Menu
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر
12:07الخارطة الوبائية لـ"كورونا" بالقطاع
12:05"إسرائيل": التطبيع مع السودان ضربة لحماس وايران
12:02"اسرائيل " علينا الاستعداد لما بعد ترامب
12:01الاحتلال يقتحم البيرة ويخطر بإخلاء مقر مركزية الإسعاف والطوارئ
11:59"الاقتصاد" بغزة تجتمع بأصحاب شركات مستوردي فرش الغاز
11:51«الديمقراطية»: سيقف قادة الاحتلال خلف قضبان العدالة الدولية
11:51الوعى الاستثنائى فى فكر  د.فتحى الشقاقى
11:47قيادي بحماس يتحدث عن "أهمية رسالة السنوار لرموز المجتمع"
11:45مستوطنون يقتحمون قبر يوسف بنابلس
11:40مقتل سيدة ورجل بالرصاص في باقة الغربية واللد
11:28الإمارات تسرق "خمر الجولان" السوري وتنصر "إسرائيل" ضد BDS
11:26صحيفة: تفاهمات بين القاهرة وحماس حول آلية جديدة لعمل معبر رفح

إلـى الوزيــر مجدلاني ... يــا أخي حــل عــن الموظفيـن.بقلــم رمـزي صادق شاهيـن

أصبح من الواضح أن هناك مُخطط يُحاك ضد موظفي السلطة الوطنية الفلسطينية ، هذا المُخطط الذي يتم الإعداد له منذ عام 2007م ، وعلى ما يبدوا أنه قابل للتنفيذ قريباً ، خاصة ونحن نتابع شهرياً قضية التلاعب بمصير عشرات الآلاف من الموظفين ، الذين ينتظرون نهاية الشهر بفارغ الصبر لاستلام رواتبهم ، هذه الرواتب التي أصبحت طريقاً لإذلال وإهانة الناس .. طريقاً لتركيع الموظف وجعله عبارة عن متسول ، بإمكانه القبول بأي شيئ .. نصل الراتب أو ربع الراتب ، المهم أنه يُريد أن يؤمن احتياجات أطفاله .
 
عندما تم إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994م ، كان أبناء قطاع غزة هم النواة الأولى لبنائها ، في ظل رفض تام من قبل أبناء الضفة الفلسطينية للعمل آنذاك في الأجهزة ألمنية أو المؤسسات ، وكنا نجد صعوبة في تجنيد الشباب في الضفة إلا من رحم ربي من أبناء المخيمات والقرى ، مما اضطر السلطة الوطنية في حينه إلى الاستعانة بأبناء غزة للعمل هناك ، هؤلاء الأبطال الذين ذاقوا مرارة التفرقة العنصرية ، وتم أهانتهم في مراكز الشرطة ، لدرجة وصلت إلى إطلاق شعارات لا للاحتلال الغزاوي .
 
كُل هذه الأحداث تجعلنا نستذكرها اليوم ، لتكون عبرة للبعض ، هؤلاء الذين يريدون قطع رواتب غزة ، لكنهم ينتظرون الحجة ، فمنهم من قالها دون خجل علناً ، ومنهم من قالها في الكواليس ، ومنهم من يحاول أن يقولها بمزيد من التصريحات اليومية عن الرواتب دون اختصاصه ، وهذه كلها مقدمات على ما يبدوا لقطع الرواتب في ظل وضع سياسي صعب تعيشه السلطة الوطنية وستعيشه أكثر بعد أن تتقدم بمشروع الدولة في الأمم المتحدة بعد الانتخابات الأمريكية .
 
وللدلالة على أن رواتب الموظفين هي ألعوبة بيد السلطة الوطنية الفلسطينية ممثلة بالرئاسة والحكومة ، فإن التصريحات بشأنها تتضارب شهرياً ، ويكون الصراع الإعلامي هو حليف الموظفين ، فيتبرع الوزير مجدلاني بالحديث عن صرف الرواتب في موعد أقصاه الأسبوع الحالي ، ثم تقوم وزارة المالية بالنفي ، ولا تقوم الناطقة بإسم الحكومة بأي تعليق ، في إشارة إلى أنها قمة الترهل وعدم الانضباط الوظيفي ، فمن خول وزير العمل الحديث عن الرواتب ، وما شأنه في ذلك ، أم أن الموظفين هم السلعة الرخيصة لتجارة الوزراء الذين لا عمل لهم سوى التصريحات الإعلامية .
 
الوزير مجدلاني يضع نفسه دائماً في موضع الإحراج ، ففي كُل شهر يتبرع للحديث عن الرواتب ، وفي كُل مرة يكون تصريحه منافي للحقيقة ، لكن على ما يبدوا أن إصراره على تكرار ذلك يأتي من رغبته في تولي موقع وزير الإعلام إلى جانب حقيبة العمل ، أو أنه يُريد أن يُرسل رسالة مفادها أنه في قمة اتخذا القرار بالسلطة الوطنية وفي مجلس الوزراء .
علينا الكف عن هذا العبث ، وعلينا الانضباط الأخلاقي والوظيفي ، ولتتركوا الموظفين وشأنهم يا معالي الوزير ، فحتى لو صرفت الرواتب في موعدها أو لم تصرف ، فمثالكم من الوزراء تخطوا التفكير في ذلك منذ عام 1995م ، عندما كون معظمكم الثروات من أموال الشعب الفلسطيني ، وقام أكثركم ببناء المشاريع القصور والعمارات ، والراتب آخر تفكيركم .
 
لقد آن الأوان لكي نكون أكثر أخلاقاً ، فشعبنا سئم كُل الوزراء ، وسئم السلطة بكافة مؤسساتها ، لأن المواطن يُريد سلطة تكون معينه له ، لا أن تكون عبئاً عليه .. يريد سلطة حقيقية تقول الكلمة مرة واحدة ، لا سلطة تتعامل معه كمتسول ينتظر الشفقة منها كُل نهاية شهر ، ويكفينا شعارات كذابة ورنانة عن الشفافية والديمقراطية والحُكم الرشيد ، فشعبنا يُريد قبل كُل شيئ مقومات الحياة ، ومن ثم يفكر في مقومات البناء والإبداع والتنمية والحكم الرشيد .