من حق الشباب الاحتجاج أمام المؤسسات الدولية الموجودة في قطاع غزة عندما تدعو الحاجة الى ذلك ، سواء كان ذلك اعتراضا على المؤامرة الدولية على قطاع غزة والاستمرار في حصاره أو غيرة على الدين والمعتقدات الإسلامية كما حدث في التظاهرة ضد المركز الفرنسي أو لأي غاية أخرى، ولكن ضمن ضوابط وشروط تضمن عدم وقوع أضرار مادية او معنوية.
من خلال متابعتي لأخبار التظاهرة ضد المركز الفرنسي رأيت ما هو غريب على الدين الإسلامي وخطر على المجتمع الفلسطيني وهو التقليد الأعمى لجماعات إسلامية متطرفة ورفع راياتها وترديد شعاراتها.
"جئتكم بالذبح " أو جئناكم بالذبح " كما ردد بعض المتظاهرين هي ثقافة غريبة عن الإسلام وأهله، وإن توعد رسول الله صلى الله عليه وسلم_في موقف معين_ بضعة من أئمة الكفر في قريش بالذبح ترهيبا لهم ولكن رسالته للبشرية هي رسالة هداية وخير وأمن وهو الذي عفا عن اهل مكة من الكفار قائلا لهم " أذهبوا فأنتم الطلقاء"، لم يذبحهم ولم ينتقم منهم .
نحن لا نأخذ ديننا عن جماعات متطرفة ساعدتها على الظهور والانتشار بيئة كلها أمراض اجتماعية مثل الجهل بالدين والفقر والحروب الطائفية إضافة إلى الغل الذي تحمله الشعوب على الغرب المتآمر على الإسلام والمسلمين،بل نأخذ ديننا من كتاب الله وسنة نبيه.
الدين الإسلامي يجعل صاحبه مستعدا للتضحية بنفسه من اجل إعلاء كلمة الله وما فيه خير للبشرية جمعاء، ولا نريد ان يتم استغلال الشباب وتلك الصفة العظيمة في تحويل الشباب الإسلامي لآلات قتل وتدمير، ما تفعله قيادات الجماعات المتطرفة هو نزع الإنسانية والخيرية من المسلمين وهذا يتعارض كليا مع ديننا الحنيف.
الشباب الذين خرجوا رافعين الرايات السود ومرددين الشعارات الخاطئة في غزة أرقى من أن يقلدوا غوغاء داعش والقاعدة،وأسمى من أن يكون قدوتهم من انحرفوا عن الطريق القويم وارتبطت أسماؤهم بجرائم ضد المسلمين السنة ودور العبادة والتمثيل بالجثث وقطع الرؤوس، ولذلك ورغم قلتهم أنصحهم بالعودة إلى كتاب الله وسنة نبيه وعلى المعنيين في قطاع غزة من علماء في الشريعة الإسلامية تقديم العون لهم حتى لا ينزلقوا ويجروا المجتمع معهم الى ما لا تحمد عقباه.