بقلم / فارس قنيبي
في هذه السطور لن أتحدث بعمق عن الوضع السياسي غير المفهوم لدى الكثيرين و لن أتحدث عن الحرب العالميه التي لن تأتي بسهولة و لن أتحدث عن الوضع الإيراني و الأمريكي المعقد في المنطقة العربية لكني سأتحدث عن موضوع مهم و منطقة مهمة و أظن بأن هذه المنطقة أو المدينة هي الدائرة التي تدور حولها كل تلك الصراعات المخيفة و المُرعبة للشعوب العربية و للأطفال و النساء الأبرياء .
مدينة القدس ليست مجرد مدينة عابرة يمكننا تجاهلها او النظر اليها كأي مدينة تاريخية فحسب القدس هي عاصمة السماء و محور العالم السياسي و العقائدي، بل هي مركز و مصدر قوة لمن يعيش أو يمكث فيها، فكم من حروب، نزاعات، صراعات و خلافات قامت بها او حولها من أجلها ؟ و كم من ثورات و مطالب و اعتصامات و ثُوّار و مُطالبين، ضحّوا بأرواحهم وهم يطالبون بحرية هذه الأرض المباركة و بكرامة أهل هذه الأرض وحقهم بالتحرّر من عصابة القهر المُحتلة ؟
حرية مدينة القدس جزء من الكرامة العربية والإسلامية وانتصارا لحق الإنسان في الحياة والحرية وأن ينعم على أرضه بسلام ضمن منظومة العدالة في العالم أجمع، حرية القدس عماد استقرار العالم العربي والاسلامي والانساني سياسياً و اجتماعياً وأخلاقياً، القدس ليس للمسلمين أو للعرب وحدهم، بل لجميع خلق الله و لكل من يحمل فكر إنساني و أخلاقي وعقيدة نقية صافية، لأن الكثير من شعوب العالم يسعى للحرية و لحرية البلاد المحتلة و خاصة البلاد التي تهمهم و مدينة القدس هي مهم لأكثر من خمسة مليار إنسان، و هناك ثورات و ملايين من الضحايا و الشهداء ذهبوا و هم يحاربوا لأجلها، و أيضاً الكثير من المسلمين الذين يكافحوا بكل ما أوتيوا من قوةٍ وحزمٍ للوصول لها، لأن القيود رديفةٌ للعبودية، و التي هي عكس الحرية، مظاهر الحرية لمدينة القدس تتجلى في جميع المظاهر من حولنا، في السياسات، و الحروب، وحتى الثقافات، و الحضارات، فالشعوب من حولها تسعى لحريتها، و تنكفئ على نفسها عند سلب الحرية من هذه المدينة العظيمة ...