Menu
14:08لهذا السبب .. "حزب الله" يعلن الاستنفار و يستدعي عددا من عناصره
14:06تنويه مهم صادر عن الجامعة الاسلامية بخصوص فيروس "كورونا"
14:05مالية رام الله تعلن موعد ونسبة صرف رواتب الموظفين
13:38وزارة الصحة: 8 وفيات و450 إصابة بفيروس كورونا و612 حالة تعافٍ
13:14الأسرى يغلقون سجن "جلبوع" بعد اقتحامه والتنكيل بهم
13:13أحكام على مدانين في قضايا قتل منفصلة بغزة
13:10قطاع المعلمين بأونروا: صعوبات تواجه التعليم الإلكتروني ولا بديل عن "الوجاهي"
13:08الأوقاف ترفض الاساءة للرسول عليه السلام
12:48مصادر صحفية: تكشف عن موعد صرف المنحة القطرية
12:49منظومة دفاع جوي في قطاع غزة؟
12:46(يديعوت أحرونوت): طائرة إسرائيلية هبطت أمس بمطار الدوحة وعادت اليوم لتل أبيب
12:43الحكم المؤبد على مدانين في خانيونس ودير البلح بتهمة القتل
12:40عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى
12:39إغلاق محكمة الاستئناف الشرعية بنابلس بعد إصابة قاض بكورونا
12:37مليارات الدولارات من السعودية والامارات تمطر على الاردن فجأة !!

* نظرة مخالفة لموضوع الفيلم الأمريكي المسيء إلى الإسلام..؟..سليم نقولا محسن

* لم تعودنا الولايات المتحدة والغرب الأوروبي عموما على التلقائية العشوائية، فيما يتعلق بالأحداث العالمية الصغيرة منها أو الكبيرة، وردود أفعالها، وخاصة ما يحيط في الشأن السوري، بؤرة اهتمامها، ولا نغالي إن اعتبرنا أن حكوماتها، هي من تصنع أهواء الناس وميولهم وقيمهم الخيرة والشريرة في أنحاء العالم، وبالتالي سياقة تحركاتهم الجماهيرية والأحداث المرافقة لها، عنفية أو سلمية، والضابطة لها أيضا، ذلك عبر وسائل التأثير العلمانية أو الدينية ومختبراتها الاجتماعية والنفسية التي تمتلكها، والمنتشرة أنشطتها  عبر عملائها في أنحاء العالم..

 لكن هذا لا يخرج على ما درجت عليه معتقدات هذه الدول المتوارثة التي ترسخت لدى وجدان أبنائها وسلوكهم في ثنائية الخير والشر المستقاة من خرافيات الإسرائيليات، لدوام النخبوية، وبقاء عمران بلادها؟، فكل ما يختص في شعبها ضمن دولها هو الخير المطلق مقابل الشر المطلق الذي بتجسد في الآخر..؟ اختبرنا ذلك منذ التحريضات الدينية الأوروبية في القرن الحادي عشر ضد مسلمي ومسيحيي الشرق، التي انتهت إلى احتلال كل من القدس، والقسطنطينية 1204 م، وبلاد الشام، في ما يدعى بحروب الفرنجة .. إلى الولايات المتحدة في حربها ضد الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا في اعتبارهم شياطين وشر مطلق من الواجب الديني والأخلاقي الخلاص منهم، ثم استبدل ذلك لينطبق على العبيد المستقدمين المُتصَيدين من أفريقيا، ومن ثم وقع الاختيار على غيرهم، وفي حقيقة الأمر أن العقلية التجارية الربحية، في شجعها الإستيلائي على ثروات الغير وتعبهم في بلادهم وفي ما وراء البحار تتجاوز المنطق والعقل، إلى تصنيع الدافع الدفاعي والهجومي الخرافي التبريري، الذي يؤمن استقرار مناطق انطلاقاتها الوطنية، وطرق تجارتها ومعابرها، وضمان تدفق ثرواتها من المناطق التي تم وضع اليد عليها واحتلالها، ضمن منطوق ثنائية الخير والشر..

