Menu
09:18تعرف على حالة معابر قطاع غزة اليوم الأحد
09:12مباحثات القاهرة.. لقاء "الجهاد" والمخابرات المصرية لم يسجل أي اختراق
09:10أبو حمزة للاحتلال: لن نقبل بالاحتلال أبدا وسنبذل كل الجهود لتحرير فلسطين
09:00الأونروا تقرر عقد امتحان توظيف معلم جديد في غزة
08:59إدارة سجن "النقب" تواصل عزل 68 أسيرًا جماعيًا
08:58عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى
08:51الاحتلال سلم جثمانه الليلة.. القدس تشيع الشهيد الفتى محمد علي
08:50الأمن الإسرائيلي يوصي الحكومة بتأجيل التضييق على الأسرى
08:49لليوم التاسع.. الاحتلال يواصل حصار أريحا
08:47موقع عبري يكشف: هذه خطة نتنياهو لإغراق الضفة بالأنفاق
08:44مؤسسة مالية أمريكية رائدة تحذر من مخاطر الاستثمار بـ"إسرائيل"
08:43الاحتلال يزعم إسقاط طائرة مسيرة شمال قطاع غزة
08:41تحذيرات من محاولات الاحتلال تنفيذ أوسع عملية تطهير عرقي بالقدس
08:40تطورات المنخفض الجوي خلال الساعات القادمة
08:38الاحتلال يشن حملة اعتقالات في الضفة تطال القيادي خضر عدنان

فجر فلسطين قادم رغم ليل الاحتلال الطويل

مي عزام-كاتبة وصحفية مصرية

(1) القوة الغاشمة

منذ عودة بنيامين نتنياهو إلى سدة الحكم برئاسته لحكومة يمينية متطرفة، والحديث عن استخدام القوة الغاشمة تجاه المقاومة الفلسطينية هو اللغة السائدة، الهدف المعلن هو القضاء على جيوب المقاومة الفلسطينية في الأراضي المحتلة أعضاء الكتائب الفلسطينية المسلحة المعروفة أضف إليها كتيبة جنين وعرين الأسود، المطلوب تصفيتهم بدم بارد على اعتبار أن هذا مطلب قومي إسرائيلي لتأمين المدنيين الإسرائيليين.

يندفع نتنياهو وحكومته إلى التصعيد ملوحين بالقوة الغاشمة، ولا يدركون أنهم يدفعون الفلسطينيين إلى حافة اليأس، حيث تتساوى الحياة والموت عند فئات كثيرة من الشباب الفلسطيني غير المسيس أو المنتمي إلى كتائب مسلحة، شباب في عمر الزهور يشعر أن عليه واجبًا ومسؤولية تجاه وطنه: يجب أن تظل راية المقاومة مرفوعة من قبل الجميع، بل تعلن رفض الشعب الفلسطيني الاحتلال الذي يسرق ماضيه ويستبدله بأكاذيب وأساطير مغلوطة، ويسيطر بالقوة على حاضره ويغلق أمامه أفق المستقبل.

نهم الاحتلال الإسرائيلي وشراهته في ضم المزيد من أرض فلسطين يزداد يومًا بعد يوم، لا يريد أن يترك للفلسطيني مكانًا ولا مأوى، يريده مشردًا حول العالم بلا ذاكرة ولا أمل في العودة.

الدولة العبرية التي تفتح ذراعيها ليهود العالم من كل حدب وصوب، تغلقها أمام أصحاب البلد الأصليين وتمنع عودتهم، وتسعى دولة الاحتلال الصهيوني إلى تطبيق استراتيجية الرجل الأبيض مع السكان الأصليين في الأمريكيتين وإبادتهم، لكنها لا تنتبه أن العالم تغير، جندي جيش الاحتلال يستخدم سلاح جنود المقاومة الفلسطينية نفسه، البارود لم يعد في مواجهة السهام البدائية.

المقاومة الفلسطينية المسلحة لم تعد حكرًا على الكتائب التي تنتمي لفصائل فتح والجهاد الإسلامي وحماس وغيرهم، لكن بدأت الدائرة تتسع لتشمل جيلًا جديدًا لا ينتمي لأي فصيل أو حركة من حركات المقاومة الفلسطينية، مثل منفّذ هجوم القدس الشهيد خيري علقم (21 عامًا)، وكذلك منفّذ عملية سلوان الفتى محمد عليوات (13 عامًا)، جيلًا يرد على قتل عشرات الفلسطينيين من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومحاولة الاستيلاء المستمرة على أراضي الفلسطينيين وحقوقهم.

