Menu
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر
12:07الخارطة الوبائية لـ"كورونا" بالقطاع
12:05"إسرائيل": التطبيع مع السودان ضربة لحماس وايران
12:02"اسرائيل " علينا الاستعداد لما بعد ترامب
12:01الاحتلال يقتحم البيرة ويخطر بإخلاء مقر مركزية الإسعاف والطوارئ
11:59"الاقتصاد" بغزة تجتمع بأصحاب شركات مستوردي فرش الغاز
11:51«الديمقراطية»: سيقف قادة الاحتلال خلف قضبان العدالة الدولية
11:51الوعى الاستثنائى فى فكر  د.فتحى الشقاقى
11:47قيادي بحماس يتحدث عن "أهمية رسالة السنوار لرموز المجتمع"
11:45مستوطنون يقتحمون قبر يوسف بنابلس
11:40مقتل سيدة ورجل بالرصاص في باقة الغربية واللد
11:28الإمارات تسرق "خمر الجولان" السوري وتنصر "إسرائيل" ضد BDS
11:26صحيفة: تفاهمات بين القاهرة وحماس حول آلية جديدة لعمل معبر رفح
أ. علي ابو سرور

التطبيع العربي الرسمي مع دولة الاحتلال والقضية الفلسطينية

بقلم / أ. علي ابو سرور

التطبيع العربي الرسمي مع الاحتلال الإسرائيلي والقضية الفلسطينية

لا شك بان اتفاقية كامب ديفيد للسلام التي وقعت بين مصر واسرائيل في العام 1978 لم تأتي بخير لمصر بشكل خاص وللامة العربية والقضية الفلسطينية بشكل عام. فمصر لم تحصل على السمن والعسل والازهار والرخاء الاقتصادي الذي وعدت به من قبل الدول الراعيه لهذه الاتفاقية وخاصة امريكا ودول الغرب بشكل عام، فبدلا من ان يتطور الاقتصاد المصري ويتمتع الشعب المصري بالرخاء والازدهار، زاد الدين العام لمصر وتراجع الاقتصاد المصري بشكل كبير، وبدلا من ان يتعزز دور مصر كقوة اقليمية ومركزيه في العالم العربي وقوة دولية يحسب لها حساب، فقد تراجع دورها وتأثيرها في العالم العربي وفي الساحة الدوليه. ومن المؤكد بان من يقف خلف هذا التراجع هو اسرائيل وحلفائها من دول الشر الذين يعملون ليل نهار على خلق الفتن الطائفيه داخل مصر من اجل زعزة استقرارها وامنها واستنزاف اقتصادها ومواردها وصولا الى تفتيف مصر على غرار ما حصل في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها من الدول العربيه الشقيقه.

ومن الواضح بان اسرائيل عملت على توظيف اتفاقية كامب ديفيد للسلام من اجل التغلغل في افريقيا وبناء علاقات سياسيه واقتصاديه وتحالفات مع بعض دولها بهدف محاصرة مصر، وما نراه اليوم من تقسيم للسودان وخلق المشاكل الطائفيه في السودان الشمالي، وكذلك بناء سد النهضه في اثيوبيا الذي يشكل خطرا كبيرا على وجود مصر والذي تدعمه اسرائيل ماليا وسياسيا وعسكريا وتكنولوجيا ما هي الا دلائل واضحه على ان اسرائيل ماضية في محاصرة مصر وصولا الى تدميرها اقتصاديا وسياسيا وعسكريا.

مما سبق نستنتج بان اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر واسرائيل لم تأتي بخير لمصر بل الرابح والمستفيد فيها هو اسرائيل ، واسرائيل تعتبر هذه الاتفاقيه خطوة تكتيكيه تقع من ضمن خططتها الراميه الى تدمير الدول العربيه وخاصة مصر وصولا الى بناء دولتها المزعومه من النيل الى الفرات والمبنيه على الخرافات التوراتيه.