فواقع الأمر أن الدول الغربية المشار إليها، لا يمكن أن تعيش على عشوائيات الفوضى داخل دولها، وإنما على مجتمعات على درجة عالية من التنظيم القانوني والتشريعي الدقيق، وعلى أخلاقيات وسلوكيات غاية في التهذيب، تكسب الصورة المثالية لإداراتها، ولكنها بالمقابل لا تستطيع أن تعيش دون فوضى الآخرين للحيلولة دون تقدمهم عبر استقرارهم المجتمعي، ولما توفره الفوضى لديهم من سهولة سيطرة الغرب عليهم واستغلالهم، واستنفاذ مواردهم..؟ وهكذا فمن تقربه إدارات دول الغرب وحكوماتها من الأشخاص المحليين أو الغرباء حسب زعمها..؟ يكتسب الميزة النوعية، ويحظى بالثقة الأخلاقية والاجتماعية، أنى كانت وضاعة منابته ومساره وتوجهاته..؟

لكن لا بد أن يبرز من خلال هذه الثنائية بعض التناقض في مسار اللاأخلاقيات المشينة، التي توغل في ممارساتها الحكومات، وقد تواجه بانتقادات من قبل الشعب عبر المقارنة اليومية العيانية في الأداء الحكومي بين هذا الموقف ومثيله، وازدواجية المعايير.. يمكن أن تخل بالمعادلة الأخلاقية المجتمعية المعتمدة في الدولة وتنقضها.. إذ أن لا وجهين للحقيقة ولا للعدل..؟

لذا تعمد الإدارات في حكومات الدول إلى المبالغة في استباحة مقدسات ومعتقدات الشعوب الأخرى المستهدفة على أراضيها، وتصوير رموزها على أنها شر مطلق، كما الفيلم المسيء، والرسوم المتتابعة المسيئة..؟ فالصلاح إن وجد لديها استثناء..؟ عندها  يصبح من واجب الخير والصلاح المطلق المتمثل بالمواطنين أبناء تلك الدول النقية، وكمهام أخلاقية صرفة أن يحارب الشر والشيطان المتلبس تلك الشعوب المبتلاة..؟ وهكذا ظهرت حكومات هذه الدول كواهبة للخير وللحقوق وللديمقراطية والتقدم، عبر العمليات العسكرية الوحشية التي طالت آلاف المدنيين والأطفال والشيوخ، والتي لم تبق زرعا ولا ضرعا، في كل من أفغانستان والعراق، وفي استغلال احتقان الشعوب المستضعفة من فقرهم وبؤسهم، ومن تسلط وطغيان شخوص السلطات التي نصبوها وحموها، ليفجروا ثورات الحرية الخلبية، التي جرى حرفها عن مسارها وأهدافها، لإعادة تنصيب عملائهم عليها بفكر عفن جديد  وثوب مذهب منافق مخادع جديد في كل من تونس ومصر وليبيا.. والبقية تأت؟

لقد فشلت المناورات والخطط العسكرية والمخابراتية وعمليات الحصار من قبل دول العدوان في النيل من الشعب السوري ومن صموده وتضحياته، طيلة الشهور الماضية؟ وجيشه الآن في مؤازرة شعبه ينتقل من نصر إلى نصر في التحرير، والقضاء على المرتزقة المسلحين، وأن استمرار بقاء الدولة ووحدة الشعب والمجتمع السوري، ينذر بانهيار حكومات المنطقة بكاملها بالإضافة إلى إعادة ترسيم حدود دولها بما لا يرضي  منظومة دول الناتو وإسرائيل..؟  فالولايات المتحدة ودول الناتو في عجلة من أمرها لتنفيذ مشروعها الشرق أوسطي، وإلا فشلت كل جهودها، وانهار مشروعها الاحتلالي وانهارت أنظمتها الموالية وعملائها وتكتلاتها المناصرة لها ونفوذها، فهل آن الأوان لشن حرب على المنطقة تحضر لها في الخفاء، فعمدت إلى افتعال هياج شعبي إسلامي عبر تسريب مقاطع من الفيلم المسيء، وإرفاقه في نشر صور مشينة عن الرسول(ص) لإهانة الإسلام والمسلمين، وإلى خلق ردود أفعال مزدوجة لدى شعوبها في التأكيد على همجية وشيطانية هذه الشعوب، والضرورات الأخلاقية في القضاء عليها، ومن جهة أخرى إعطاء فرصة لأنصارها الإسلاميين التكفيريين في المنطقة للتحرر من تهمة الارتباط بالغرب وإسرائيل والسعي إلى تفتيت المنطقة، ليعملوا وفق الخطط ذاتها في أجواء أكثر شعبية وطمأنينة..؟

