أرض كنعان - وكالات / محمد الخالدي
يشتكي المواطنون في مخيم الشاطئ بمنطقة الشمالي غرب مدينة غزة، من تصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة "المجاري" وازديادها في البحر وجريانها في أزقة المخيم، ما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات في منازلهم.
وتأتي تلك الشكاوى بالتزامن مع تحذير سلطة المياه في غزة في بيان لها، من حدوث كارثة مائية وبيئية في المستقبل القريب في قطاع غزة، ستطال الإنسان والبيئة بجميع عناصرها بسبب توقف منشآت قطاع المياه والصرف الصحي في القطاع وبسبب عدم قدرة سلطة الطاقة والموارد الطبيعية على شراء الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء، جراء فرض وزارة المالية في رام الله ضريبة (البلو) لتوريد السولار اللازم لتشغيل المحطة.
وقال مصطفى الغول (21 عاماً) أحد قاطني المخيم : "إن رائحة المجاري ليلاً قاتلة ويوجد انتشار للبعوض، كما لا أحد ينزل للسباحة إلا بشكل خفيف بسبب المجاري".
وأضاف، أن توفر الكهرباء كان يعالج مياه الصرف الصحي قبل صرفه إلى البحر "الآن ماذا سيفعلون؟"
وحذرت سلطة المياه من عدم قدرة بلديات قطاع غزة على تشغيل محطات الضخ الخاصة بمياه الصرف الصحي داخل المدن، ما ينذر بحدوث فيضانات وكوراث صحية وبيئية داخل هذه المدن وتلويث للخزان الجوفي، بالإضافة إلي عدم قدرة بلديات قطاع غزة على تشغيل محطات معالجة مياه الصرف الصحي، ما سيؤدي إلي ضخ هذه المياه للبحر دون معالجة، وما سيشكل تهديداً للبيئة البحرية والساحلية وتأثير ذلك على صحة الإنسان الغزي خاصة في فترة الصيف المقبلة.
أما المواطن "أبو أنس" أمير (40 عامًا) قال: "أتمنى أن تصور عدسة الكاميرا منظر المجاري وهي تطفو منذ أيام بمجرد أن قالوا إن هناك مشكلة أزمة في الكهرباء، وهذا يرتد سلباً علينا في معسكر الشاطئ، علماً أن هذه المجاري ليست لها تصريف إلا البحر فهي بين البيوت وباء وفي البحر وباء أيضاً، ما يحدث الآن هو نتيجة للأزمات المتتالية على غزة وبفعل الحصار المستمر".
وبين أن سكان الشاطئ والمناطق الساحلية لم يعد لهم متسع لأبنائهم وأطفالهم يقضون صيفهم على شاطئ البحر، الذي أصبح ملوثاً بمياه الصرف الصحي، والذي يعتبر متنفسهم الوحيد.
وحول كمية مياه الصرف الصحي التي تصب في البحر في الفترة الأخيرة، أوضح المواطن أنهم لاحظوا بأن كميات التصريف أصبحت كبيرة في هذه الفترة، لافتاً: "كل يوم نشتري أدوية البعوض والحشرات كي نتخلص منها من بيوتنا".