أرض كنعان - غزة / بعد تزايد حالات الغرق وظهور أمراض جلدية نتيجة السباحة في الأماكن المحظور السابحة فيها منذ بداية الصيف الحالي في قطاع غزة، جددت البلديات ووزارة الصحة وجهاز الدفاع المدني والشرطة البحرية، مناشدتها لكافة المواطنين والمصطافين، بضرورة إتباع الإرشادات وكافة التعليمات الصادرة، والتي تصب في مصلحة المواطن قبل كل شيء.
المدير العام للصحة والبيئة في بلدية غزة، عبد الرحيم أبو القمبز، قال إن حالات الوفاة الناتجة عن غرق بعض المواطنين في البحر والتي سجلت في العام 2017 تعتبر الأقل من الناحية الإحصائية، مقارنة عن الأعوام السابقة، والبالغة تسع حالات حتى تاريخ إعداد هذا التقرير، موزعة على 3 حالات في شمال غزة، وحالتين في محافظة غزة، وأربع حالات في خانيونس والوسطى.
وأشار إلى أن انخفاض أعداد الوفيات هذا العام يرجع للجهود الجبارة التي تبذلها طواقم المنقذين بالرغم من شح الإمكانيات بإنقاذ مئات الحالات من الغرق، لافتاً إلى توفير 200 عقد عمل على بند البطالة للمنقذين لمدة لستة شهور بدلا من ثلاثة هذا الصيف، بحيث تقوم البلديات المنتشرة في القطاع بتغطية النقص.
وأكد أن سبعة من حالات الغرق التسعة، سجلت بعد صلاة الفجر، أي خارج ساعات دوام المنقذين، وهذا سببه حالة الاستهتار من قبل بعض المواطنين، بالرغم من وجود قرار يمنع السباحة خلال ساعات الليل والصباح الباكر.
ووجه أبوالقمبز ، نداء لكل المواطنين بالسباحة في الأماكن التي يحددها المنقذين، لأن هناك أماكن وعرة وملوثة ولا تصلح للسباحة، خاصة التي تلتقي عند مصبات المياه العادمة.
ونفى وجود تقصير في عمل المنقذين، مبينا أن هناك أربع جهات تعمل على مراقبهم ومسائلتهم، ومن يثبت تجاوزه لتعلميات البلدية يحول للجهات المختصة للتحقيق معه وإصدار القرار المناسب بحقه.
بلدية خانيونس بدورها ناشدت المواطنين بعدم السباحة ليلاً، ابتداءً من الساعة الثامنة مساءً وحتى الثامنة صباحا.
وطالب رئيس البلدية يحيى الأسطل ، جميع المصطافين بالالتزام ومتابعة تعليمات المنقذين البحريين، للمحافظة على حياة المواطنين، وذلك بعد الحوادث المؤلمة والمتكررة على شاطيء خانيونس.
ولفت إلى أنه وفي الأيام السابقة لوحظ عدم التزام المواطنين بالتعليمات الصادرة من قبل المنقذين، ما أدى إلى وفاة عدد منهم نتيجة الاستهتار الواضح من بعض المصطافين.
وأكد الأسطل على دور البلدية في توفير كل إمكانياتها من أجل راحة المصطافين لهذا الموسم والعمل على إيجاد مساحات واسعة للعائلات والأفراد وذوي الإعاقة حتى ينعم المواطنون بصيف ممتع.
جهاز الدفاع المدني لم يتوانى عن إصدار العديد من التحذيرات والإرشادات، خاصة ما يتعلق بساعات عمل المنقذين على شاطئ بحر غزة، ووضع إشارات تحذيرية على الشاطئ تفيد بمنع السباحة في الأوقات والأماكن الخطرة، حفاظاً على حياة المواطنين وسلامتهم.
وأرجع مدير الإنقاذ البحري في جهاز الدفاع المدني يحيى تايه، ارتفاع عدد الوفيات نتيجة الغرق في بحر غزة، إلى عدم تقيد المصطافين بمواعيد السباحة التي تتوافق مع دوام المنقذين البحريين، وعدم التزامهم بالتعليمات الصادرة عنه.
مدير دائرة الطيب الوقائي في وزارة الصحة مجدي أبوظهير، من جهته، إن مياه البحر في كثير من المناطق على ساحل قطاع غزة ملوثة بمياه الصرف الصحي غير المعالجة الأمر الذي ضاعف من الوضع الكارثي هذا العام بشكل خاص، وكان سبباً رئيسيا لظهور بعض الأمراض خاصة الجلدية منها ".
وأوضح أن الأمراض الناتجة عن هذا التلوث كثيرة مثل: التهاب الكبد a، والأميبا والجارديا والكثير من الأمراض الفيروسية وبعض الأمراض البكتيرية أو الجرثومية التي تصيب الجلد وتسبب نوعا من أنواع الطفح الجلدي.
وشاطئ بحر غزة هو المتنفس الرئيس لنحو مليوني نسمة، يعيشون في قطاع غزة، ويعانون من أوضاع اقتصادية وصحية وبطالة سيئة في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض عليه لأكثر من عشر سنوات.