أرض كنعان - إسماعيل الغول/
عادت أزمة القطاع الصحي تتعمق من جديد، بعد نفاد كميات كبيرة من الأدوية والأغذية الأساسية من مخزون وزارة الصحة في قطاع غزة.
وتهدد الأزمة القديمة المتواصلة التي تفتعلها حكومة الوفاق بين حين وآخر بوقف بعض الأقسام الطبية، الأمر الذي يهدد حياة كثيرين من المرضى داخل المستشفيات.
ويعاني قطاع غزة من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية ونقص الكادر البشري في ظل تخلي حكومة الوفاق وتنصلها عن مسؤولياتها اتجاه قطاع غزة لأكثر من عام.
وفي السياق، قال مدير عام الصيدلة بوزارة الصحة منير البرش، إن وزارة الصحة تمر بالأزمة الأصعب والأشد في على مدار تاريخ الوزارة وقطاع غزة يدخل مرحلة الانهيار السريع في المنظومة الصحية، جراء توقف توريد الأدوية والمستلزمات الصحية من وزارة الصحة في رام الله.
وأكد البرش علي أن مشافي القطاع والمرافق الطبية تعاني نقصاً شديداً في أنواع مهمة من الأدوية و 229 صنفاً غير متوفرة، وما يزيد عن 44% من الخدمات الطبية متوقفة.
ووصف الأزمة التي تمر بها الوزارة بالانهيار الحقيقي للخدمات بدءًا من خدمة علاج مرضى السرطان والولادة وخدمات الجراحة.
وأضاف: "بعد المصالحة أرسلت حكومة الوفاق عدة شاحنات من الأدوية ولكن معظمها غير أساسي وهي عبارة عن محاليل ولا تقام عليها الخدمات الطبية، وأرسلنا قائمة بالأدوية الأساسية وردت الوزارة أن هذه الأدوية غير موجودة علماً أن مستشفيات الضفة مغطاة بشكل كامل بجميع الأصناف".
وشدد على أنه لا يوجد رغبة حقيقية للتعامل مع الواقع في غزة، منوهاً إلى عدم وضع خطة عاجلة لإنقاذ القطاع الصحي، وقال: "لا تزال تتبع الوزارة نفس سياسة السنوات السابقة في إرسال ما تبقى لديها من الأدوية، ولا بد لحكومة التوافق أن تعمل خطة إنقاذ سريعة للواقع الصحي في غزة".
بدوره، قال مدير عام المستشفيات عبد اللطيف الحاج، إنه "سيتم إيقاف العمليات الجراحية بمستشفيات القطاع بسبب اقتراب نفاد كميات الأدوية المختصة، وإن لم يتم تزويد الصحة بكميات جديدة من الأدوية".
وأكد الحاج علي أن نسبة العجز على مستوى الأدوية 45% بشكل عام، مؤكداً على أن بعض أصناف الادوية نفدت بشكل كامل، و"هذه الأصناف تتوقف عليها الخدمات الطبية بسبب عدم وجود بدائل لها"، وفق قوله.
وأشار إلى أن قسم العمليات اقتصر عمله على الطوارئ، وتابع: "عمليات القسطرة القلبية متوقفة من أشهر بسبب عدم وجود الدعامات الدوائية ومستلزمات جراحة القلب".
وبين الحاج أن الفحوصات المخبرية ستتوقف أيضاُ خلال أيام بسبب نقص مستلزمات فحص الدم، لافتاً إلى أن ذلك يشكل خطرًا كبيرًا على صحة المواطنين، موضحاً أن الصحة بغزة لم تتلق أي وعود من أجل تزويدها بالأدوية التي تحتاجها الوزارة، مشيراً إلى أن القافلة التي أُرسلت من وزارة الصحة بالضفة لا تحتوي على بعض الأنواع المهمة من الأدوية خاصة مستلزمات جراحة القلب.
ودعا مدير عام المستشفيات إلى شد الاحزمة لإنقاذ الخدمات الطبية التي تقدم للمواطنين حتى لا تتدهور الأوضاع إلى الأسوأ.
يشار إلى أن مركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أعرب عن قلقه بسبب النقص الشديد في الأدوية والمستهلكات الطبية في مشافي قطاع غزة، محذراً من التدهور الذي يمكن أن تتعرض له صحة مرضى القطاع بسبب نفاذ صرف الأدوية والعلاجات الدورية لهم نظراً لعدم توفرها في المرافق الطبية في القطاع.
وناشد المركز وزارة الصحة في رام الله بضمان التدفق السريع لرسالات الأدوية والمستلزمات الطبية كافة اللازمة للمرافق الصحية في قطاع غزة.
وحذرت وزارة الصحة بغزة، من مخاطر استمرار نقص الأدوية والمستهلكات الطبية على الوضع الصحي العام في قطاع غزة، بما في ذلك الخشية من الإقدام على كافة العمليات الجراحية والخدمات الطبية كافة خلال الأيام المقبلة في مشافي القطاع.