رحب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، بالمباحثات المثمرة نحو إنجاح المصالحة الخليجية التي قال إنها ستصب في مصلحة القضية الفلسطينية، داعياً في الوقت ذاته إلى ضرورة الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين بالسعودية.
وقال هنية خلال ختام فعاليات المؤتمر السياسي السابع الإلكتروني لحركة "حماس"، مساء الاثنين: "نرحب بالمصالحة الخليجية وإعادة ترتيب البيت الخليجي، وإعادة الاعتبار لمجلس التعاون، وإنهاء الحصار عن قطر".
وأضاف: "إن أي مصالحات في المنطقة تصب في المحصلة الأخيرة في صالح القضية الفلسطينية، وتنعكس بشكل إيجابي علينا".
وتابع: "أعتقد من الضرورة أن يكون هناك حوار استراتيجي بين دول الخليج وبين إيران ومكونات المنطقة؛ حتى نعيد رسم معالم الجغرافيا السياسية في المنطقة لمواجهة التحديات والأخطار التي نمر بها".
وفي 4 ديسمبر الجاري، أعلن وزير خارجية الكويت، الشيخ أحمد الناصر، عن "مساعٍ حثيثة للتوصل إلى اتفاق نهائي لحل النزاع الخليجي"، بما يضمن وحدة مجلس التعاون، حيث من المتوقع أن تعقد المصالحة خلال القمة الخليجية المرتقبة مطلع العام القادم.
ومنذ 5 يونيو 2017، تفرض السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصاراً برياً وجوياً وبحرياً على قطر؛ بزعم دعمها للإرهاب وعلاقتها بإيران، فيما تنفي الدوحة اتهامها بالإرهاب، وتعتبره "محاولة للنيل من سيادتها وقرارها المستقل".
وفي سياق حديثه طالب هنية السلطات السعودية بإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في سجونها، قائلاً: "نطالب خادم الحرمين الشريفين والمسؤولين في المملكة العربية السعودية بضرورة الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين".
وأكد أنه " لا يجوز بقاؤهم في السجون لأن لهم علاقة مع حركة حماس التي لم تعبث بأي شؤون داخلية لأي دولة".
وفي 9 سبتمبر 2019، أعلنت "حماس" اعتقال السعودية القيادي في الحركة محمد الخضري ونجله، وقالت إنه كان مسؤولاً عن إدارة "العلاقة مع المملكة على مدى عقدين من الزمان، كما تقلّد مواقع قيادية عليا في الحركة".
وأضافت أن اعتقاله يأتي "ضمن حملة طالت العديد من أبناء الشعب الفلسطيني المقيمين في السعودية"، دون مزيد من الإيضاحات.
في ذات السياق قال هنية: إن التطبيع "هو تأمين للكيان الإسرائيلي، وتهجير المنطقة العربية من داخلها، وتفجيرها من داخلها، وبث الشقاق فيها"، منبهاً إلى أن الذي جرى "هو تثبيت حقائق سياسية وجغرافية يراد بها أن تستمر في المستقبل".
وأضاف: "السياسة الأمريكية خلال الفترة الماضية أعادت ترتيب مصفوفة الأعداء والأصدقاء في المنطقة وفق رؤيتها، وأمريكا أجبرت بعض الأطراف أن تتعامل مع هذه الرؤية".
وأوضح: "إننا لا نقبل تطبيع أي دولة عربية مع الاحتلال، ونطالبها بالعودة عن هذه الخطيئة، وإن حماس لا تحرف بوصلتها بأن يكون صراعنا مع أي دولة عربية، مع أننا نعتبر أن التطبيع خطيئة سياسية".
ووقعت الإمارات والبحرين، منتصف سبتمبر الماضي، اتفاق سلام مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، تبعتهما السودان، وأخيراً المغرب، وسط غضبٍ واسع من الشعوب الإسلامية.