ان ما نراه اليوم من انحدار خطير وتراجع كبير في الموقف الرسمي العربي اتجاه القضية الفلسطينية وقضايا الامة العربية الاخرى من المحيط الى الخليج ما هو الا نتيجة من نتائج اتفاقية كامب ديفيد الخاسره، كما ان هذه الاتفاقيه هي التي شجعت بعض الدول العربيه الى الهرولة نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني والذي بدأ سرا فور توقيع هذه الاتفاقيه وصولا الى ما نراه اليوم من تطبيع علني وصريح.

واما عن الاتفاقية الجديده التي وقعتها الامارات العربيه المتحده مع دوله الاحتلال تحت ضغط ورعاية امريكيه في الثالث عشر من الشهر الجاري تحت شعار معاهدة السلام والتي اعتبرتها كل من اسرائيل وامريكا خطوة شجاعه نحو منطقة شرق اوسط اكثر استقرارا وتكاملا وازدهار كما اشار البيان الصادر عن دولة الامارات ودولة الاحتلال وامريكا حول هذه الاتفاقيه والتي ادعت فيه بان هذه لاتفاقية سوف " توفر تفكيراً جديداً حول طريقة معالجة مشاكل المنطقة وتحدياتها، مع التركيز على الخطوات العملية التي لها نتائج ملموسة، حيث تحمل في طياتها الوعد ببناء جسور جديدة، تعمل على خفض تصعيد النزاعات القائمة، ومنع نشوب صراعات جديدة في المستقبل". ،" وانها سوف تأتي في الوقت المناسب، فعلى مدى العقد الماضي، شهدنا زيادة ملحوظة في الحروب والدمار والنزوح، وتحول ديموغرافي متزايد نحو الشباب، ولذلك فإذا أردنا تلبية احتياجات الأجيال الحالية والمقبلة، فإنه يجب أن نستجيب بشكل فعال لكل هذه المتغيرات"

لا شك بان هذا البيان يحمل نفس الشعارات البراقه التي حملتها كل من اتفاقية كامب ديفيد للسلام ووادي عربه واوسلو، فهذه الشعارات لم تحمل معها الا الكذب والخداع والتضليل ودس السم في العسل، والدليل على ذلك ما اشرنا له سابقا من نتائج لاتفاقية كامب ديفيد مع مصر، وكذلك ما نراه اليوم بما تقوم به اسرائيل ومستوطنيها في فلسطين من قتل للفلسطينيين واغتصاب وتهويد لارضهم ومن تدنيس للاقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحيه ومن حصار وتجويع للشعب الفلسطيني.

من الواضح بان بعض الانظمة العربية التي تهرول نحو التطبيع المجاني مع اسرائيل لا تقرأ، وان قرأت لا تفهم ، وهي ايضا لا تريد ان تستفيد من تجارب مصر والفلسطينيين والاردنيين مع دولة الاحتلال . لقد علمتنا التجارب بان اسرائيل لا تريد السلام ولا تعمل من اجله، بل تسعى الى بناء دولتها المزعومه من النيل الى الفرات، ومن المؤكد بان المستفيد من اتفاقية السلام بين الامارات ودولة الاحتلال هو اسرائيل فقط وهي لن تجلب للامارات الرخاء والتطور العلمي والصناعي والاقتصادي، بل ستجلب لهم الويل والدمار الاقتصادي والانقسامات الداخليه والارهاب وعدم الاستقرار وصولا الى تدمير هذا البلد بشكل كامل والذي لا نتمناه لبلد عربي شقيق لم يتأخر يوما عن مساعدة الشعب الفلسطيني. اننا في فلسطين لم ولن ننكر مواقف الشيخ زايد رحمه الله المشرفه اتجاه فلسطين وشعبها، كما واننا لن نغير موقفنا اتجاه الشعب الاماراتي الشقيق الذي وقف وما يزال يقف مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادله.

