قدّرت أوساط مقربة من القيادة التركية وجود سيناريو إسرائيلي سري هذه الأيام للاستثمار في اللحظة الراهنة وتعقيدات المشهد في البحر الأسود وفي منطقة المتوسط إثر الأزمة الاوكرانية تحت عنوان الاستغلال وفرض وقائع على الأرض خصوصا وأن الدول الغربية منشغلة تماما بالغزو الروسي لأوكرانيا والأوضاع على المستوى الاقليمي يبدو أنها جاهزة في ذهن المؤسسات الإسرائيلية يمينية العميقة للاستثمار والتوظيف.
وعقدت مشاورات خاصة بين أطراف وجهات فصائل المقاومة الفلسطينية على أساس الاستعداد في المسار المسلح ومسار المقاومة وحتى للسيناريوهات العسكرية في حال ظهور سيناريو اسرائيلي يستهدف استغلال اللحظة وفرض وقائع على الارض والعودة لاحتمالية العمل إسرائيليا على تقويض القدرات والبنية التحتية للجناح العسكري لحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة حصريا.
ويبدو أن مؤسسات الرصد التابعة للمقاومة الاسلامية في غزة وفي بيروت وفي مواقع اخرى لديها ما يكفي من التقديرات والمعلومات والتسريبات التي تشير لأن بعض الجهات الاسرائيلية تقفز بين الغام المنطقة في محاولة لتنفيذ اجندات يمينية وعلى أساس أن حكومة نفتالي بنت اليمينية المتشددة وهي آيلة للسقوط قد تبحث عن خطوات شعبوية تزيد من رصيدها وتنعكس على قدرتها على تجنب السقوط السياسي وخيار انتخابات جديدة مبكرة.
وهنا أكد مسؤولون مباشرون في حركة المقاومة الاسلامية وأيضا من بين نشطاء حركة الجهاد الاسلامي بان الجاهزية ينبغي أن تكون في أرفع مستوياتها في قطاع غزة تحديدا وحتى في الضفة الغربية إطار الاستعداد لمواجهة أي سيناريو اسرائيلي جديد تحت عنوان التفكيك والتركيب.
وقد اتّخذت فيما يبدو اجراءات سريعة للعمل على أساس التصدي لمعركة يمكن أن يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي وفي وقت سريع ما دام المجتمع الدولي ومعه بعض الدول العربية منشغلان بما يجري في أوكرانيا أو في محيط البحر الأسود ومن المرجح أن معلومات المقاومة هنا تقاطعت أيضا مع تقديرات في المؤسسات التركية العميقة والتي تعتقد بأن حكومة بينت مستعدة للمجازفة ولتوجيه ضربات كانت تلوح بها إما لإيران أو حزب الله في جنوب لبنان أو للبنية العسكرية للمقاومة في قطاع غزة.
ولم تعرف الخطوات الوقائية التي تشدد أجنحة ومنظمات المقاومة على ترتيبها حتى اللحظة لكن الأمر ارتفع الى مستوى الطوارئ واظهار مرونة في الجاهزية للرد ومنع الجانب الاسرائيلي من تحقيق اي مكاسب سياسية اقليمية أو دولية في ظل انشغال العالم بالأزمة الاوكرانية أو عبر ضربات وبالتالي الخطة الوحيدة المتاحة حتى الآن رفع تكلفة أي مغامرة عسكرية يمكن أن تقوم بها "إسرائيل" مع أن تقدير القيادة السياسية للمقاومة الفلسطينية حتى اللحظة أن تل أبيب من الصعب عليها المجازفة في وقت أزمة عالمية.
ورفع الكلفة هنا خيار اضطراري لكن الاعتقاد سائد بأن المقاومة في غزة وفي جنوب لبنان جاهزة للرد وبشراسة وصلابة على أي استفزازات اسرائيلية جديدة أو أي محاولات تستهدف التقويض وتعمل على هذا الأساس.
ويبدو أن المشاورات تكثّفت في هذا الاتجاه ومن المرجح أن الجانب الايراني أرسل عبر الأمريكيين والفرنسيين والاتراك بصفة حصرية تحذيرات تقول بأن الرد سيكون كبيرا وعلى عدة جبهات في حال تجرّأت "إسرائيل" وحاولت فرض وقائع جديدة للاشتباك مع الإشارة إلى أن إيران ستدعم جبهات المقاومة في لبنان.
وقد تؤدي أي مغامرة إسرائيلية حسب التوصيف ورسائل التحذير الإيرانية إلى فتح الجبهة السورية، وهو أمر قد ينطوي على تطورات جديدة لافتة وبالتالي تجري الاتصالات والتقييمات على أساس الاحتياط بصورة تمنع الإسرائيليين من استغلال الأزمة الأوكرانية وبصيغة تفرض وقائع جديدة.