Menu
12:31فلسطين تطالب بريطانيا بتصحيح الظلم التاريخي الذي وقع بسبب وعد بلفور
12:27فوز الفلسطيني فادي قدورة بعضوية مجلس شيوخ إنديانا
12:18قوات الاحتلال تطارد عمالا قرب الجدار العازل غرب جنين
12:15الاحتلال يحرم أهالي الضفة من الوصول للأقصى
12:14بعد 4 أيام من فتحه.... الداخلية بغزة تعلن عن الإحصائية النهائية لعمل معبر رفح
12:14طوارئ خانيونس تعلن تسجيل إصابات جديدة خلال الدورة الأولى لليوم
12:04قوات الاحتلال تطلق النار صوب أراضي الموطنين شرق دير البلح
12:01قادة المستوطنات يضغطون على نتنياهو لتطبيق السيادة
11:57إصابة لاعب غزي بفيروس كورونا
11:55مستوطنون يقتحمون الموقع الأثري في سبسطية
11:54صحيفة عبرية: صعوبات بمفاوضات المياه بين "إسرائيل" ولبنان
11:35اعتقالات واقتحامات متفرقة في الضفة الغربية
11:31أبرز عناوي الصحف العبرية لهذا اليوم
11:30اعتقالات ومداهمات في مدن الضفة الغربية
11:27القدرة : الحالة الوبائية غير مطمئنة والاستهتار يتجه بالمجتمع نحو الأسوأ

شباب فلسطين يلتفون حول المباريات ويتركون الواجب الوطني


أرض كنعان/ خاص/ تقرير أحمد السيلاوي/ تزايدت خلال السنوات السبع الأخيرة ، انعكاسات أحداث الدوري الأسباني وغيره من الدوريات على الشباب الفلسطيني ، حيث أصبحت مباريات هذه البطولة تجد اهتماما كبيرا من قبلهم ، يصل إلى درجة العراك أو التلاسن في بعض الأحيان.

