Menu
07:37كورونا في أميركا.. أرقام قياسية مهولة بالإصابات في يوم واحد
07:35قوات الاحتلال تقتحم قري وبلدات في القدس ونابلس
07:33كريستيانو رونالدو يتعافى من كورونا
07:31تعرف على القائمة المحدثة لأسعار الخضروات والدجاج في أسواق غزة
07:26حالة المعابر في قطاع غزة صباح اليوم
07:25أسعار صرف العملات في فلسطين
07:14الرئيس عباس يعلق على الزلزال بمدينة إزمير التركية.. ماذا قال؟
07:13طقس فلسطين: إنخفاضات متتالية على درجات الحرارة
21:22تفاصيل جديدة عن منفّذ هجوم نيس بفرنسا
21:20الأوقاف بغزة تغلق مسجدين في محافظتي غزة ورفح
21:19حماس تُعلن تضامنها مع تركيا بعد الزلزال الذي تعرضت له مدينة "إزمير"
18:37وفاة شاب غرقًا في خانيونس
18:26حشد تطالب شركة جوال بتخفيض أسعار الخدمات للمشتركين
18:11زلزال قوي يضرب ولاية إزمير التركية
18:10الحركة الإسلامية بالقدس تدعو لإحياء الفجر العظيم ورفض أوامر الهدم
د. طلال الشريف

ليس هكذا يا قيادة منظمة التحرير والفصائل

بقلم/ د. طلال الشريف

هناك تحديات لابد من التركيز عليها في سياق مراجعاتنا السياسية والتنظيمية، وإظهار أهميتها في إعادة تركيب الحالة الفلسطينية بعد إنتهاء عملية الهدم التي تخوصها الآن الأحزاب والسلطة الفلسطينية بعد 27 عاما من إتفاق أوسلو.

عملية الهدم هذه تأتي نتيجة فشل مشروع السلام الذي تبنته منظمة التحرير وأفرزت من خلاله سلطة وطنية فلسطينية.

أقول عملية هدم، وآخرون يريدونها عملية بناء على ما تبقى من أوسلو، ويدعون للإعلان عن دولة فلسطينية على أراضي 4 حزيران 1967، وبين الرأيين لا تعطي السلطة ومنظمة التحرير رأياً، ولا تضع حتى الآن برنامجاً وخطة متكاملة للمستقبل، بل تترنح أحياناً بين ما تقول بصيغة:

1- أننا دولة، وسننهي علاقتنا، واعترافنا بإسرائيل، وستطبق قرارات المجلس المركزي بشأن العلاقة مع اسرائيل على اعتبار أن أوسلو إنتهى.
2- ومرة أخرى تعيد التنسيق الذي لم يتوقف أصلاً وأموال المقاصة، وموافقة رئيس غير مشروطة على استئناف المفاوضات من جديد، وكأنهم مستمرون في أوسلو.

3- ومرة تعلن أنها تقوم وباشرت عمليات المقاومة الشعبية كالمهرجانات
4- ومرة رابعة وتصريحات الرجوب وغيره من أعضاء اللجنة المركزية بأن كل أدوات النضال مفتوحة، وتعلو اللهجة بأن هناك تنسيق مع حماس ويتم تسهيل مشاركة حماس والجهاد في اجتماع القيادة في رام الله ومنطوقه تهديد بالعودة للعمل العسكري من جانب فتح والذي تعلنه حماس والجهاد ليل نهار بأن خيارهما المقاومة ولا شيء غير المقاومة وهو شرطهما لعمل الإستراتيحية الموحدة والبرنامج الوطني العتيد الذي نسمع به من سنوات دون نتائج.،

وبغض النظر عن هذه الفوضى والخطاب المرتبك للجميع، أريد ربط كل ما يدور من سلوكيات وتصرفات وتصريحات بشيء أهم من وجهة نظري، وهو المفيد لشعبنا وقضيتنا وأحزابنا وسياسيينا من هذا العبث الذي ينسيهم الأوليات، مضافا له همبكتهم في ادارة الشأن الفلسطيني، وحتى الحزبي الداخلي، قواعد التفكير، والعمل السياسي السليم، فنخفق في كل مرة، ونعود للصفر.

تعلمنا ألف باء سياسة، و تنظيم،أو حزب، أن
البرنامج الوطني هو من يحدد الأداة النضالية، ولأن البرنامج ليس واضحا حتى الآن لدى السياسيين والقادة التنظيميين والرؤية ضبابية، وهنا أخصص الحديث لمنظمة التحرير والسلطة، أين وكيف يسيرون؟ فيطلق رئيسهم أنه جاهز للمفاوضات، في الوقت الذي فهم الشارع من تصريحات البعض أننا ذاهبون للصدام مع الإحتلال بكل وسائل النضال، والبعض الآخر يتوقع أن الصفقة ستمر فماذا نفع؟ وهنا نقطة النظام أو الخطر الذي أريد توصيله.

أن يكون الحال الفلسطيني جاهزاً لكل خيارات السياسيين المرتبكة، هذا عبث قيادي من الدرجة الأولى، وهو نفس ما شاب مسيرة الفلسطينيين الطويلة من تقلبات في اختيار أدواتهم النضالبة دون إتقان ودون نتائج إيجابية تراكمية أفشلت تحقيق الإنجاز وأوصلتنا لما نحن فيه.

الجمهور والمؤسسات والخطط لا تتبع نظرية الفهلوة، حارب حاربنا، وسلم سلمنا، وإرمي رمينا على رأي إخوانا اليمنيين.

لا، هذه الفوضى القديمة الجديدة في تغيير المسارات فجأة ودون تخطيط وتعبئة وإتمام الجهوزية، وقبلها، وأهم منها، وضع الخطط الصحيحة لإنجاح التوجه الجديد، فإنه لا تؤتي أكلها، بل تدمر المزيد في الحالة الفلسطينية.

لذلك شددت في البدء على مصطلح الهدم والبناء، فإن أردتم الهدم فهذا له خطط ورؤية للبناء بعد إتمام عملية الهدم.

وإن أردتم البناء على ما هو موجود، فهذا له خططه ورؤيته وأدواته النضالية.

أما الترقيع في كل ثوب رقعة، وفي كل اتجاه نزوة، فهذه ليست سياسة، ولا، هي، تصرف قادة لتحرير شعب ووطن.
.. سبعة عقود ونيف وإحنا إهجم هجمنا، ووقف وقفنا، وصالح صالحنا، هذا عبث قيادي ينقصه الفكر والثقافة والفهم السياسي وقراءة تجارب الشعوب وحركات التحرر وهو مشين إذا استمر في حركتنا التحررية ومور للفشل الدائم.

في النهاية أقول:
قد تكون هذه الحالة من الخليط في أدوات النضال ومفرزاتها، ممكنة، ويقبلها الفكر الثوري التحرري في حالة ثورة شاملة وعصيان مخطط له،
أو بالأحرى في حال إندلعت الجماهير بعفوية وبشكل مفاجيء وغير محسوب نحو الثورة على الحاكم أو المحتل، حينها ستكون الصورة مختلفة، خاصة، بأن الجمهور والواقع سيفرز قيادة جديدة من الميدان، ولن يكون هؤلاء القادة المرتبكين من صفوف القيادات الجديدة بالتأكيد،
أي أنها ستكون ولادة جديدة أنهت مرحلة ورجالها ومؤسساتها وعبثها وتقصيرها وفشلها بلا رجعة.

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة أرض كنعان الإخبارية