Menu
11:34الجزائر: فرنسا استخدمت عظام مقاومينا في صناعة الصابون
11:31قيادي بـ "الجهاد": لم نشعر بأن هناك جدية بتنفيذ مخرجات اجتماع بيروت رام الله
11:30وفاة شاب من غزة  في مخيمات اللجوء في اليونان
10:39تسليم أوّل جواز سفر أمريكي عليه "إسرائيل" كمكان الولادة لأحد مواليد القدس
10:37الاتحاد الأوروبي يعلق على تدهور صحة الأسير الفلسطيني الأخرس
10:34الاسير جمعة ابراهيم آدم يدخل عامه 33 في سجون الاحتلال
10:33مقتل مواطن خلال شجار بحي الزيتون جنوب مدينة غزة
10:31العثور على جثة فتى عليها آثار عنف بالنقب
10:30أبرز عناوين الصحف الفلسطينية
10:26قوات الاحتلال تقتحم قري وبلدات في القدس ونابلس
10:19الوضع الصحي للأسير ماهر الأخرس خطير للغاية وجهود مكثفة لإنقاذ حياته
10:17"الاحتلال الإسرائيل" يبدأ غدًا المرحلة الثانية من خطة الخروج من الإغلاق الشامل
10:04الصحة بغزة: وفاة و 198 إصابة جديدة بفيروس كورونا، و187 حالة تعافٍ
09:54فلسطيني يفوز بجائزة أفضل ممثل و جزائرية فلسطينية تفوز بأفضل فيلم وثائقي في مهرجان الجونة
09:52الانتخابات الأمريكية: التصويت المبكر يحقق أرقاما قياسية مع أكثر من 85 مليون مقترع

فوزي برهوم يكتب : قودي السفينة يا قطر

بحضور رؤساء عرب وغياب آخرين هكذا فاجأت قطر العالم في قمة طارئة وفريدة من نوعها إنها قمة غزة قمة الدوحة، في يوم الجمعة السادس عشر من كانون ثاني عام ألفين وتسعة، حينها كانت غزة تقصف ليلاً ونهاراً براً وبحراً وجواً وبكل أسلحة القتل والدمار وتناثرت الجثث في الطرقات وانقطعت المياه والكهرباء وعجت المستشفيات بالجرحى والشهداء وتشرد الآلاف من أبناء غزة وغرقت غزة في الظلام والمياه وشدَّد الحصار عليها شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً وتحركت الدبابات من كل حدب وصوب ترفع أعلاماً مختلفة ألوانها ولكن الهدف كان واحداً إسقاط حماس وبكل قوة وكسر المقاومة ومنع دخول السلاح والاستسلام ورفع الرايات البيضاء، فقال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني كلمته المشهورة وأمام الحضور "اسمحوا لي أولاً أن أعرب لكم عن خالص الشكر والتقدير لتلبيتكم الدعوة إلى هذه القمة وتجاوبكم معنا من أجل أهلنا في غزة الصامدة الذين يواجهون أعتى آلات الحرب وجبروت الاحتلال بعزيمة واستعداد للتضحية والعطاء يفوق ما يحيط بهم من تقاعس وخذلان".

هكذا كانت هذه الكلمات المشهورة والصادقة شاهدة على المؤامرة الكبرى التي حيكت لغزة وتأمرت عليها دول اختلفت فيما بينها كثيراً وكلنها توافقت على الحرب على غزة وإسقاط حماس وكسر مقاومتها المظفرة.

حينها ترجل فارس فلسطين وفارس المقاومة عن كرسيه الشيخ المجاهد خالد مشعل أبو الوليد حفظه الله والذي شارك في القمة مترئساً وفد فلسطين وبرفقة رفيق دربه الشيخ المجاهد رمضان شلح أبي عبد الله بعد أن رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن حضور هذه القمة لحسابات كثيرة ترجمتها كلماته التي تحدث بها تلفونياً مع أمير قطر رداً على دعوته لحضور القمة "إذا حضرت فسوف أذبح من الوريد إلى الوريد". لا ندري ممن، وهل بعد ذبح غزة من ذبح وإذا كان سيذبح من الاحتلال الإسرائيلي فالجواب قطعاً لا، ولكنها حسابات الساسة التي فاقت مذابح الشعوب، وقتها تحدث خالد مشعل جاهراً بصوته وبكل قوة شارحاً مأساة غزة ومعاناة أهلها مثمناً مقاومتها وعزيمة أبطالها كاشفاً لهدف إسرائيل تغيير قواعد اللعبة وخلق واقع جديد عبر الدم والدمار وكلماته كانت مؤثرة في الجميع بعثت الأمل مجدداً في نفوس الأمة بأن النصر والفرج قادم من الله لا محالة.

هكذا تحدث الجميع وبهذه الروح اتخذت قرارات قطع العلاقات السياسية والاقتصادية مع الاحتلال الإسرائيلي وكانت قطر وموريتانيا على رأس هذه الدول التي وضعت في قمتها قمة الدوحة خارطة للجهود السياسية والإنسانية والإغاثية العربية لنصرة وإغاثة أهلها توجت بإنشاء صندوق عربي لإعادة إعمارها، هذا ليس جديداً على قطر أن تستضيف هذه القمة الطارئة والهامة نصرة لغزة ولإغاثة أهلها ولتجريم الاحتلال وخلق حالة رأي عربي جامع وموحد لدعم عدالة القضية الفلسطينية وتعرية الاحتلال بل سبقها مواقف سامية ومسئولة بعد أن تخلى القاصي والداني عن غزة وحكومة فلسطين الحكومة العاشرة حكومة هنية وشددت الرباعية في شروطها الظالمة وأحكم الحصار على غزة وتهددها الخطر من كل جانب وأقيمت الجدران والحيطان وتحرك الخصم والعدو والقريب والبعيد في حرب من نوع جديد على غزة حتى منعت حليب الأطفال وحبة الدواء وشربة الماء وضوء الكهرباء وتوفي المئات على بوابات المعابر وتحت الجدران الفولاذية وتحطمت آمال شعبنا في عمق عربي وإسلامي أصيل، ومجدداً تحركت قطر وتحرك أميرها واتخذ قراراً شجاعاً ومسئولاً وتكفل بدفع رواتب وزارتي الصحة والتعليم الذي استمر لفترة طويلة وأنشأت قطر المصرف الإسلامي برأس مال 50 مليون دولار ووضع حجر الأساس للمدارس الفلسطينية وبرج وقفية القدس، ومروراً بهذه المسيرة النبيلة وتذكيراً بهذه السيرة العطرة وتعداداً لدور قطر الخير لا ننسى أن نذكر موقفها النبيل والمقدر عندما صودرت التبرعات وسالت دماء المتضامنين وتهدد الخطر مصير غزة وأهلها، ترجَّل أميرها وتبرع بباخرة قطرية محملة بـ 25 ألف طن من الوقود لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة حتى ينير بيوتها ودروبها ومستشفياتها ومدارسها وجامعاتها ووصلت بالفعل هذه الباخرة إلى أقرب نقطة من غزة التي تبدد حلمها عندما تاهت هذه الباخرة في بحور الظلم بعد أن أصَرَّ نظام مبارك على حرف مسارها باتجاه العدو الإسرائيلي ونقله عبر عدو مصر وفلسطين إنه (الاحتلال الإسرائيلي)، وتاهت سفينة قطر وتاهت حمولتها وتوشحت غزة بالسواد والظلام وأضحت بين عدوٍ يتجهمها وقريب تملك أمرها، ولكنها قطر التي عادت إلى الواجهة من جديد وإلى مشهد غزة يحذوها الإصرار على تحقيق حلم وأمل غزة وفلسطين، فأعادت فتح مكتبها الدبلوماسي في زيارة تاريخية والأولى من نوعها بعد عام 2006 وفي أكتوبر 2012 وطأت أقدام أميرها حمد بن خليفة آل ثاني أرض غزة الطاهرة والذي رفع المساعدة لغزة ومشاريع إعمارها إلى 400 مليون دولار على أن تشمل إقامة مشاريع سكنية للأسرى والمحررين من سجون العدو الإسرائيلي وجرى توقيع برتوكولات اتفاقيات المرحلة الأولى من الإعمار بين اللجنة القطرية والشركات الاستشارية المنفذة قبل أن يضع أمير قطر حجر الأساس لإقامة مدينة سكنية تحمل اسمه في خان يونس وبالفعل وضع أمير قطر قوته المالية والدبلوماسية في خدمة الشعب الفلسطيني فأي شرف هذا الذي نالته قطر إنه شرف الوقوف إلى جانب غزة وإلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة والذي حرم منه الكثير من الرؤساء والزعماء المتخاذلين والجبناء وستعرفونهم بسيماههم يوم يؤخذ بالنواصي والأقدام، وبالفعل شكلت هذه الزيارة لغزة ودعماً وإسناداً حقيقياً مالياً وسياسياً ودبلوماسياً ومعنوياً تجاوز حدود غزة وفلسطين.

ذرية بعضها من بعض إنه الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني الذي سار على درب والده وزيادة فأتم الله نعمته عليه وعلى والديه، وفي ظروف عاصفة صعبة تمر بها غزة بعد أن غمرتها المياه وسادها الظلام وحرمت من كل شيئ جاءها الفرج وتجدد الأمل في مسيرة وسيرة والده ومتمماً لها فانفرجت أسارير أطفال غزة ونساؤها وشبابها وأهلها وسكانها بعد وصول أول شحنة وقود إلى غزة وبتمويل ومنحة قطرية أميرية أصيلة أعادت الروح إلى غزة وبيوتها وأزقتها العتيقة كبداية الغيث والإغاثة التي ستتوج بإذن الله عز وجل بباخرة جديدة محملة بالوقود القطري لمحطة توليد الكهرباء في غزة تكفي لمدة ستة أشهر وإرسال مساعدات ومواد إغاثية عاجلة لمواجهة البرد والدمار، إنها غزة وتلك هي قطر وسفينتها فهل من زعيم أو أمير أو ملك يحذو حذوها ويعيد للأمة مجدها ويركب في سفينتها؟.