة الهلع والخوف التي تعتري جنود الإحتلال فيقول " منذ شهر لم نعرف طعم النوم فهنالك حالة تأهب قصوى على مدار الساعة وهذه الظاهرة فاجأتنا، هذه الموجة ذات طبيعة غريبة لم تواجهنا من قبل , فملامح منفذ العملية تغيرت أمام القوات في الميدان , فقد وجدنا في ملابس إحدى منفذات العمليات الأسبوع الماضي نظارات للقراءة وامتحان مع علامة 85%، وملابس باهظة الثمن، وهذه الملامح مختلفة عن طبيعة منفذي العمليات التقليديين".

في جمعة الغضب 6 -11 إرتكب جنود الإحتلال جريمة بإعدام سيدة عجوز تجاوزت السعبين من عمرها وهي الشهيد ثروت الشعراوي بزعم محاولتها دهس جنود إحتلال في الخليل , وهي زوجة الشهيد فؤاد الشعراوي والذي إستشهد في إنتفاضة الحجارة عام 1988م , كما شهدت هذه الجمعة محاصة قوات الإحتلال لمسجد وصايا الرسول في المنطقة الجنوبية للخليل لمة ساعتين ودارت مواجهات عنيفة بين المواطنين وقوات الإحتلال , مما أجبر الإحتلال على الإنسحاب من محيط المسجد .

تلك الإعتداءات والجرائم الصهيونية في الخليل وما سبقها من عمليات إعدام وقتل للفتيات والشبان , عجل بدخول سلاح جديد ونوعي في إنتفاضة القدس , ألا هو سلاح القنص الذي زاد من رعب وهلع جنود الإحتلال في شوارع مدينة الخليل بل في الضفة المحتلة بكاملها , في إعتقادي أن هذه تطور طبيعي للوسائل الدفاعية التي يعتمدها المنتفضين , والذي تزيد الحاجة إليها مع إستمرار القمع والعدوان الصهيوني لشعبنا الفلسطيني .

عملية القنص النوعية للجنود الصهاينة على حاجز " أبو الريش" العسكري بالقرب من المسجد الإبراهيمي وإصابة إثنين منهم بجراح بالغة , وبعد وقت قصير منها جاءت عملية القنص البطولية الثانية في مفترق بيت عينون شمال الخليل , وإصابة جندي إحتلالي بجراح خطيرة جدا , شكلت بداية مرحلة جديدة تحتم على الجندي الصهيوني من الآن فصاعداً ألا يقف معربداً على الحواجز وفي شوارع الضفة المحتلة .

لقد وصف الإعلام العبري عملية القنص الأولى على حاجز أبو الريش  " قناص الخليل اطلق رصاصة فسقط الجندي وبعد 5 دقائق اطلق رصاصة ثانيه فسقط الجندي الثاني وانسحب القناص بهدوء ", ويضيف الإعلام العبري بأن قناص الخليل يطلق رصاصاته ويأخذ طلقاتها الفارغة معه ، لا يتركها في مكان العملية، كل رصاصة يطلقها تُصيب , المعلق العسكري الصهيوني "أمير بحبوط" يقول , "عمليتي إطلاق النار في الخليل منظمتان ومحكمتان , وحدث قبلهما اطلاق نار على موقع قيادة فرقة الضفة الغربية في جيش الاحتلال" .

وعلى ما يبدو أن مدينة الخليل بأبطالها الثوار, قد أرادت التأسيس مرحلة جديدة من عمر إنتفاضة القدس , بأن تصنع معادلة مهمة في الصراع والمواجهة مع المحتل الصهيوني في ساحة الضفة , فمعادلة الردع التي حققها الصاروخ في قطاع غزة بلا شك يستطيع فرسان القنص أو رجال الكمائن أن يفرضوها في الميدان بالضفة .

قناص الخليل أوصل برصاصاته رسالة مهمة , في مقدمتها أن الإنتفاضة مستمرة ومن يراهن على إخماد جذوتها سيكتوي بنارها ,وأن التطور في أساليب الإنتفاضة يفرضها عنف المحتل وإجرامه ضد المدنيين العزل , وهذا التطور هو حق طبيعي في مواجهة تزايد حالات الإعدام الميداني التي شهدتها إنتفاضة القدس .

قد يحاول الإحتلال شن حملات مداهم وتفتيش في الخليل بحثاً عن قناصها النوعي , وقد يزيد الإحتلال من الإجراءات القمعية وحالة الحصار, ولقد شاهدنا بعض عمليات القنص بساعات كيف أغلق الإحتلال مداخل مدينة الخليل بالسواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية , كل تلك الإجراءات الإحتلالية لا يمكن أن توقف الغضب الفلسطيني بل ستزيد الإنتفاضة اشتعلاً وديمومة , وستكتب الخليل نهاية المشهد بزوال الإحتلال وكنس المستوطنين .

كاتب ومحلل سياسي

7 – 11 – 2015م