أرض كنعان/ وكالات/ صحيفة "ذي انترناشونال هيرالد تربيون" الاميركية مقالا لاثنين من مراسليها هما مارك لاندلر وتوماس هنكر، تناولا فيه ما كشفت عنه القيادة العسكرية الاميركية من تفصيلات للمرة الاولى لاجتثاث الحرب الدموية في سوريا، واشارت الى ان حملة لتغيير كفتي الميزان بالنسبة للرئيس السوري بشار الاسد لصالح المعارضة تمثل التزاما واسعا يتكلف بلاييين الدولارات وقد يرتد على الولايات المتحدة. وفيما يلي ما جاء في هذا المقال:
كانت الرسالة التي حملت قائمة الخيارات والتي بعث بها رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي الى رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ كارل ليفن، أول خطوة تتخذها القوات المسلحة لتشرح بوضوح ما تعتبر انه مواجهة هائلة للتدخل في الحرب.
وصدرت الرسالة في وقت اعرب فيه البيت الابيض عن تحديد تورطه العسكري ضمن اطار تزويد الثوار ببنادق خفيفة واسلحة اخرى بحيث ان ذلك يعني ضمنا انه لا يستبعد عدم امكان تنحي الاسد بالقوة في وقت قريب.
والخيارات التي تتراوح بين تدريب قوات المعارضة الى القيام بقصف جوي واعلان منطقة حظر الطيران فوق سوريا، ليست جديدة. لكن الجنرال ديمبسي قدم تفصيلات تتعلق باللوجستيات والتكاليف المتعلقة بكل واحدة من ذلك. وقال ان عمليات القصف بعيد المدى ضد الاهداف العسكرية للحكومة السورية تتطلب "مئات من الطائرات، والسفن والغواصات وغيرها من الاجهزة المساعدة"، وان التكاليف تصل الى "البلايين".
والجنرال ديمبسي هو اعلى ضابط عسكري في الولايات المتحدة، اعد هذه الرسالة غير المكتومة من ثلاث صفحات بناء على طلب ليفن، في اعقاب شهادته الاسبوع الماضي واعرب فيها عن اعتقاده بان الاسد سيظل في الحكم الى ما بعد سنة من الان.
وفي ذلك اليوم فان البيت الابيض بدأ يحرص على مراهناته بشأن مصير الاسد. اذ بعد القول لحوالي سنتين ان ايام الاسد معدودة، قال السكرتير الصحفي جاي كارني انه "فيما تنتقل المكاسب في ارض المعركة، فان بشار الاسد لن يحكم سوريا كلها في راينا مرة اخرى".
والجزء الاخير من التصريح يمثل تغييرا حاذقا وان كان مهما في صيغة البيت الابيض: انه اقرار جلي انه بعد المكاسب الاخيرة التي حققتها قوات الحكومة في وجه معارضة متفاوتة، فانه يبدو ان الاسد سيتمسك بالسلطة في المستقبل المنظور، وان كان ذلك على قطاع فقط من سوريا المقسمة.
وقال احد قادة المعارضة السورية امس في رسالة الكترونية ان هناك احتمالا كبيرا بان يصل السلاح الاميركي خلال اسابيع قليلة. وقال "اعتقد ان الموعد سيكون اب (اغسطس)".
وقال الجنرال ديمبسي في رسالته ان الجيش مستعد لتنفيذ الخيارات التي تشمل اعمال التدريب والمشورة ومساعدة المعارضة اذا اصدر الرئيس امره بذلك: للقيام بعمليات قصف محددة، واقامة منظمة حظر الطيران، والاعلان عن مناطق عازلة، واحتمال ان يتم ذلك عبر الحدود مع تركيا او الاردن، والسيطرة على مخزون الاسد من الاسلحة الكيميائية.
وجاء في رسالة ديمبسي ان "من المحتمل ان تؤدي كل هذه الخيارات الى اتساع اطار الهدف العسكري الضيق لمساعدة المعارضة وبذل مزيد من الضغط على النظام". لكنه اضاف انه "ما ان نقوم باتخاذ اجراء، فان علينا ان نكون مستعدين لما يأتي بعده. تورط اكثر عمقا يصعب تحاشيه".
وقال ديمبسي ان استخدام القوة"لا يقل عن المشاركة في الحرب"، وقال من المحتمل ان "نعزز عن غير قصد المتطرفين او ان نطلق الاسلحة الكيميائية التي نرغب في السيطرة عليها من عقالها".
ولم يعرب اوباما عن رغبته في ارتباط عسكري اوسع في سوريا، واذا كانت رسالة الجنرال ديمبسي قد اوضحت اشياء، فانها كشفت عن تردد الرئيس. ويقول بعض المحللين انهم يعتقدون ان الهدف من اللغة الغامضة التي استخدمتها الادارة بشأن الاسد هو ايجاد قاعدة لواقع طويل الامد لسوريا المقسمة.