Menu
12:07الخارطة الوبائية لـ"كورونا" بالقطاع
12:05"إسرائيل": التطبيع مع السودان ضربة لحماس وايران
12:02"اسرائيل " علينا الاستعداد لما بعد ترامب
12:01الاحتلال يقتحم البيرة ويخطر بإخلاء مقر مركزية الإسعاف والطوارئ
11:59"الاقتصاد" بغزة تجتمع بأصحاب شركات مستوردي فرش الغاز
11:51«الديمقراطية»: سيقف قادة الاحتلال خلف قضبان العدالة الدولية
11:51الوعى الاستثنائى فى فكر  د.فتحى الشقاقى
11:47قيادي بحماس يتحدث عن "أهمية رسالة السنوار لرموز المجتمع"
11:45مستوطنون يقتحمون قبر يوسف بنابلس
11:40مقتل سيدة ورجل بالرصاص في باقة الغربية واللد
11:28الإمارات تسرق "خمر الجولان" السوري وتنصر "إسرائيل" ضد BDS
11:26صحيفة: تفاهمات بين القاهرة وحماس حول آلية جديدة لعمل معبر رفح
11:23حماس تهاجم تويتر لحظر حسابات فلسطينية بضغط إسرائيلي
11:22صحيفة: لمنع عودة أنصار دحلان.. عباس يدفع برجاله في قيادة حركة فتح بالقدس
10:35تدهور مستمر في حالته الصحية.. 95 يومًا على إضراب الأسير الأخرس عن الطعام

نظرة على الخطاب الديني في الإعلام العربي ..تثبيت ام زعزعة وتشكيك ام ماذا؟

اعتقد ان الانتشار الكبير للقنوات الفضائية العربية  التابعة لجهات مختلفة، اتاحت الفرص لطهور أشخاص وأشخاص يتحدثون عن أي موضوع بأي معايير وفي أي وقت. مع العلم ان الأمر قبل بداية الاعلام الفضائي العربي لم يكن هو الافضل.

هذا الواقع أفرز الى حد كبير فوضى التناول الاعلامي في مجالات مختلفة، واقتحمت تلك الفوضى القضايا الدينية، أنه العبث الاعلامي بالدين. والدين هو الباعث الروحي والحضاري والانساني لحياة الانسان.

اجد قنوات او اعلاميين يسمحون لأنفسهم ان  يتحدثون عن الدين وموضوعاته العميقة  وقضاياه الحساسة، دون أي معايير.

وعلى سبيل المثال ومؤخراً قدمت احدى مقدمات البرامج التي تلقى متابعة وقبول جماهيري ريهام سعيد اربعون دقيقة حوار مع طبيبة وُصِفت بأنها ملحده، باختصار هذه الطبيبة تشكك في القرآن الكريم وفي الرسول صلى الله عليه وسلم، وحاولت المذيعة غير المتخصصة في علوم الدين أن تتدافع وتهاجم، ولكنها كانت تتلقى ضربات قوية من الطرف الأخر، وانتهى الحوار الى السب والإهانة والطرد، اي انه انتهى بالفشل فيما يتعلق بخدمة المشاهد ونفعه، وبذلك قدم البرنامج رسالة تشكيكيه  وغير حضارية.

وبرنامج أخر للمقدم طوني خليفه يدور حول موضوع من هو الكافر، يستضيف صحفي واظهره في صورة المعاصرة والحضارية، وشخص اخر ظهر في صورة حامل الرسالة الدينية، الذي أساء لهذه الصورة شكلاً وموضوعاً. ومحصلة البرنامج النهائية، اعتقد كما حدث في البرنامج السابق.    

انها فوضى اعلامية اقتحمت الدين.

ونحاول ان نجتهد بمهنية:

ان كان هناك موضوع متخصص يستحق النقاش ووجهات نظر، طبيعي الا نقدم طرفاً منفرداً، دون الأخر. وعندما نختار طرفين يمثلون وجهتي نظر لموضوع واحد، يجب ان يكون كلا منهما  يستحق ان يمثل وجهة نظر ويكون خير سفير لها. كما ان بعض القضايا والموضوعات التي يتناولها الاعلام تستحق ان تتناول من خلال اكثر من وجهتي نظر.    