قد يقوم البعض بالقاء اللوم على الفلسطينيين اصحاب القضيه بسبب علاقتهم مع دولة الاحتلال وعن توقيعهم اتفاقية اوسلو، وبعيدا عن التبرير فان الجواب على ذلك يكمن في النقاط التاليه :

اولا: لقد تم اقناع الفلسطينيين بعد خروجهم من الدول العربيه وخاصة بيروت بان المجتمع الدولي ملتزم بحل قضيتهم على اساس قرارات الامم المتحده التي تدعم خيارهم في قيام دولتهم المستقله على جزء من ارضهم.

ثانيا :الفلسطينيون يخضعون لابشع احتلال في التاريخ منذ اكثر من سبعين عاما وهم يتعرضون الى جميع اشكال التمييز والاضطهاد والقتل والتدمير لمنازلهم وممتلكاتهم ومزروعاتهم، هذا بالاضافة الى عمليات الاغتصاب والتهويد لارضهم ومقدساتهم ، ناهيك عن الحروب المنتظمه والتي تشنها عليهم دولة الاحتلال بين فتره واخرى والتي تأخذ في طريقها الاخضر واليابس.

رابعا: الحصار الذي يفرضه الاحتلال الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني بالقوة العسكريه في جميع المجالات، سيما وان هذا الاحتلال يسيطرعلى جميع مواردهم الاقتصاديه.

خامسا: ان المساعدات الدوليه للفلسطينيين مرتبطه بالابتزاز السياسي الامريكي والاسرائيلي وهي غير مستقره ولا تلبي الا الجزء البسيط من احتياجاتهم.

سادسا: شبكة الامان العربيه للفلسطينيين غير مستقره ومعظم الدول العربية لا تقوم بتسديد ما عليها من التزامات اتجاه الفلسطينيين.

وعلى الرغم من كل ذلك، الا ان الشعب الفلسطيني ما زال صامدا في ارضه ويدافع عنها بكل ما ما يملك من قوه ، وما زال يضحي بابنائه من اجل حريتها وعروبتها ، وهو ملتزم بعدم التفريط بشبر واحد من ارضه حتى يرث الله الارض ومن عليها.

ونريد ان نسأل المطبعين الجدد عن الفائده التي سوف يحصلون عليها من اسرائيل لقاء هذا التطبيع، سيما وانهم لا يملكون حدود مع دولة الاحتلال ولا ينقصهم المال ولا الخبره اللازمه لتطوير كافة القطاعات الاقتصاديه، لان من يملك المال يستطيع ان يحصل على اي خبره يريدها مهما كان نوعها ومن اي بلد.

لا شك بان هذا التطبيع يهدف الى خدمة كل من نتنياهو وترامب في حملتهم الانتخابيه القادمه ليس الا، واما على الصعيد الفلسطيني فهو لن يضيف شيئا جديدا لهم ، لانهم كانوا يعلمون جيدا بان هذا التطبيع كان موجودا سرا والجديد فيه انه انتقل من حالة السر الى العلن.

واما ادعاء الامارات بان هذه الاتفاقيه من شأنها ان تساهم في تشجيع عمليه السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين ،ما هو الا وهم لا يقبله اي فلسطيني، لان هذا التطبيع يدعم وبشكل كامل تهويد القدس والاعتراف بها كعاصمة لدولة الاحتلال ، وفيه تشريع للاستيطان وضم الاراضي الفلسطينيه، خاصة وان الطائره الاسرائيليه التي استقلها نتنياهو كانت تحمل اسم جريات جات وهو اسم لمستوطنه صهيونيه اقيمت على اراضي الفلسطينيين في قريتي الفالوجه التي قاتل فيها المصريون الصهاينه والتي حوصر فيها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وقرية عراق المنشيه.

واما الرسالة التي اراد ان يرسلها نتنياهو للعرب والمسلمين من خلال هذا التطبيع ،هي انه استطاع ان يطير بطائرته من القدس ، اي من المسجد الاقصى المبارك الى بلاد الحرمين الشريفين والمدينه المنوره الى دولة الامارات متحديا بذلك مشاعر المسلمين والعرب في جميع اماكن تواجدهم ، الامر الذي نرى فيه خيانة لله ورسوله.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة أرض كنعان الإخبارية