ولن ننسي تلك المباراة يين فريقي الأهلي والزمالك المصريين والتي اشتعلت مساء يوم السبت، التاسع عشر من شهر أبريل نيسان من العام 2003 التي لم يتبق على نهايتها سوى 5 دقائق عندما بدأت عشرات الآليات الإسرائيلية بالتقدم صوب عمق مخيم رفح على حين هي فارغة من أهلها، في اجتياح هو الأوسع للمدينة منذ بدء انتفاضة الأقصى.وبينما خلت الشوارع من المارة، وانهمكت الجماهير في متابعة المباراة الكبيرة، تمركزت على الأرض عشرات الدبابات والآليات المختلفة في وسط المدينة.وفي مشهد حربيّ، اعتلى عشرات الجنود بعض الأبنية المرتفعة، بينما استقرّت في سماء المدينة العديد من الطائرات للتغطية على تقدم الآليات، وحتى الآن لا أحد يعلم ما الذي يحصل، فالكل مازال يتابع المباراة الحاسمة التي شارفت على نهايتها انتهت المباراة وخرج أنصار الفريقين إلى الشوارع لمناقشة مجريات اللقاء، فكانت المفاجأة مخيم يبنا المكتظ بالسكان وسط المدينة محاصر بالكامل من آليات الاحتلال إضافة لشارع البحر الرئيسي ومخيمي الشعوت والزعاربة جنوب غرب المدينة.وباغتت الآليات الإسرائيلية المتوغلة المواطنين بإطلاق نار كثيف أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين وإصابة العشرات خلال الدقائق الأولى لهذه العملية الموسعة
تختلف الآراء بين شخص و آخر حول أسباب الإهتمام بهذه البطولة تحديداً ، لكن الجميع يتفقون على الإنقسام في تشجيعهم ، بين فريقي ريال مدريد و برشلونة ، قطبي الكرة الإسبانية ، و تثير مباريات الغريمين التقليديين الكثير من الفوضى في أغلب الأحيان ، بينما تعتبر هي ذاتها مصدر ربح كبير لأصحاب المقاهي في قطاع غزة  و كذلك في الضفة ، حيث توفر هذه المقاهي للشباب الفرصة لمشاهدة مباريات البطولة ، في ظل احتكارها من قبل محطة الجزيرة الرياضية.
يقول ابو رامي مدير مقهى صن لايت في خان يونس " إن المقهى بدأ منذ سبع سنوات بالإعتماد بشكل كبير على المباريات ، حيث يزدحم في تلك الليالي بالمتفرجين ، كما هو الأمر في الأعياد ، موضحاً أن المشاهدين يحضرون للمقهى قبل أكثر من ثلاث ساعات على موعد المباراة ، لحجز مقاعد لهم ، و يؤكد ابو رامي.  أن الأجواء في أثناء المباراة تبدو مشحونة لحد كبير ، إلا أنه يؤكد أن الأمر لا يتجاوز حدود الآداب العامة".
من جانبه يقول احمد النجار أحد متابعي الدوري الإسباني "إن اهتمام الشارع الفلسطيني بهذه البطولة ، بدأ منذ بدأت الجزيرة الرياضية ببثه قبل بضع سنوات ، مبينا أن الاهتمام بهذه البطولة ، قد يكون نتيجة العادة ، حيث يجد الشاب نفسه مهتما به بشكل عفوي ، نتيجة اهتمام أحد أصدقائه به ، ويضيف كريم إن الشتائم الكلامية التي تقع بين المشجعين ،  تدخل في إطار المزاح لا أكثر" .
في رفح تبدو الأجواء غير بعيدة عن ما يحدث في بقية مدن القطاع ، فيصف "جمعة سلامة" من مخيم يبنا اهتمام الشباب بالدوري الإسباني ، بأنه يصل مرحلة الظاهرة ، مؤكداً أن التعصب للقطبين الإسبانيين ، يفوق أحيانا الإنتماء الوطني لدى الشباب ، و يبرر سلامة اهتمام الشباب الفلسطيني بهذا الدوري ، بأنه يضم لاعبين كبار ، و فرق محترفة ، و هذا ما تفتقده الدول العربية على حد قوله.
و يضيف سلامة "بأن مخيم يبنا، وهو المخيم الذي مساحته قليلة  ، يضم العديد مقاهي ، تهتم جميعها بنقل هذه المباريات ، قائلاً إن هذه المباريات تتسبب في إزعاج أهالي الحي ، كونها تُبث في وقت متأخر ، و تشهد إقبالا واسعا و تفاعلا كبيرا من قبل الشباب ، يصل إلى درجة الإحتفال و الخروج في مسيرات تجوب شوارع الحي".
وقال محمد سلامة  احد متابعين المباريات"انا اتابع المباريات والدوريات  لأري اللاعبين الذين يأخذون ملايين الدولارات مقابل مباراة وقتها لا يتعدى الساعة ونصف الساعة والذين ايضا اسعارهم تفوق الخمسين مليون دولار هل هم أناس عاديين ام من كوكب اخر حيث اعمل انا من الصباح حتى المساء ولا اتقاضي غير العشرين شيقل"
إن هذه الظاهرة لها عدة أسباب ، أولها أنها جزء من ظاهرة شبابية عالمية ، حيث يبحث الشباب عن مبررات اجتماعية مختلفة ، مثل مساعدة هذه الأندية للشعب الفلسطيني ، أو أن أحد الأندية ليس ملكيا ، موضحا أن الأمر مرتبط أيضا بالعولمة الثقافية ، و التعامل مع الأندية الأوروبية كأنها الوحيدة التي تحترف اللعبة الأكثر شعبية في العالم .
ان هذا التعصب يأتي في الوقت ذاته كنتيجة طبيعية ، للأزمة الوطنية في البلاد ، و هذا ما تؤكده المسيرات التي تخرج رافعة أعلام الأندية وهذه الظاهرة هي فترة مرحلية و ليست أبدية ، متوقعا انحسارها في حال حدوث تغيرات عميقة على الصعيدين الاجتماعي و الوطني فلسطينيا و عربيا ، كحدوث انتفاضة فلسطينية ثالثة ، أو ثورات عربية أكثر قوة ، مما سيحول الاهتمام بكرة القدم ، إلى قضية ثانوية".
وتختلف الأسباب و المبررات إذا ، لكن النتيجة واحدة ، فالأمر تحول إلى ظاهرة اجتماعية ، من شأنها أن تهدد الإنتماء الوطني لدى نسبة عالية من الجيل الفلسطيني الشاب و الصاعد.