بقلم / أشرف المبيض
باحث سياسي وإعلامي
تلقى الشباب العربي نبأ إصابة دونالد ترامب الرئيس الأمريكي بفيروس كورونا بالسخرية، بدا ذلك في منشوراتهم على مواقع التواصل لتأكدهم أن ذهابه أو بقائه لا يغير من واقع السياسة الأمريكية شيء تجاه بلدانهم
أما الشباب الأمريكي خاصة الرافض لسياسات ترامب بدا مباشرة يكذب موضوع الإصابة؛ وذلك لأنه يعتقد جازما أن ذلك محاولة لكسب تعاطف الأمريكيين قبيل انطلاق الانتخابات الرئاسية له من ناحية، ومن ناحية أخرى سيخرج بطلا بإعلان عقار دوائي مخلص من الفيروس، بمعنى أنه سيستغل مسلسل تسليط الأضواء عليه بالإصابة حتى الخروج والتعافي منتصرا على الفيروس
يكفي أنه بدأ يسرق الأضواء ليس على صعيد الولايات المتحدة بل العالم بالإعلان عن إصابته وقزم اعلاميا من منافسه الديمقراطي جون بايدن
داخل أروقة البيت الأبيض من الطبيعي أن يسلم السلطة إلى نائبه مايك بنيس مع توارد تقارير متضاربة بشأن حالته الصحية ما بين المستقرة والمتدهورة لكنه لم يفعل مع العلم أنه إجراء دستوري متوقع، وهذا يؤشر على أن ترامب بصحة جيدة
قد يقول البعض إن إقدام ترامب على مثل هذه الخطوة سيؤثر على مستقبله السياسي والاقتصادي، ويمكن الرد بسؤال لماذا هذا الإصابة في هذا التوقيت تحديدا؟! مع العلم أن شهر أغسطس الماضي سجل أعلى معدل إصابات في الولايات المتحدة ناهيك ان مكر ترامب بأن أحدا لن ينجو من الإصابة من هذا الداء وسبق أن أصاب قادة أوروبيين منهم بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني وخرج هذا الرجل بقوة واضعا يده على أوجاع البريطانيين ومخاوفهم وانتصر
مما سبق قد تكون كذبة مفتعلة من قبل ترامب خاصة أن ساسة أمريكيين وعلى رأسهم كولن باول وزير الخارجية الأسبق قال بأن ترامب يكذب طوال الوقت؛ وبالتالي الأيام القادمة ستشهد خروج ترامب ليحلق في سماء الأمريكيين مخاطبا آلالامهم ومخاوفهم؛ وبالتالي ينال تأييدهم وكأنه المخلص لهم من هذا الفيروس على درب حليفه البريطاني جونسون .
وأخيرا يبدو أن هناك يقينا لفريق ترامب الانتخابي بأن نتائج معركة الانتخابات ستكون لصالح منافسه جون بايدن؛ لذا كانت هذه الكذبة هي المخرج من الأزمة
وتأكيدا لهذه الكذبة فإن ترامب دعا في شهر يوليو الماضي إلى تأجيل الانتخابات بسبب فيروس كورونا ما يظهر أن لدى ترامب نوايا مسبقة بتعطيل الانتخابات بأي طريقة.
almobyied_1@hotmail.com