عاصفة ضربت بلاد الشام … وأصابت نخوتنا بأضرار بالغة
بقلم:الدكتور محمد جربوعة الجزائر
أيها النائم في الخيمة تحت البرد … لن نرقّ لك.. وسننظر إليك كل صباح بعد كل ليلة دافئة لنا وليلة رجفات لك..دون أن تعني لنا شيئا.. من أنت غير صبي عربيّ وضعه مألوف وألمه مألوف وهوانه مألوف ؟ ما زالت أناشيد الوطنية والعروبة تعزف لعمّان ولا زال المصوّر البارع يحاول التقاط صورة لع…مّان بعيدا عن الزعتري.. ولن نرقّ لك.. مشكلتك أنك صدقت العرب والعجم..فهل اكتشفت أخيرا أنّك أنت الضحية بين الداخل والخارج..؟ قناعتي أنّ القصر يريدك عبدا في الداخل وأن الملوك يريدونك عبدا في الخارج والشتات..لا فرق لا فرق .. لذلك لا تنتظر من العجم شيئا ولا من العرب شيئا .. وإن متّ في المنفى فلك الله ..أما ّإذا عشت رغم الجراح ، فتذكّر حين يعود حطامك يوما إلى حطام دارك ووطنك .. أن الجميع مثل الجميع خذلك ..لكنهم سيجيئونك ممتنين بما ساندوك به في البرد والجوع من نشرات الأخبار والبث المباشر.. والتنديد.. لا فرق بين العوام .. والتيجان.. لا فرق بين من ينتشي لوضعك ومن يبكي عليك.. لأن الدموع لا تدفّئ نائما يفترش الثلج.. أنت كالقط .. لا أحد سيرحمك .. تعلّم ذلك واحفظ.. كالقط أنت.. في أمّة يرحم نبيّها القطط.. ولا يرحم أهلها البشر …هل أدركت الآن خطر ابتعادنا عن ديننا ونبيّنا.. ؟ الكل يتحدث عن الحرية لكن لا أحد يرحم من يسلك دروبها.. والدليل أن العرب الآن كالعجم في قصور الرخام ، بينما أنت وحدك في قصر الموت البارد.. لقد تركوك وحدك.. وهم منذ قرون يتركون المبتلى وحده..واسأل إن شئت أهلك في فلسطين … هذه عاداتهم رغم كل الشعارات.. وما داموا ضد الله ..فلن يكونوا معك..ومثلما تركوا رسالة السماء دون أن يهتموا بما تقول وما تحكم..فقد تركوك أنت في الأرض دون اهتمام بما تعاني من رجفات الليل البارد.. تفهمني..؟
.. كم هو مخجل أن يضطر أحدهم إلى أن يتخلى عن عزة نفسه ومكابرته ليقول لك : أمعائي خاوية.. واخجلتاه
هل ننتظر جورج غالاوي ليسيّر قافلة مساعدات إلى سوريا وإلى لاجئيها في الشتات؟
ماذا لو جمعنا كشعوب مستضعفة ما فاض عنَّا من غذاء وكساء وغطاء وحملناها من كل الأقطار إلى هناك إلى أهلنا في الداخل والخارج ؟
لن نطالب الخليجيين بشيء .. فهم على الضفتين يهتمون بأمور إخرى.. سنطالب الشعوب الفقيرة الحية ..سنطالب الشعب الفلسطيني ليجمع لإخوته السوريين ما تعسّر من الزاد ليكون ذلك حجة على المترفين الذين لبسوا لبوس تفجير الثورات وتحرير الشعوب، ثم هاهم اليوم يتفرجون على مآسي الناس.. سنطالب الشعب العراقي وشعوب المغرب العربي وشعب مصر .. وسأكفر بكل الذي بات شبعان والشامي جوعان ..سأكفر بكل الذين يجتمعون الآن في الصفحات وفي القنوات وفي الملاعب للحديث عن الرياضة وعن ..أو يحومون حول مخيمات السوريين هنا وهناك استغلالا للظروف للاعتداء على شرف المنكوبين كما حدثنا الكثيرون ..تبا للشماغات الحمراء والبيضاء التي لا ترى في السورية اللاجئة غير أنوثتها ..تبا للشعر وللنثر وللصور المنشورة وللسياسة والسياسيين وللمذيعات والمذيعين الذين لا يهتمون بغير تسجيل موقف بأن هذه الدولة وقفت مع الشعب السوري إعلاميا..
فليطلق كل منا حملة استعجالية لأجل الشام التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم:”يوشك أهل الشام ألا يجبى إليهم دينار و لا مدي” وهاهم اليوم لا يُجبى إليهم شيء..
تحركي أيتها الحجارة .. لو كان هؤلاء في الخيمة أبناؤك .. يجمّدهم البرد والجوع والخوف .. ماذا كنت لتفعل؟
زكّ نعمة أمنك واستقرار عائلتك بإعانة هؤلاء .. ويا سَعْدَ من أدخل نبضة فرح في قلوب هؤلاء.