بقلم / فاطمة عواد الجبوري
تحدثت تقارير عن استهداف سفينة إسرائيلية قبالة سواحل سلطنة عُمان فجر الجمعة. قتل إثر هذه الهجمات قبطان السفينة والذي يحمل الجنسية البريطانية كما قتل أخر يحمل الجنسية الرومانية.
أشارت إسرائيل بأصابع الاتهام مباشرة إلى إيران واتهمتها بالوقوف وراء هذه العملية. وفي هذه الأثناء فإن الاجتماعات في إسرائيل مستمرة منذ الأمس في وزارة الدفاع لبحث سبل الرد على ما تصفه إسرائيل “بالعدوان الإيراني”.
لم تعد أخبار حرب الناقلات النفطية بين إيران وإسرائيل أخبار جديدة وعاجلة إذ لا يمر شهر من أشهر السنة إلا وتحدث هجمات متبادلة بين الطرفين. ولكن الملفت في هذا الهجوم الأخير هو تعزيز استراتيجية إيرانية جديدة تقوم على أربعة أركان هي:
-
استهداف السفن الإسرائيلي في منطقة الخليج بالذات. وتأتي هذه الهجمات لتحقيق أهداف متعددة أولها عملية ردع للكيان المحتل والثاني هو رسالة لدولة الإمارات التي كانت المبادرة بإعطاء الكيان المحتل موطئ قدم في منطقة الخليج الذي تعتبره إيران بُعدها الجيوسياسي الاستراتيجي الأهم. والهدف الثالث هو رسالة لكل من تسول له نفسه من الدول المتبقية بأن التطبيع مع الكيان لن يحمل في طياته إلا الدمار لهم.
-
تغيّر في معادلة الرّد الإيراني، إذ أن معادلة الرد في الوقت والمكان المناسبين تغيّرت إلى الرد الفوري على أي استهداف للقوات الإيرانية أو السورية أو اللبنانية أو حتى العراقية واليمنية. فكما يشير الأستاذ الكبير عبد الباري عطوان فإن روسيا زودّت سوريا بمنظومة دفاعية جوية متطورة نتج عنها تحييد الصواريخ الإسرائيلية الأسبوع الماضي والتي استهدفت مطار الضبعة في سوريا.
هذا التحييد لم ينظر إليه الإيرانيون على أنه رد كاف على الغطرسة الإسرائيلية لذلك ألحقوه بهجوم ضد سفينة إسرائيلية للتأكيد على تغير قواعد الاشتباك مع العدو الصهيوني.
-
يشير استهداف السفينة الإسرائيلية إلى تطور ملحوظ في المنظومة الدفاعية والهجومية الإيرانية على مستوى السلاح. فهذا الاستهداف تم بطائرة مسيّرة واحدة فقط. وهذا يعني بأن استهداف إسرائيل أصبح أرخض من أي وقت مضى حتى من الناحية المادية. إذ أن إطلاق صواريخ باليستية يتطلب مجموعة معقدة من التنسيق اللوجستي والاستخباراتي لضرب الأهداف العسكرية، كما يعتبر مكلفاً كذلك من الناحية المادية. أما اليوم ومع دخول الطائرات المسيرة الإيرانية والتي تم تصنيعها محلياً بكوادر محلية فهو تطور مهم في عمليات الردع. فنحن نتحدث عن أبسط الهجمات الحربية وهي الهجوم بطائرات مسيرة وإحداث أضرار بالغة على المستوى المادي والبشري في صفوف العدو.
-
لا بد هنا من الإشارة إلى أن إيران اليوم تعمل بصمت لتغير معادلة الصراع مع إسرائيل فهي تعمل على إيصال أحداف التجهيزات العسكرية لحزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية. وما التغيير الأخير الذي شهدته الساحة الفلسطينية في صراعها مع إسرائيل إلا نتيجة للجهود المحلية الفلسطينية وفصائل مقاومتها بالإضافة إلى تعزيز ترسانة هذه الفصائل بصواريخ متطورة للغاية وصلتهم عبر إيران الحليف الأقوى والأخلص في الصراع مع إسرائيل.