يزداد فيروس إنفلونزا الخنازير ((H1N1 انتشارا في مدن الضفة الغربية وخاصة الشمالية منها، وقد قضى أربعة أشخاص نحبهم حتى هذه اللحظة، إضافة إلى عشرات المصابين وأعدادهم في ارتفاع نرجو أن يتوقف.
النساء -حسب اعتقادي- أكثر وأسرع الوسائط لنشر الأوبئة والأمراض الفيروسية مثل إنفلونزا الخنازير، ولا أتجنى حين أصفهن بذلك، وخاصة في مجتمعاتنا العربية المتمسكة بعادات وتقاليد محببة وجميلة إلا أنها قاتلة في ظروف استثنائية.
لتقديم واجب العزاء مثلاً تراهن يخرجن من كل حدب وصوب، ومن الجهات الأربعة، ومن مناطق نائية متجهات إلى مكان واحد يضيق بهن، فيقدمن التعازي ويتبادلن الأحاديث- وهذه ضرورية جدا بالنسبة إليهن- وتأخذ كل واحدة حظها مما تيسر من أخبار وإشاعات وما انتشر في ذلك الجو الخانق من فيروسات، ثم ينتشرن مرة أخرى وكثير منهن يذهبن لتأدية واجب آخر في بيت آخر أو في صالة أفراح، ولذلك فلا أعتقد أن هناك وسيطاً أسرع في نشر الأوبئة من النساء.
ترى بعضهن في المشافي يأخذن الاحتياطات اللازمة فيضعن " الكمامات الواقية" حين يكن فرادى، ولكن حين اجتماعهن فإنهن ينزعن الكمامات للحديث وممارسة مواهبهن في " تحديث معلوماتهن"، والفيروسات أيضًا تجد سبيلها إلى ضحية وضحايا آخرين، والأدلة على ما وصفنا به النساء لا حصر لها، وينبغي لهن أن يدركن أن الحفاظ على الحياة وصحة المجتمع أوجب من أداء واجب يمكن القيام به بطريقة أفضل وأقل ضررا، وهنا لا بد من الإشارة إلى فضل النقاب الذي تضعه المسلمات الملتزمات في الوقاية من الأمراض المعدية.
الرجال أيضا يساهمون في نشر الأمراض المعدية، ولكن بسبب مشاغلهم وحركتهم البطيئة في أداء الواجب وما تفرضه العادات والتقاليد يكون تأثيرهم أقل بكثير من تأثير " الطرف الآخر"، ومع ذلك يمكنهم الحد من انتشار الأوبئة بالتخلي عن عادات كثيرة غير ملائمة منها التقبيل في الأعراس والمآتم، وكذلك تقديم "القهوة السادة" في فناجين زجاجية متعددة الاستخدام، ويمكن للرجال أن يمارسوا دورا أكبر في محاربة الأوبئة، وذلك بفرضهم قيودا مشددة على حركة النساء وتجمعاتهن قدر الإمكان للتخفيف من حدة انتشار الأمراض المعدية خلال الأشهر الثلاثة القادمة على أقل تقدير