في البرنامج الأول: 

وضعت مقدمة البرنامج نفسها كطرف في مواجهة الالحاد، ففشلت لأنها غير مؤهله لمناقشه مثل تلك القضايا، وابدعت في الفشل عندما تهكمت وطردت ضيفتها في البرنامج - على الرغم انها ناجحة في قضايا وموضوعات اخرى- وكان من الطبيعي ان تفسح المجال لمن يستطع ان يواجه الالحاد والتشكيك بالعلم والبرهان والايمان. 

وفي البرنامج الثاني:

جاء البرنامج بشخصين غير مؤهلين للحديث عن موضوع من هو الكافر. بل انه اتى بشخص وعرضه وكان يمثل المتخصصين في علوم الدين، وهكذا يفهم العامة من الناس لملبسه. وهناك من المتخصصين من العلماء البارعين في مخاطبة الجمهور الذي يعطينا صورة طيبة وبراقه عن الدين وعلماء الدين.

دعونا نفكر هل هذا النهج الاعلامي في تناول قضايا الدين :

 يحدث في هذا الاطار عشوائية وضعف مهني، وحماسه غير رشيدة، وضعف تقدير للمسئولية المهنية الاعلامية، والبحث عن الصواعق الاعلامية للتميز الاجوف ومعايير الربح الزائف.

- أم أنه يحدث بطريقة مدبرة ومقصودة، بهدف ضرب أسس ومقومات إصلاح مجتمعاتنا.

- أم بهدف سحب الرأي العام وفكر الجماهير خارج نطاق القضايا الحيوية والتحديات الأنية، لتغييبه عن قضايا سياسية واقتصادية مفصلية.

ومن المفارقات الاعلامية العربية.... اجد في بعض البرامج الرياضية والفنية مثلاً، عند عرض قضايا ومشكلات معينة، يبحثون عن التغطية التفصيلية، والبحث والتنقيب والاصرار على تقديم الاشخاص الذين يمثلون بموضوعية ومهنية وجهات النظر المختلفة، وبعد ذلك تحليل ذلك من خلال اراء خبراء ومتخصصين. 

وبعيداً عن الموضوعية الاعلامية في التناول والعرض فيما يتعلق بالقضايا الدينية. اتحدث الان عن القضايا الدينية التي يجب ان يتناولها الاعلام العربي ويلح فيها ويكررها ويبدع في تقديمها. هل المطلوب ان نتحدث عن اسئلة تفصيلية عن النكاح والإرث وتعدد الزوجات ومن هو الكافر، وكيف نواجه الملحد، وقضايا مستهلكة، تم حسمها.

اين الأولى فالأقل اولوية، اين الاهم فالأقل اهمية، نحن في امس الحاجة لنعلم النشأ والكبار الأسس الرشيدة للدين، وتشجيع الانسان العربي على القيام بعباداته وربطها بالتقدم الحضاري، وتحصينه وتثبيته. نحن نعلم اطفالنا في البداية كيف يقرأون ويكتبون، قبل ان نرشدهم عما يقرأون، وفيما يكتبون.

وعلى سبيل المثال....
اين انت ايها الاعلام في قضية الصلاة. اين خطتك وابداعاتك وقوالبك الجذابة وافكارك المميزة فيما يخص المقومات والاساسيات. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر.

انتبه ايها الاعلام عليك ان تجتهد في تقديم العون للآباء والمربين لتمكنهم من تعليم أبنائهم الصلاة، فقد طلب الرسول الكريم منا ان نعلم ابنائنا طوال الف يوم وان نستمر ايضاً في ذلك، والتعليم ليس بالأوامر والتعليمات. اين انت ايها الاعلام وخططك الناجحة التي تتوجه لتاركي الصلاة بفئاتهم المختلفة. كيف نشجع ونرغب الناس في الدين والتمسك بتعاليمه، ونبدع في إقناعهم وتنمية ادراكهم ان الرقي والتقدم والراحة والحاضر والمستقبل المنشود من خلال الالتزام بقواعد الدين.

نحن في امس الحاجة الى من يقدم لنا ما يثبت الاجيال على قواعد الدين الحقيقية وعلى قضاياه الجوهرية في حاجة ماسة الى من يدعم لدى الاجيال الوازع الديني، لسنا في حاجة الى طرح القضايا الشاذة والمرتدين والمشككين، نحن في حاجة التثبيت وليس الزعزعة والتشكيك.