Menu
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر
12:07الخارطة الوبائية لـ"كورونا" بالقطاع
12:05"إسرائيل": التطبيع مع السودان ضربة لحماس وايران
12:02"اسرائيل " علينا الاستعداد لما بعد ترامب
12:01الاحتلال يقتحم البيرة ويخطر بإخلاء مقر مركزية الإسعاف والطوارئ
11:59"الاقتصاد" بغزة تجتمع بأصحاب شركات مستوردي فرش الغاز
11:51«الديمقراطية»: سيقف قادة الاحتلال خلف قضبان العدالة الدولية
11:51الوعى الاستثنائى فى فكر  د.فتحى الشقاقى
11:47قيادي بحماس يتحدث عن "أهمية رسالة السنوار لرموز المجتمع"
11:45مستوطنون يقتحمون قبر يوسف بنابلس
11:40مقتل سيدة ورجل بالرصاص في باقة الغربية واللد
11:28الإمارات تسرق "خمر الجولان" السوري وتنصر "إسرائيل" ضد BDS
11:26صحيفة: تفاهمات بين القاهرة وحماس حول آلية جديدة لعمل معبر رفح

يوسف رزقة يكتب ملاحظات على مؤتمر إعادة الإعمار

انتهت أعمال مؤتمر المانحين لإعادة إعمار غزة المنعقد في القاهرة في ١٢/١٠/٢٠١٤ برعاية مشتركة للنرويج ومصر، وبلغت التعهدات المالية للأعضاء بـ (5.4) مليارات دولار. هذه النهاية جيدة لغزة على مستوى إعادة الإعمار، وهي لا شك تبعث على التفاؤل، لا سيما وأن كلمة وزير الخارجية الأميركي جون كيري تحدثت عن الحاجة إلى سرعة التنفيذ، وأن الحاجة ملحة الآن. وكان بان كي مون قد أكد على الحاجة الملحة العاجلة، وحذر العالم بالقول إن المنطقة ما زالت قابلة للاشتعال من جديد. ونحن إذ نتأمل خيرا في هذه المسألة نود أن نسجل بعض الملاحظات :

أولا- إن (إسرائيل) التي لا تحضر المؤتمر، باعتبارها هي الدولة المعتدية الغاشمة التي ارتكبت جرائم التدمير غير المبرر في الضمير الجمعي الدولي، حرصت أن تستبق المؤتمر برسالة قبل ساعات من انعقاده، أكدت فيها أن من يقرر الإعمار هو من على الأرض، وليست المؤتمرات، وقال عاموس جلعاد: نحن من على الأرض ونحن من نقرر؟! وهذه رسالة سلبية، تحمل إشارة إلى شروط (إسرائيل) في مسألة إعادة الإعمار. ونحن نعلم مسبقا أن (إسرائيل) تتخذ من حاجة غزة للإعمار العاجل أداة ابتزاز سياسية، ومن ثمة فالقلق باق حتى نرى الميدان؟!

ثانيا- لم تكن تعهدات دول الاتحاد الأوروبي والخليج العربي، كبيرة وكريمة بما يكفي، إذا استثنيا قطر.( فالكويت، والإمارات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، وإيرلندا، واليونان، وأميركا معا) تعهدت بـ ( ٧٤٧) مليون دولار، وهو مبلغ لا يدل على تعاطف كبير مع غزة وفلسطين، إذا وازنا تبرع هذه الدول هنا بتبرعاتها في مواطن أخرى لا تخفى على القارئ.

ثالثا- ثمة مفارقة حقيقية تحكيها المرات السابقة بين التعهدات في المؤتمرات، وبين تنفيذ التعهدات في الميدان، ونحن نتذكر بأسف مؤتمر شرم الشيخ الذي قدم تعهدات بقيمة (5.5) مليارات دولار في ٢٠٠٩ ولم يصل منها شيء إلى غزة. حين نتذكر نتأمل ألّا تتكرر هذه المفارقة المؤلمة لأن جراحات غزة كبيرة، ويبدو تحذير بان كي مون حول اشتعال المنطقة ثانية في محله، إذا ما تعرقلت أعمال الإعمار بسبب عدم الوفاء بالتعهدات، أو بسبب تعنت (إسرائيل) وبشروطها المجحفة.

رابعا- لقد دمرت (إسرائيل) ما لا يقل عن (٨٠) ألف وحدة سكنية في ثلاث حروب على غزة في (٦) سنوات بدون مبرر عسكري يستوجب التدمير، لأن جلّ التدمير كان عقابا متعمدا لغزة لا ردا على أعمال عسكرية، ولم يلزم المجتمع الدولي (إسرائيل) بتحمل المسئولية ، ولم يجبرها على إعادة إعمار ما دمرته وتحمل تكلفة هذا الإعمار ، وفي هذا إغراء لـ(إسرائيل) للعودة إلى التدمير مرة أخرى إذا ما عاد القتال مع غزة مرة أخرى. إن إلزام (إسرائيل) بتكلفة ما دمره طيرانها كليا أو جزئيا، ربما يساعد في عدم عودتها إلى هذه الجرائم العقابية للمدنيين بهذا الشكل الذي يحمل تحديا للعالم، وانتهاكا للقانون الدولي، والمفاهيم الإنسانية.

لقد تابعت غزة أعمال المؤتمر، وهي تنتظر تسييل الأموال فورا، وبدء التنفيذ، عسى أن يصدق المجتمع الدولي هذه المرة، لأن في إعادة الإعمار ورفع الحصار عوامل أساسية في تحقيق الاستقرار، إلى أن يزول الاحتلال كاملا عن الأرض الفلسطينية المحتلة ، لأن بقاء الاحتلال هو الوصفة الخطرة لبقاء التدمير والهدم لكل ما تبنيه غزة وفلسطين.