 (2) التهدئة

أمام العنف الإسرائيلي المتنامي، نشهد تقاعس المجتمع الدولي والقوى الإقليمية عن ردعه، فهي تكتفي بالمتابعة عن كثب ومناشدة الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بالتهدئة وضبط النفس وكأن الطرفين على قدم المساواة، تضع الجاني والمجني عليه في خندق واحد.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي زار المنطقة مؤخرًا، حث كلًا من إسرائيل والفلسطينيين إلى اتخاذ خطوات لتخفيف حدة التوتر القائم بين الطرفين، وذهب كما جاء، فالقضية الفلسطينية لم تعد محل اهتمام أمريكا ومعظم الزعماء العرب، والترتيبات الأمنية مع إسرائيل لمواجهة التمدد الإيراني وعرقلة حصولها على سلاح نووي تأتي في مقدمة الأوليات، فتقليم أظافر إيران هدف ملح بالنسبة لأمريكا وإسرائيل وعدد من الدول العربية الخليجية وحلفائها في المنطقة، فتأثير إيران تجاوز الحدود الحمر ليصل إلى معقل الغرب، بمساندتها لروسيا في الحرب الأوكرانية وإمدادها بطائرات مسيّرة وصواريخ، والكل يتحسب لرد الفعل الإيراني على الهجمات الإسرائيلية المعلنة على مواقع دفاعية في قلب إيران، وهل سيؤدى الأمر إلى صب الزيت على النار في المنطقة المشتعلة أساسًا بمشاكل لا حصر لها؟ الوضع الدولي والإقليمي شديد التعقيد وينذر بالمزيد من التداعيات السيئة.

في ظل هذه الظروف يصبح الحديث عن التهدئة، أقصى ما يمكن أن يحصل عليه الفلسطينيون من المجتمع الدولي، وهو أمر يقتل الأمل عند الفلسطيني، لكنه في الوقت نفسه يزيده إصرارًا على السير في طريق المقاومة المسلحة إلى نهايته وهو منتصب القامة مرفوع الهامة.

(3) حلم الاستقلال

في حديث تليفزيوني أجراه الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس، في أواخر التسعينيات من القرن الماضي، سأله المذيع عن رؤيته لمستقبل إسرائيل، فأجابه الشيخ المقعد: إسرائيل قامت على الظلم والاغتصاب، وأي كيان يقوم على ذلك مصيره الدمار، وتنبأ بنهاية دولة الاحتلال عام 2027، وحين سأله المذيع: ولماذا هذا التاريخ تحديدًا؟ أجاب: القرآن حدثنا أن هناك تغييرًا في الأجيال كل أربعين سنة، الأربعون الأولى كانت نكبة، والثانية انتفاضة ومواجهة وقتال، والأربعون الثالثة ستكون نهاية إسرائيل، والجيل القادم هو جيل التحرير، فالصهاينة يزهون بقوتهم ونحن خائفون من ضعفنا، ولكن إرادة الله غالبة، وبغض النظر عن مصداقية هذه النبوءة من عدمها، فإن هناك أدلة تاريخية دامغة تؤكد نهاية دولة إسرائيل رغم علو مكانتها وما تملكه من قوة عسكرية، مرور خمسة وسبعين عامًا على دولة الاحتلال، ليس بالوقت الطويل في تاريخ الأمم، فلقد ظل الاستعمار الاستيطاني الفرنسي للجزائر لمدة 132 سنة، ذاق فيها الجزائريون صنوف الهوان والعنصرية والعنف، وقدم الشعب الجزائري ما يقرب من مليون شهيد ليحصل في النهاية على استقلاله، ورافق ذلك تغيير في النظام العالمي ورفضه الاستعمار وانتشار حركات الاستقلال والتحرر الوطني، فالنظام العالمي الحالي على وشك التغير وموازين القوة ستتبدل مواقعها، ومع هذا التغيير يطل الأمل في تحرير فلسطين رغم ليل الاحتلال الصهيوني الطويل.