أرض كنعان/ وكالات/ جاء تلميح وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إلى إمكانية تفادي توجيه ضربة وشيكة إلى سوريا، بمثابة "القشة" التي تعلق بها نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وحلفاؤه من الروس، لإجهاض مساعي الرئيس الأميركي، باراك أوباما، لشن عملية عسكرية ضد نظام دمشق.
ففي المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره البريطاني وليام هيغ في لندن، فاجأ كيري الجميع بإجابته على سؤال عما إذا كانت هناك طريقة ما لتفادي الضربة العسكرية على سوريا، بقوله إنه ينبغي على الأسد تسليم كل ما لديه من أسلحة كيميائية خلال أسبوع، إلا أنه استبعد أن يستجيب مسؤولو دمشق إلى هذا الشرط.
ولكن بعد قليل من تصريحات كيري، التي تزامنت مع لقاء جمع بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره السوري وليد المعلم، خرج الأول ليعلن أن موسكو اقترحت على دمشق إخضاع ترسانتها من الأسلحة الكيميائية إلى رقابة دولية، إلا أنه شدد على ضرورة أن يرتبط ذلك بعدم توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا.
وبينما أكد لافروف أن موسكو ليس لديها أي علم بما إذا كانت دمشق ستقبل هذا المقترح أم لا، معرباً عن أمله في "رد سريع وإيجابي"، جاء الرد سريعاً من نظام الأسد، حيث أعلن المعلم موافقة سوريا على هذا المقترح، قائلاً إنه يأتي "انطلاقاً من ثقتنا بحكمة القيادة الروسية، الساعية لمنع العدوان الأمريكي على شعبنا."
وأمام هذه الردود المتسارعة من جانب دمشق وموسكو على ما طرحه كيري، سارعت الخارجية الأميركية، وعلى لسان المتحدثة باسمها، جينيفر بساكي، إلى التأكيد على أن "الوزير كيري كان يتحدث بشكل مجازي عن استحالة وعدم إمكانية أن يسلم (الأسد) الأسلحة الكيميائية، التي ينفي أنه استخدمها."
وتابعت بساكي، أن "النقطة التي أثارها (كيري) هو أن هذا الدكتاتور المتوحش بتاريخه في التلاعب والمراوغة بالحقائق، لا يمكن الوثوق به ليسلم الأسلحة الكيميائية، وإلا كان قد فعل ذلك منذ فترة طويلة.. ولهذا فإن العالم يجد نفسه في مواجهة هذه اللحظة."