Menu
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر
12:07الخارطة الوبائية لـ"كورونا" بالقطاع
12:05"إسرائيل": التطبيع مع السودان ضربة لحماس وايران
12:02"اسرائيل " علينا الاستعداد لما بعد ترامب
12:01الاحتلال يقتحم البيرة ويخطر بإخلاء مقر مركزية الإسعاف والطوارئ
11:59"الاقتصاد" بغزة تجتمع بأصحاب شركات مستوردي فرش الغاز
11:51«الديمقراطية»: سيقف قادة الاحتلال خلف قضبان العدالة الدولية
11:51الوعى الاستثنائى فى فكر  د.فتحى الشقاقى
11:47قيادي بحماس يتحدث عن "أهمية رسالة السنوار لرموز المجتمع"
11:45مستوطنون يقتحمون قبر يوسف بنابلس
11:40مقتل سيدة ورجل بالرصاص في باقة الغربية واللد
11:28الإمارات تسرق "خمر الجولان" السوري وتنصر "إسرائيل" ضد BDS
11:26صحيفة: تفاهمات بين القاهرة وحماس حول آلية جديدة لعمل معبر رفح

يوسف رزقة يكتب : لماذا الاتهام بالسرية الآن ؟!

كان مقال الأمس بعنوان: ( من للأقصى؟!). وكان العنوان تعقيبا على تصريحات ( بينيت، ونتنياهو) التي زعما فيها أن القدس هي عاصمة (إسرائيل) من الأزل إلى الأبد، وأنها تحت ولاية نتنياهو لن تقسم أبدا، وأن صلاة اليهود في المسجد الأقصى قريبة جدا؟!

قلت أمس: من للأقصى ؟! لأنه لا أحد من قادة العرب أو السلطة اهتم بهذه التصريحات أو عقب عليها، رغم أنها صدرت في يوم الإسراء والمعراج في احتفال توراتي حاشد في ساحة البراق؟!

اليوم أكرر مرة ثانية: من للقدس؟! ومن للأقصى؟! لأن ( رئيس السلطة، رئيس المنظمة، رئيس فتح) ، كان شغله الشاغل في لقائه بنخبة من السياسيين الفلسطينيين والأردنيين في عمان بما زعمه أمام الجميع بمحادثات سرية بين حماس و(إسرائيل) من خلال قناة إثيوبية، وزعم أن هذه المحادثات سياسية وتستهدف فصل غزة عن بقية الوطن؟! وزعم أن لديه في سيارته محاضر وأوراق هذه المباحثات السرية؟!

واللافت للنظر أن صحيفة الدستور تحدثت في الزعم نفسه الذي زعمه عباس، ولست أدري من الأسبق منهما في الزعم، ولكن بعد ذلك تحول الزعم إلى حقيقة عند الناطق الرسمي لحركة فتح ( أسامة القواسمي) الذي أكد أن المفاوضات وكالة حصرية للمنظمة ( أي لفتح؟!)، وأن المنظمة تجري مفاوضاتها في العلن لا في السرّ؟! وأن على حماس التوقف عن الإضرار بالحقوق الفلسطينية؟!

هذه الأطراف الثلاثة لم تتحدث للأسف بكلمة واحدة عن القدس والأقصى، ولم يقلقها تصريح بينيت ونتنياهو البتة، وهي تصريحات علنية فيها قهر للكل الفلسطيني، وفيها إعلان غير مسبوق عن فشل مشروع عباس، وعن نهاية بائسة لمفاوضاته ، ومع ذلك يزعم أن المشكلة في حماس لا في نتنياهو وحكومته؟!

أما عن زعمه أنه يملك محاضر وأوراق المباحثات السرية بين حماس والعدو ، فحماس تنفي مزاعم عباس نفيا مطلقا، وهنا ندعو عباس لأن ينشر أوراقه ووثائقه ومحاضره التي يزعم أنه يمتلكها فورا لتكذيب حماس وحرق مصداقيتها. وقديما قالوا: ( المية بتكذب الغطاس). عباس في نظري لن يفعل ، لأنه لا يملك شيئا لا محضرا ولا خلافه ؟!، لأنه ببساطة لا توجد مباحثات سياسية لا سرية ولا علنية، وكل ما يزعمه عباس نفسه بصيغة توحي بامتلاكه الدليل هو لخلط الأوراق، وتضليل الرأي العام، كمن يسترقون السمع في السماء لافتعال معركة مع حماس تبرر تصرفاته الحزبية، وإهماله لملف غزة وسكانها.

أما الحقيقة التي لا شك فيها فهي لا تكمن في حصار غزة الخانق فحسب، ولكن تكمن أيضا في التهديدات المتجددة بحرب جديدة ضد حماس في غزة، وخاصة تلك التي تطالب نتنياهو ويعلون بالبدء الفوري بهدم الأنفاق التي تزعم المصادر الأمنية الصهيونية أن بعضها يمتد إلى داخل الحدود عند مستوطنة نيريم كما يقول عمر بارليف النائب في الكنيست. هذه هي المفاوضات التي تديرها حماس والمقاومة مع العدو؟!

أما حديث عباس و القواسمي عن المباحثات السرية والوكالة الحصرية، فإن حماس تبارك لهم هذه الوكالة الحصرية التي دمرت القضية الفلسطينية، وأنهت مفاوضاتهم بصفر كبير باعتراف قادة فتح والمنظمة.

وأما مرض السرية فهو مرض مزمن كانت بداية الإصابة به في مسار أوسلو والحل المنفرد بقيادة محمود عباس نفسه ، وهو مسار انتقده القادة العرب، ودفع الشعب الفلسطيني ثمنا باهظا بسببه ، ومن ثمة لا يجوز للمريض بإيدز السرية أن يتهم غيره بمرضه هو، وعليه قبل اتهام الآخرين بمرضه أن يكشف محاضره وأدلته، وهنا نقول: التاريخ لا ينسى ولا يحابي ، والدين يقول: لنبتهل أن لعنة الله على الكاذبين.

بسبب ما تقدم وغيره ، أكرر للمرة الألف: من للأقصى؟! ومن للقدس؟! إنه في ظل انشغال عباس حيثما سافر وحل وارتحل بحماس، وكأنها هي التي تحتل القدس والأقصى، وهي التي تمنع نتنياهو من العودة إلى المفاوضات. وجب التكرار للتذكير ونشر الوعي. عباس نسي (إسرائيل)، وهو مشغول بمحاربة حماس، تماما كما نسي القادة العرب (إسرائيل)، وهم مشغولون بحرب الإخوان.