Menu
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر
12:07الخارطة الوبائية لـ"كورونا" بالقطاع
12:05"إسرائيل": التطبيع مع السودان ضربة لحماس وايران
12:02"اسرائيل " علينا الاستعداد لما بعد ترامب
12:01الاحتلال يقتحم البيرة ويخطر بإخلاء مقر مركزية الإسعاف والطوارئ
11:59"الاقتصاد" بغزة تجتمع بأصحاب شركات مستوردي فرش الغاز
11:51«الديمقراطية»: سيقف قادة الاحتلال خلف قضبان العدالة الدولية
11:51الوعى الاستثنائى فى فكر  د.فتحى الشقاقى
11:47قيادي بحماس يتحدث عن "أهمية رسالة السنوار لرموز المجتمع"
11:45مستوطنون يقتحمون قبر يوسف بنابلس
11:40مقتل سيدة ورجل بالرصاص في باقة الغربية واللد
11:28الإمارات تسرق "خمر الجولان" السوري وتنصر "إسرائيل" ضد BDS
11:26صحيفة: تفاهمات بين القاهرة وحماس حول آلية جديدة لعمل معبر رفح

محمد حمدان يكتب تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة

شكلت محاولة الانقلاب الفاشلة نقطة فاصلة في التاريخ التركي الحديث، وسيكون لها تداعيات وانعكاسات على مستقبل تركيا، بل ومستقبل المنطقة ككل، وسنحاول استشراف طبيعة التغيرات السياسية في تركيا.

أولا، على الصعيد الداخلي سيقوم أردوغان، ومؤسسة الحكم في تركيا، بإجراء عملية جراحية لتنظيف الالتهاب الذي كان في مؤسسات الدولة، ورغم أن عملية الجرح والتنظيف ستكون قاسية وموجعة؛ إلا أنه بعد ذلك سيحاول علاج الجرح وتخفيف الآلام التي نتجت عن الجرح، وأتوقع ألا تأخذ هذه الخطوات وقتًا طويلاً.

ثانيًا،على الصعيد الخارجي
1. في الانقلابات العسكرية يجري في العادة وضع بعض الدول في الصورة لأخذ موافقتها، وأعتقد أنه تم أخذ موافقة الإدارة الأمريكية أو أطراف في الإدارة مثل المخابرات الأمريكية، أو على الأقل وضعها في صورة الانقلاب، وهذا سيكون له انعكاسات كبيرة على مستقبل علاقة تركيا مع أمريكا.

2. كانت ردود أفعال الدول الأوروبية عادية ومعقولة، ولا أعتقد أنها كانت في صورة الانقلاب، ولم تؤيده رغم إطلاق بعض التحذيرات لتركيا للالتزام بمعايير حقوق الإنسان، فهذه أمور عادية ومستوعبة، وأعتقد أن أردوغان سيحاول الالتزام بمعايير حقوق الإنسان.

3. الرسائل القادمة من روسيا تظهر أن روسيا رفضت الانقلاب بشدة، وأيدت أردوغان بشدة، رغم وجود خلاف معه، وهذا ناتج من خوف روسيا من وجود نظام عسكري مرتبط عضويًّا بأمريكا على حدودها الجنوبية.

4. بالنسبة لإيران فقد أيدت بعض وسائل الإعلام وبعض المحسوبين عليها في البداية الانقلاب، وهذا ناجم عن الخلاف السياسي مع أردوغان والذي ولّد مشاعر كراهية تجاهه، ولكن مؤسسات الدولة أدركت خطورة الانقلاب على إيران ومصالحها، لذلك إيران كدولة ومؤسسات حكم رفضت الانقلاب بشدة وأيدت أردوغان رغم الخلاف معه.

5. العالم العربي في أغلبه وقف مع الانقلاب، أو وقف موقف المتفرج باستثناء قطر التي رفضت الانقلاب منذ البداية.

بعد الانتهاء من ترتيب الوضع الداخلي في تركيا، والذي لن يأخذ كثيرًا من الوقت، فمؤسسات الحكم الآن في يد أردوغان وهو لديه من الخبرة للقيام بهذا الترتيب، ستبدأ إعادة تقييم سياسة تركيا وتحالفاتها الخارجية، وسيكون أردوغان ملزمًا بأخذ مواقف صعبة ضد أمريكا، وهذا سيلزمه الاقتراب من روسيا وإيران، وإلى حدٍّ ما أوروبا، وهذا سيستلزم منه محاولة إيجاد حلول وتسويات للكثير من الملفات العالقة في المنطقة، ومنها الملفان السوري والعراقي، لذلك ستشهد المنطقة في المرحلة القادمة حراكًا قويًّا لإعادة تشكيل المنطقة والتحالفات فيها.