صعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من هدم المنازل في مدينة الرملة بالداخل الفلسطيني المحتل خلال الـ48 ساعة الماضية، فيما أصدرت أوامر جديدة بحق محلات تجارية في مدينة كفر قاسم، في خطوة غير مسبوقة.
فخلال يومين هدمت جرافات الاحتلال منازل ومحلات دون سابق إنذار أو إشعار أصحابها في الرملة، فيما أرغمت أصحاب محلات أخرى بتفكيكها خلال ساعات بالرغم من عدم وجود أوامر بإزالتها.
واقتحمت آليات الهدم مدعومة بقوات كبيرة من شرطة الاحتلال منزل الفلسطيني محمد العاوور وحاصرت محيطه قبل أن تأتي على المنزل وتهدمه بالكامل دون سبق إنذار.
وقبل هدم منزل العاوور كانت الجرافات هدمت 3 محلات تجارية دون إشعار صاحبها أيضًا، ما أثار غضبًا وسط الفلسطينيين بالمدينة.
وفي كفر قاسم سلّمت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء الأربعاء غرامات مالية باهظة وأوامر استدعاء للتحقيق، قبل صدور أوامر إخلاء لعدد من أصحاب المصالح التجارية.
وزعمت سلطات الاحتلال أن أصحاب المحلات يستعملون "الأرض بشكل غير قانوني"، كما استدعت عدد منهم للتحقيق، فيما أكد أعضاء بلدية عدم صحة ادعاءات بلدية الاحتلال.
وتقع المنطقة المستهدفة في غربي كفر قاسم في المنطقة الصناعية وبالقرب منها، وأكد أصحاب المصالح التجارية أن الملاحقة وتشديد الخناق يأتي من أجل إقامة خط كهرباء لسلطات الاحتلال بالمنطقة، ولا علاقة للأمر بالقانونية من عدمها.
وفي اللد هدمت قوات الاحتلال يوم الثلاثاء منزل يعود لعائلة أبو غنيم دون سبق إنذار، في وقت تسلم فيه صاحب المنزل أمرًا يلزمه بهدم المنزل، إلا أن جرافات الاحتلال أتت على المنزل، وفرضت عليه غرامات لتنفيذها عملية الهدم.
تضييق الخناق
وتعقيبًا على عمليات الهدم قال عضوان فلسطينيان في بلديتي الرملة واللد "إنها سياسة تصعيدية انتقامية غير مسبوقة لتضييق الخناق على الوجود الفلسطيني بالمدينتين".
وأكد عضو بلدية اللد عبد الكريم زبارقة أن المدن الساحلية خاصة الرملة واللد تشهد تصعيد غير مسبوق، وهو متعلق بشكل كبير بالانتقام من هبة الفلسطينيين بمايو الماضي نصرة للمسجد الأقصى وضد العدوان على غزة.
هذا ووصف عضو بلدية الرملة إبراهيم بدوية ما تشهده المدينة بأنها "سياسة غدر مبنية على عنصرية وقرارات انتقامي، خاصة وأن الهدم أصبح دون ذرائع أو إشعارات لأصحاب المنازل أو التجار".
وأكد وجود اتفاقيات في الائتلاف الحكومي يمنع هدم المحلات الثلاثة التي تم هدمها قبل يومين بالإضافة لمنزل العاوور، إلا أن رئيس البلدية أرسل الجرافات وهدمها، ما يعني انقلاب ومحاولة فرض واقع جديد.
وشدد على أن بلدية الاحتلال تستهدف الأجيال الشابة وتريد التضييق على وجودها في المدينة، خاصة وأنها تعاني أيضًا من الحصول على حق الاستئجار والتمليك في المشاريع الإسكانية التي بنيت في الرملة، لمجرد معرفتها بأنه فلسطيني.
ونوه إلى أن هذه السياسة الانتقامية التي تعود اليوم بعد تراجع حوالي 3 سنوات، مرتبطة بالانتقام من هبة الكرامة بمايو، مؤكدًا أنه سيتم اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع تفاقم هذه السياسة.