أرض كنعان - غزة /
"حي الامريكة" في قطاع غزة ليس حيا يتبع لجالية أمريكية في غزة او لسفارة أو قنصلية في القطاع. هي منطقة سكانية يعيش فيها 1500 نسمة في 250 منزلا اشتقوا اسم حيهم من المدرسة الامريكية التي دمرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب عام 2009 شمال قطاع غزة .. هذا الحي مهدد بالزوال بعد عدة إنذارات بالاخلاء أرسلتها لسكانه سلطة الأراضي، وسط تهديدات من السكان بالتصعيد إذا لم تستجب سلطة الأراضي لمطالبهم.
مطالب السكان تمثلت في نقطة واحدة، تسوية أوضاعهم القانونية في تلك المنطقة واستعدادهم لتقسيط ثمن الأراضي، وفق قولهم، محملين سلطة الأراضي المسؤولية في حال أصرت على قرارها بإخلائهم الى مناطق حدودية لا تبعد عن السياج الفاصل سوى 300 متر فقط.
عوض أبو خوصة رئيس لجنة "حي الأمريكية" في غزة اكد ان 1500 نسمة مهددون بالتشرد في أجواء البرد القارصة بعد الإنذارات التي حصلوا عليها بإخلاء المنطقة متسائلا:"وين نروح نعمل مخيمات لجوء وشتات جديدة؟".
وأشار أبو خوصة الى أن سلطة الأراضي عرضت عليهم الانتقال الى أراض محاذية للحدود قرب القرية البدوية، مضيفا:"نحن أمنون في بيوتنا وهذا الإجراء بحقنا تشريد جديد لنا ولاسرنا".
ويعيش في "حي الأمريكية" عائلات هجرت منذ العام 1948 أي منذ ما يقارب 67 عاما، بالإضافة الى عائلات مضى على وجودها في ذلك الحي نحو عشر سنوات، مما دفع سكان الحي الى تشكيل لجنة تطالب بتسوية أوضاعهم القانونية أسوة بغيرهم من الأحياء، ورغم الوعودات التي تلقوها بتسوية أوضاعهم إلا أنهم تفاجأوا بإنذارات تطالبهم بالإخلاء، بحسب قولهم .
ابو خوصة حذر من القادم إذا أصرت سلطة الأراضي على تنفيذ قراراتها "من يتحمل مسؤولية ما سيحدث؟ وتابع: ونقول لهم إياكم والإقدام على شي دون أن يكون هناك تشاور حتى يتم حل الخلافات بحكمة ".
وأكد أبو خوصة أن سكان الحي جاهزون للتسوية ومستعدون أيضا للتقسيط مقابل البقاء في أماكنهم.
المواطن كامل الغول من جانبه، أكد أن المنطقة قابلة للتطوير والتنظيم وأنها ليست عشوائية 100% ، وابدى استعداد السكان ان يكونوا ضمن القانون من خلال دفع ثمن هذه الأراضي بالتقسيط. واعتبر ان ليس من العدل إخلائهم من المنطقة من اجل توزيعها على الموظفين الذين لم يتقاضوا رواتهم ومستحقاتهم المالية، مشددا أن المنطقة محاطة بأراض خالية يمكن لسلطة الأراضي الاستفادة منها.
وأكد الغول أن سياسة التهجير والترحيل التي مارسها من قبل الاحتلال الإسرائيلي مرفوضة مبينا أن البدائل التي تقدمها سلطة الأراضي غير مقبولة ولا تفي بالغرض.
ووصف الغول قرار سلطة الأراضي بأنه إلقاء للناس في العراء متسائلا"ماذا يفعل المواطنين بهذه القطع؟"
وتشير المعلومات الى أن سلطة الأرضي أبلغتهم بتخصيص قطع أراضي على مسافة 150 متر لكل عائلة شمال القطاع يقوم المواطن بدفع ثمنها بالتقسيط الأمر الذي رفضه سكان حي الأمريكيين.
سلطة الاراضي
سلطة الأراضي أكدت أنها بصدد اتخاذ قرارات حازمة ستُحيل أي موظف حكومي يسكن في أراضي تعديات، وضمن العشوائيات المنتشرة في جميع مناطق قطاع غزة للقضاء العسكري أما بالنسبة للموظف المدني سيتم إحالته لديوان الموظفين والتعامل بحزم تجاه هؤلاء للحد من سرقة الأراضي ، أما بالنسبة للفقراء والبسطاء الذين يسكنون العشوائيات فلديهم برامج للتعامل معهم ومحاولة تسوية أحوالهم.
كامل أبو ماضي رئيس سلطة الأراضي في قطاع غزة أكد أن سلطة الأراضي توجهت لحل مشكلة حي الأمريكية في قطاع غزة من خلال تخصيص أراضي رخيصة الثمن لن يتكلف المواطن كثيرا في دفع ثمنها لأنها محدودة المبلغ.
وقال أبو ماضي في هذا الصدد:"ثمن الأراضي في حي الأمريكيين مرتفع ولن يستطيع السكان تحمل تكلفة هذه الأراضي لذلك قررنا إعطائهم أراضي بسعر متدني بالإضافة الى إعطائهم خصومات تصل الى 60% لمن يدفع بشكل مباشر".
أما بالنسبة لكون هذه الأراضي تقع على الشريط الحدودي مع الأراضي المحتلة فأكد أبو ماضي انه في قياس المسافة لبيوت حي الشجاعية فهي اقرب ما تكون الى السلك الحدودي، مؤكدا أن قرار سلطة الأراضي بتوفير قطع أراضي قريبة من الحدود يأتي في إطار الاستفادة من الأراضي الطرفية وإيجاد كتل سكانية فيها حتى لا تبقى نهبا للاحتلال الإسرائيلي.