منذ بداية الأحداث في سوريا في 15/3/2011 وتخضع سوريا للكثير من العوامل الداخلية والخارجية ، والنظرة للثورة وماهيتها وانتشارها وقوتها ، والنظام السورى وتعريفه والنظرة إليه ، والتحالفات الاقليمية ، والمنظومة الدولية وعلى رأسها روسيا والصين ، ومجلس الأمن ، وحلف الناتو ، والجامعة العربية ، ولا أود التطرق لهذه العناوين بالتفصيل كونها باتت واضحة لكل مراقب ، ولكننى آثرت أن أضع بعض المؤشرات الجديدة التى تتعلق بالوضع السورى والتى قد يكون لها ما بعدها وأهمها :
1- دعوة معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري ، وغسان هيتو رئيس الحكومة السورية المؤقتة لشغل مقعد سوريا في القمة العربية في العاصمة القطرية الدوحة في الدورة 24 ، وحث مجلس الامن الدولي على وقف اراقة الدماء في الحرب الدائرة في سوريا منذ عامين ومحاسبة المسؤولين عن ذلك امام المحاكم الدولية من قبل الحضور ، واعتبار هذا الأمر موقف عربى على مستوى دعم المعارضة ومنح الضوء الأخضر لمجلس الأمن لحسم الموقف .
2- اعتذار نتنياهو لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على حادث السفينة " مرمرة" و العدوان الاسرائيلي على غزة اواخر عام 2008، كإشارة لبدء عودة العلاقات الاسرائيلية التركية التي تدهورت بعد مرمرة وما يشكل هذه الأمر من تأثير على القضية السورية في ظل الموقف التركى الواضح من سوريا والغير بعيد عن رغبة اسرائيل .
3- زيارة أوباما للمنطقة وما حوت من لقاءات سرية وخاصة مع اسرائيل وتأييده لجهود المعارضة السورية وحثه للإطاحة بالرئيس بشار الأسد في زيارته للأردن ، واستعداده لتقديم بعض المساعدات غير القتالية لمقاتلي المعارضة السورية .
4- استقالة رئيس الوزراء اللبنانى ميقاتي ، مع التاكيد أن الأسباب التي دفعت ميقاتي للاستقالة كانت محلية، إلا أن ما يقع وراءها له علاقة كبيرة بسورية ، في وقت يزداد فيه التوتر حول مصير النظام السورى الحليف لحزب الله .
وقى ضوء تلك المستجدات على المستوى المحلى والاقليمى والدولي أرى أن كل تلك الأحداث مرتبطة ببعضها البعض بشكل مباشر وغير مباشر ، بإرادة ذاتية أو بصناعة دولية ، ومن سيحسم الموقف الأثقل في كفتى الميزان " تماسك النظام السورى وحلفاءه " ايران وحزب الله والصين وروسيا " أم " المعارضة السورية وحلفائها من العرب ودول الغرب والمؤسسات الدولية المناقشة للملف تحت تأثير الدول العظمى ، والسؤال الذى يطرح نفسه " ما هو مستقبل سوريا في ظل تلك المستجدات ؟" الأمر الذى ستجيب عليه الأيام المقبلة ولكن على حساب الدم السورى ورعب الأبرياء .