خاصة وأن هذا الزخم الجديد من الإساءة وإشعال الهياج الغاضب، يترافق مع تصريحات نارية إسرائيلية ومن دول تابعة للحرب على إيران، ومن قبل أتباعها البغبغائيين المتسولين في المجالس السورية المترحلة إلى عواصم اللصوصية والكذب والأذية عن ضرورة التحرك العسكري الخارجي ضد سوريا، والحظر الجوي، وفي تدفق أطنان من شحنات الأسلحة إلى المرتزقة في سوريا ، وتحرك سفن إلى البحر المتوسط، ومناورات عسكرية معادية..؟

* فالسيناريو الظاهر من إساءة الولايات المتحدة والغرب للإسلام يتلخص في:

1 – غضب الشارع الإسلامي واحتجاجاته العنيفة عموما..؟

2 - إظهار غضب حكومات الدول التي تدعي الإسلام والموالية للغرب، والمنفذة لمشاريعه الإحتلالية والمباركة لها..؟

3 – ردود أفعال الحركات التكفيرية الدموية كما حدث في ليبيا، وعدد من الدول..؟

4 – تحرك العالم الإسلامي لدفع حكوماته إلى التحرك في جدية عبر مطالبة المجتمع الدولي عبر منظماته لوضع حد للإساءة للرموز الدينية لكل الديانات عبر الأفلام ووسائل النشر والدعايات الأخرى..؟

*ما الذي تحصده الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل من الإساءة للعالم الإسلامي، وردود أفعالها:

المعروف عداء العالم الإسلامي والعربي تاريخيا للولايات المتحدة والغرب وإسرائيل..؟

1 – إظهار نوع من التباعد يشوبه العداء بين تلك الحكومات (الموالية) وأتباعها ومنظماتها، وبين الغرب وإسرائيل؟، مما يعطي هذه الحكومات صك براءة من أفعالها وارتباطاتها المخزية السابقة، ومجالا جديدا (عبر العداء والإدانة) يسمح في تكتل شعبي حول هذه الحكومات، بعد أن كانت قد انكشفت لديه؟، كما يسمح أن يمرر تنفيذ المشاريع المضمرة ضد الإسلام عبر التواطؤ مع هذه الحكومات..؟ لصالح الغرب الناتوي في الشرق الأوسط وامتداداته..؟

2 - بعد انكشاف تصنيع الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل، لحركات الإسلام السياسي التكفيرية الدموية المتطرفة، ودعمها لها وتمويلها وإمدادها بكل السبل، واستخدامها لها في أنحاء العالم كما يحدث مؤخرا في سوريا.. فإنها يمكن أن تستخدم ردود الأفعال ضدها هذه، الناتجة عن مثل هذه الإساءات المتكررة، لاستخدامها في إعلان تنصلها عن هذه الحركات الإسلامية المتطرفة وأفعالها وبراءتها منها؟، كما تسمح لهذه الحركات من جهة أخرى في التحرر من عبء الإدانة المرافقة لمسيرتها أينما ذهبت، منذ حرب الأفغان الأولي ضد روسيا، بأنها مجرد تابع ينفذ البرامج الغربية الإسرائيلية باسم الإسلام، مما يساهم هذا في تقويتها وتجديد الحواضن لها بعد أن نبذت..؟ عبر إظهارها مقابل الإسلام الخانع المستسلم، بأنها الرادع الوحيد الفاعل ضد الغرب وإسرائيل..؟ وخاصة أن المشروع الغربي والإسرائيلي التفتيتي، إنما يحتاج إلى مثل هذه الحركات التكفيرية الإلغائية الدموية المدمرة.. في إقامة الفوضى والدويلات الطائفية والمذهبية والدينية والعرقية..؟