Menu
16:13الحكم غيابيا بالإعدام شنقاً لمدان بقتل المواطن موسى أبو نار
16:08غانتس: المساعدات الأوروبية لغزة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار مسألة إعادة جنودنا
16:04الاقتصاد بغزة تُقرر منع استيراد السمن النباتي
16:03"التعليم" تستأنف الدراسة في "المناطق الحمراء" بقطاع غزة
16:02"التنمية" بغزة تعلن موعد صرف مخصصات جرحى وشهداء مسيرات العودة
16:01"التنمية" تكشف عن أسباب تأخر صرف شيكات الشؤون في غزة والضفة
12:39هيئة الأسرى تطالب بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسير الأخرس
12:37"أوقاف" بيت لحم تقرر إغلاق مسجد بسبب "كورونا"
12:35وفاة جديدة بفيروس "كورونا" في صفوف جاليتنا بالسعودية
12:33وزير العمل: سيتم صرف مساعدات لـ68 ألف عامل من المتضررين من جائحة كورونا
12:30بأكثر من 20 مليون دولار... المملكة المتحدة تعلن تقديم مساعدات لوكالة "أونروا"
11:08تجديد الاعتقال الإداري للبروفيسور عماد البرغوثي للمرة الثانية
11:06"واللا" العبري : نتنياهو خان ترامب ورفض مساندته علنا في الانتخابات الاميركية
10:13أردان يكشف سببًا رئيسيًا لفشل الأمم المتحدة في حل الصراع الفلسطيني مع الاحتلال
10:10صحة غزة: تسجيل 248 إصابة بفيروس "كورونا" وتعافي 198 حالة

باق رغم رحيلك يا شيخ عبد الكريم

أرض كنعان/كنت فينا ولازلت عنوانا تهفو إليك القلوب، وتسعى نحو بابك الناس لا طلبا للمال أو الجاه أو التبرك ولكن لطلب الحلال والابتعاد عن الحرام فقد كنت فقيها وعالما ومعلما وقبل كل ذلك إنسانا عطوفا حساسا تقيا ورعا محبوبا من كل مواطن شاهدك أو جلس معك أو استمع إليك على منابر غزة وتحديدا العمري، أو عبر التواصل بك عن الهاتف الذي لا يتوقف عن الرنين ولا يستمر طويلا بدون أن يسمع صوت الشيخ عبد الكريم الكحلوت الصوت المألوف والمميز، وفور الاستماع إليه تهدأ الروح وتشعر بالاطمئنان، هكذا يجب أن يكون العالم المتصدي للفتوى فكان شيخا يحمل كل هذه الصفات وزيادة.

كان معلما لعلماء القطاع أو أستاذا للعلماء الذين تتلمذ على أيديهم علماء وفقهاء، بل ونزيد في ذلك كان معلما لأطباء ومهندسين وأصحاب مهن مختلفة تعلموا على يديه الفقه في مراحلهم التعليمية الأولى، سواء في معهد الأزهر الديني أو في الجامعة الإسلامية أو في جامعة الأزهر أو في أي مكان كان فيه شيخنا كان عالما معلما.

رحل عالمنا بجسده ولكنه باق بيننا بأثره وعلمه وتلاميذه وفتواه التي سهلت على الناس شأن دينهم دون تشديد أو تبسيط بل كان وسطيا كما هو ديننا وسطيا، كان اعلم أهل فلسطين في الحلال والحرام يعالج الأمور بالعلم الشرعي بعيدا عن الهوى أو الانحياز إلى فكر أو منهج بعينه بل انحاز إلى شرع الله وإلى ما يخدم مصالح العباد ويصلح دينهم ودنياهم، كان طبيبا معالجا لأمراض أخطر على المجتمع من أي مرض جسدي ألا وهو مرض القلوب والنفوس والجهل  فكانت لديه ملكة التبسيط للناس وعندما يفتيهم كان لا يحتاج إلى كلام كثير ولا إلى مقدمات أو شرح ولكنه كان مستمعا جيدا أيضا للمسألة وعلى قدرها يفتي بهدوء وبكلام واضح سديد وبكلمات لا تحمل إلا معنى واحدا لا يقبل التأويل أو التفسير واضحا لكل الأفهام والمستويات من العلم.

رحمك الله شيخنا وعالمنا واستاذنا رحمة واسعة وأسكنك من الجنة أعلاها ومن الصحبة أشرفها مع النبيين والصديقين والشهداء ، ونرجو الله أن يعوضنا عنك خيرا ، فقد كنت الخير والبلسم الشافي وكنت الحافظ لبيوت كان يمكن أن تهدم ويشرد أهلها، بفهمك وعلمك وقدرتك التي شهد لها القاصي والداني القريب والبعيد العالم والمتعلم والأمي البسيط.

بكتك غزة وبكاك العارفون بقدرك وعلمك ولكن عزاءنا أنك باق فينا بأثرك الطيب ونهجك المستقيم وعلمك النافع بإذن الله ، فكنت الأب رغم انك لم تنجب الولد فكان كل من تتلمذ على يديك ولد لك يدعو لك بالخير ونرجو أن يصدق فيك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) أما الصدقة الجارية فعرفناك كريما ولك من اسمك نصيب، أما علمك فكان غزيرا ونافعا ومستمرا بلا انقطاع، أما الولد الصالح فأنت أب لصالحين كثر وإن لم تنجب الولد وسيدعون لك بالخير.

رحمك الله ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون.