قرأت مقالاً لأحد الكُتاب يُمجد بإحدى عضوات المجلس التشريعي الفلسطيني المستقلين عن دائرة مدينة غزة ، حيث قامت هذه العضوه بعقد لقاء شبابي ، حضره عدد من الشباب والشابات ، وذلك بالشراكة مع إحدى المؤسسات الدولية التي تدعم فئة الشباب ضمن برامج تتعلق بالثقافة والإبداع ، هذا النشاط جاء لطبيعة عمل عضوه المجلس التشريعي الموقرة حيث تُدير مؤسسة غير حكومية .
ومع احترامنا وتقديرنا لكافة أعضاء المجلس التشريعي ، واحترامنا لوجهة نظر زملاءنا الكتاب والإعلاميين والصحفيين وحقهم الطبيعي في التعبير ، إلا أن الحقيقة هي الأهم ، والحقيقة تقول أن مُعظم أعضاء المجلس التشريعي المحترمين ، والذين يُشكلون فئة المستقلين وعضوتنا الموقرة واحدة منهم ، وجزء من أعضاء كتلة فتح هم في عداد الإسم فقط خاصة في محافظات غزة ، لكونهم غائبين عن الساحة الواقعية بشكل كامل ، وبينهم وبين المواطن حواجز ومكاتب وسكرتيرات ، وأنا أتحدى أن يعرفهم المواطن أو أن يعرف أسماءهم .
المواطن في محافظات غزة على وجه الخصوص ليس غبياً ، فهو يُقيم باستمرار الوضع ، وهو من أكثر المتابعين للشأن السياسي ، ومعظم المواطنين في القطاع لديهم أجهزة كمبيوتر ومرتبطين بشبكة الإنترنت ، ويتابعون النشاطات والفعاليات بشكل دائم ، وأصبح لا يخفى عليهم شيئ ، وبالتأكيد أصبحت لديه قاعدة بيانات كاملة لنشاط كُل عضو ، ومدى تفاعله مع القضايا الإجتماعية والحياتية ، واتصاله مع الجماهير والتواصل معهم في السراء والضراء .
لقد انتخب المواطن الفلسطيني ممثليه في المجلس التشريعي لكي يكونوا سفراء عنه ، ينقلون همومه ، ويتداولون قضاياه واحتياجاته ، وهنا يأتي دور الكتلة التي يتبع لها العضو ، فالحمد لله كتلة فتح البرلمانية بقطاع غزة ، لا تحتاج إلى تقييم ، فغياب جزء كبير من أعضاءها لا يحتاج إلى دليل ، وتواصل أعضاءها مع المواطن وهمومه يقتصر على عدد قليل منهم ، فمنذ الانتخابات هناك أعضاء لم يلتقوا بناخبيهم ، ولم يتواصلوا معهم ، وهم مسجلين علينا أعضاء بالمجلس فقط .
المواطن لا يريد علاقة وقتيه مع عضو المجلس ، بل هي علاقة مستمرة تتعلق بكيفية التواصل اليومي مع كافة شرائح المجتمع ، فلا يكفي تواصل عضو المجلس مع جيرانه أو أقاربه ، بل مطلوب منه أن ينزل للشارع ، وأن يشارك في كُل الفعاليات الوطنية والاجتماعية ، وهناك شواهد على أعضاء من الكتل الأخرى الذين يقفون على تماس مباشر مع المواطن ، وهذه كلمة حق يجب أن تُقال ، وهم متواجدين باستمرار في كافة المناسبات العامة والخاصة .
تعودنا أن نرى أعضاء المجلس عند قرب إجراء الانتخابات ، حينها يحتاجون المواطن من اجل الأصوات ، وبعد النجاح يغلقون هواتفهم ، ويسكنون في أبراجهم العاجية ، مهمتهم إما السفر إلى الضفة الفلسطينية ، وخدمة بعض أصدقائهم أو أقاربهم وتخليص معاملات لهم ، وكذلك الحصول على الراتب وبدل السفريات والنفقات الأخرى ، وكأن عضو المجلس مهمته أن يكون مُخلص معاملات أو جوازات سفر .
القضية ليست للتعميم ، فهناك أعضاء من كتلة فتح وغيرها من أعضاء المجلس أكفاء ، ولهم بصمات ، وبدون أن نذكر أسماءهم حتى لا يعتبر البعض ذلك تسويق لهم فهم معروفين بعطائهم وجهودهم ، لكننا ننقل رأي المواطن في الشارع ، والذي يتناقل هذا الحديث وله موقفه السلبي من كُل عضو أخذ الأصوات وترك المواطن بعد ذلك غارقاً في همومه وقضاياه التي تحتاج لوقفتهم ومساندتهم .
نتمنى من الجميع أن يكونوا موضوعيين في نقل الحقيقة ، وأن لا نكون عبارة عن حاملي الطبل ، لنطبل لعضو صديقنا ، أو لنا عنده مصلحة ، فبلدنا صغيرة ، وكلنا يعلم كافة الأحداث وخفايا الأمور ، وستكون هذه المرة بمثابة درس تعلمه المواطن ، وستكون النتيجة في صناديق الاقتراع مستقبلاً ، حينها لن تنفع كُل المعارف والأقارب والعشائر والفصائل ، لأن شعبنا يحتاج من يفعل وليس من يُصدر الشعارات التي لا تسمن ولا ُتغني من جوع ، فصندوق الإنتخابات سيقول كلمته في النهاية وسيكون الحكم بين الناس .