ما من يوم يمر, إلا والاستخبارات الإسرائيلية تنكشف أسرارها وينفضح أمرها وتسود صورتها، وماضية من الأسوأ إلى الأكثر سوءًا عند الصديق قبل العدو، فليس غريبًا ولا مستغربًا أن يقوم جهاز الاستخبارات الإسرائيلي بالتنصت على الدول والحكومات الأخرى لا سيما التي يعتبرها عدوًا من غير الصديقة، ولكن الغريب هنا أن الاستخبارات أيضًا تتنصت على الدول الصديقة بل الحليفة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية...
وليس أدل على ذلك, قضية العميل الإسرائيلي جونثان بولارد، كذلك اكتشفت وحدة الحراسة الإلكترونية الفرنسية في عام 2010 محاولة اقتحام لمنظومة الحماية في قصر الإليزيه الرئاسي، وبأن الموساد الإسرائيلي (الاستخبارات الخارجية)، قد قام بالتنصت على الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، علماً أن ساركوزي، كان من أشد الداعمين لسياسات (تل أبيب) في الفترة التي تبوأ فيها منصب الرئاسة في فرنسا، فإذا وصل أمر المخابرات الإسرائيلية إلى هذا الحد فما هو إلا دليل على ضعفها وانحلالها وسرعان ما يتم اكتشاف خلاياها وأجهزتها مما يقلص من فعاليتها ومعجزتها على الاختراق والوصول إلى أهدافها...
فقد سبق اكتشاف أجهزة تنصت زرعتها المخابرات الإسرائيلية في مكتب كل من الرئيس ياسر عرفات والرئيس محمود عباس، واليوم تم اكتشاف أجهزة تنصت فائقة الحداثة والتطور لجهاز المخابرات الإسرائيلية في مكتب رئيس الحركة الإسلامية في الـ48 الشيخ رائد صلاح، وكأن الرجل يعمل في الخفاء، فالشيخ لا يخفي شيئًا, وكل عمله في العلن والجهر لكشف كل مخطط إسرائيلي يحاك ضد المسجد الأقصى المبارك، وهو مناهض للسياسة العنصرية الإسرائيلية لعرب الداخل، ومواقفه البطولية من فك الحصار عن قطاع غزة وكانت الحادثة الأكبر بروزًا وفضيحة ما حدث في الهجوم على أسطول الحرية والتي قدر الله تعالى أن تكون الشهادة من نصيب شبيه الشيخ، ولم يتم تحديد الأمر إلا في المستشفى بعد الفحص, دليل أن الشبه كان مطابقًا تمامًا للشيخ, وما تبع ذلك من فضح للعملية أن جنود الوحدة الخاصة كان معهم صور واضحة لركاب السفينة، وأن الأمر دبر من قبل وأن المقصود هو الاستراحة من الشيخ رائد.
ولقد تعرض الشيخ رائد صلاح, إلى العديد من محاولات الإيقاع به تحت طائلة القانون للزج به خلف القضبان وإبعاده صوتًا وصورةً عن الواقع، وذلك بدءًا من المحاولات العديدة التي قامت بها عناصر المخابرات أو حتى الشرطة الإسرائيلية, ومن تلك ما تعرض له الشيخ في الحادثة التي توجه صاحبها للشيخ رائد وأخبره أنه طلب منه أن يضع الممنوعات في جيب الشيخ رائد صلاح أثناء سفره في حافلة وذلك الحدث منذ سنوات. وفضيحة عميل الشاباك الصهيوني المتطرف الشاب الذي حاول الشاباك أن يجنده وفرض عليه القيام بوضع عبوة وقتل الشيخ رائد صلاح.
فكم من مرة يمنع الشيخ رائد من الوصول إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه, وكم من مرة يدخل السجن لمجرد أنه يدافع عن المقدسات، كل هذا لا يكفي فقد أقدم جهاز الاستخبارات على زرع أجهزة التنصت في مكتب الشيخ ليس لغرض التنصت فقط بل أيضًا معرفة تحركاته وبرامجه التي يعتبرها الاحتلال صداعًا وكابوسًا يدق مضاجعه ليلاً ونهارًا.
على ثقة تامة أن الشيخ رائد صلاح لديه العديد من الأدلة والشواهد التي تشير إلى الخطط والمحاولات الفاشلة والوسائل القذرة التي يقوم العدو الصهيوني بنسجها، وحياكتها كي يتخلص من الشيخ رائد صلاح, لأن صوته وحضوره ونشاطه بمثابة صداع من النوع الثقيل ويشكل خطرًا على مخططاتهم.
إن تعلق الشارع العربي في الداخل وارتباط قلوب محبي القدس بالشيخ رائد صلاح جعلهم يبحثون عن كل قضية صغيرة أو كبيرة لإبعاد الشيخ عن أنظارهم وعن قلوب محبيه.
ولكن الله تعالى سوف يرد كيدهم إلى نحورهم, فما من محنة يدخلها الشيخ إلا ويخرج أقوى وأصلب وأعند مما كان عليه, لأنه آمن بهذه القضية وبعدالتها.