Menu
19:32ظهور أعراض كورونا على أسرى مخالطين بسجن "جلبوع"
19:30مجلس الوزراء يتخذ عدة قرارات مهمة تتعلق بمساعدات متضرري كورونا والتقاعد المبكر ومشاريع المياه
19:26إصابة القائد القسامي عباس السيد بفيروس "كورونا" داخل سجون الاحتلال
19:23شاهد: الجيش الاسرائيلي يزعم اعتراض طائرة مُسيرة من قطاع غزة
19:21داخلية غزة تنشر كشف المسافرين المغادرين عبر معبر رفح البري ليوم غد الثلاثاء
19:20سلامة معروف: أصبحنا على مشارف الخط الأحمر لانتشار كورونا بقطاع غزة
14:56ما الفرص الاقتصادية التي ستجنيها إسرائيل من اتفاقها مع الإمارات؟
14:53اعلام الاحتلال: مقاتلات سلاح الجو تلاحق حوامة قادمة من قطاع غزة
14:47بدء صرف القسائم الشرائية لـ 23300 أسرة فقيرة في غزة
14:43بالصور.. بدء وصول أعداد من المواطنين العائدين لغزة عبر معبر رفح
14:41حفرة القيادة الشمالية؛ المكان الذي تدار فيه المعركة أثناء القتال في الشمال"
13:51فصائل المقاومة: سنسقط كافة المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا وقضيتنا بدءاً من وعد بلفور وحتى وعد ترامب.
13:20الصحة : 4 وفيات و749 إصابة بكورونا خلال ال24 ساعة الماضية بعد فحص 4485 عينة وتعافي 438 حالة
13:18ضمن مشروع "وادي السيليكون": الاحتلال يصادق على هدم 200 منشأة فلسطينية بالقدس
13:09قلق من اندلاع مُواجهة مع غزّة.. ديختر: ترسانة حماس تعززت والجهاد بات يُشكِّل خطرًا تكتيكيًا على إسرائيل
يوسف رزقة

يوسف رزقة يكتب أقمار الأنفاق السبعة

لكل مجتهد نصيب. ولكل عمل ضريبة. ولكن ليس كضريبة الجهاد في سبيل الله ضريبة. لأنها ضريبة محببة لمن يدفعها، لأنه يدفعها طوعا وحبا، ويتمنى على الله أن يقبلها، وأن يدخر له أجرها. ومع ذلك فهي مسكونة أيضا بالألم في الدنيا، ففقدان الأهل لفلذة الكبد مؤلم حتى مع عظم أجر الشهادة، تلك هي طبيعة البشر، فقد بكى رسول الله صلى الله وسلم وهو يوسد ابنه إبراهيم التراب.

سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ليست ماض وانتهى، بل هي حاضر دائم، ودرس عامر بالعبر والعظات، وحسبنا منها الآن بمناسبة استشهاد رجال الأنفاق درسا تألم منه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كثيرا، وربما نحن الآن نتألم كألمهم وقد فقدنا سبعة أقمار درية بعد أن ارتد عليهم سلاحهم فاستشهدوا وهم في جهادهم .

الدرس الذي نعنيه يقول: " كانت مأساة (بئر معونة) قاسية على المسلمين؛ فهم ( سبعون )من القُرَّاء ومن الدعاة ومن العلماء، قتلهم عامر بن الطفيل غدرا، وظل الرسول صلى الله عليه وسلم يقنت شهرًا كاملاً يدعو على قبائل ( عامر ورعل وذكوان) التي شاركت ابن الطفيل في قتلهم، في كل صلواته حتى الصلوات السرية.

وفي العام نفسه والشهر نفسه (صفر عام 4 من الهجرة) كانت مأساة ( بعث الرجيع ) فقد قتلت هذيل عشرة من صحابته صلى الله عليه وسلم غدرا، وكانت قريش قبلهم قد قتلت سبعين من صحابته صلى الله عليه وسلم في أُحد. ففي عام واحد فقد المسلمون مائة وخمسين شهيدًا، فهذا عدد كبير.

إن فقد مائة وخمسون من خيرة الصحابة في شهر واحد كان أمرا جللا، وفقدا مؤلما، ولكنه في الوجه الآخر كان واجبا شرعيا دفاعا عن دين الله ودعوته، وكان عملا ممهدا لنصر عظيم قادم، وفتح أكبر يدخل به الناس في دين الله أفواجا. وإن فقد القسام لسبعة من ( رجال الأنفاق) في يوم واحد مؤلم لهم ولذويهم ولشعبنا كافة، ولكنه فقد يمهد الطريق إلى العزة والحرية، ونصرة دين الله في فلسطين المحتلة.

أن تفقد ( التفاح) سبعة من أقمارها الدرية في سن التوهج والشباب مؤلم لها، ولكنه ألم يهون مع شرف الهدف، ونبل المقصد، الذي من أجله رحل الراحلون عنا. فدين الله أغلى عندهم وعندنا من حياتنا، وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلينا من الدنيا وما فيها، وأحب إلينا من أنفسنا وأهلنا، ولن يتحرر الأقصى بالخطب، وإنما يتحرر بالدماء الزكية الطاهرة، دماء الشهداء.

بعد هذه الدماء وغيرها أيضا منّ الله على من بقي من أهل( أحد، والرجيع، ومعونة) ، بالفتح والنصر،"إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا". فالنصر والفتح من الله لا من قوتنا ولا من ضعفنا. ونحن علينا أن نعمل ونتوكل ليس إلا.

ومن ثمة نقول على رجال الأنفاق والقسام أن يسبحوا، ويكبروا، ويستغفروا الله كثيرا، بعد اعتلت أقمارهم السبعة سماء الحرية، وطافت بقباب الأقصى، وعرجت من هناك إلى خالقها، تسأله القبول، وتستنجزه الفتح والنصر على يهود.

لا نصر في التاريخ إلا بضريبة ودم، ونحمد الله نحن المسلمين أن ضريبتنا شهادة في سبيل الله، نحيا بها أبدا ولا نموت، " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا، بل هم أحياء عند ربهم يرزقون". رحم الله شهداء الصحابة وشهداءنا، وجميع من جاهد واستشهد لنصرة دين الله والدفاع عن مقدساته، وخفف الله ألم الفقد عمن يخلفهم بخير، وعن أهلهم وذويهم.