كتب هشام ساق الله – يوم ملتهب حار جدا السادس عشر من اب اغسطس عام 1988 تظاهر فية الأسرى في معتقل أنصار 3 بصحراء النقب متحدين غطرسة الاحتلال الصهيوني وجرت مواجهه بكل ما أوتي به المناضلين فلم يبق شيء الا لعنوا فيه هؤلاء المحتلين وفرض منع التجول على الخيام ولكن اسعد رفض ان يدخل خيمته وتصدى لقائد المعتقل المدعو تسيمح بصدره العاري متحديا اياه ان يطلق النار .
فأطلق النار عليه وارده شهيدا واستشهد يومها شاب من مخيم جنين يدعى بسام السمودي وقد استشهد اسعد يومها على يدي الاخ المناضل عبد الله ياغي موجه القسم في ذلك الوقت الذي تم استدعائه للتحقيق معه واصر على انه قتل بشكل مباشر وتم وضعه على جهاز كشف الكذب عدة مرات .
من شاهد تلك اللحظات داخل المعتقل يشعر ببطولة اسعد هذا الشاب النحيف الأبيض الوجه الملون العينين الطيب ابن حي الشجاعيه الذي كان زائرا دائما في معتقلات أنصار 2 وأنصار 3 وعتليت العسكري وهو الذي كان يصنع علاقة اجتماعيه من اول مرحبة تقولها له شاب رائع رحمه الله .
عرفته يوم تم إطلاق سراح أخونا وصديقنا الاخ ماجد برهان ابورمضان الذي كان معتقلا في أنصار 3 يومها كنت عنده بالبيت وجاء لزيارته الشهيد اسعد الشوا مسلما عليه فقد كانا صديقين داخل المعتقل وتم الإفراج عن اسعد قبل ماجد بشهر تقريبا وكانت بينهما علاقة نسب فأم ماجد من عائلة الشوا وكان ماجد يقول له ياخال .
يومها دخل اسعد البيت ونادي وينك يا بنت عمي بصوت عالي وهو لم يراها بحياته سوى انها من عائلة الشوا وأصر الا ان يسلم عليها وفعلا كان له ما أراد وسلم عليها وجلسنا بغرفة الضيوف وبدأت بيني وبينه علاقة كأننا نعرف بعضنا منذ سنوات فهو اجتماعي من طراز فريد من نوعه وبدا يحدثني عن النقب وأنصار 2 في غزه وتجربته .
ولعل أطرف ما لازلت اذكره من اسعد انه في إحدى أيام ألانتفاضه الأولى ارد اسعد والشباب ان يصعدوا الأجواء ويخوضوا مواجهه ولم يجدوا إطارات السيارات القديمة التي يشعلوها إيذانا بدء التصعيد وبحث بكل مكان في حي الشجاعيه عن تلك الإطارات ولم يجد فلاحظ وجود اربعه منها على سطح احد اليوت القديمه فيها فذهب الى السيدة العجوز ودفع لها ثمنها وأخذها وقام باشعالها .
رحم الله اسعد فهو شاب مناضل وبطل كان دائما الاعتقال والمشاركة باي مواجهه مع الكيان الصهيوني وكان حرا وأبيا لا يرضى الضيم وقد كان نشيطا بحزب الشعب الفلسطيني وكان وطنيا ووحدويا من طراز فريد هؤلاء الشهداء يعطون المثل الأعلى والدور الايجابي وهم على قيد الحياة كأنهم يعرفون أنهم يكونوا شهداء.
ففي 16آب/أغسطس 1988السلطات الإسرائيلية ترتكب مجزرة في معتقل أنصار 3 في النقب، حيث أطلقت قوات الاحتلال النار بشكل عشوائي على الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين مما أدى إلى استشهاد وجرح العديد منهم. وحملت اللجنة الدولية للصليب الأحمر سلطات الاحتلال مسؤولية قتل اثنين من المعتقلين بالرصاص ، موضحة أن 3500 مواطن فلسطيني يرزحون في هذا المعسكر وان اللجنة الدولية أوقفت الزيارات إليه.
واذكر حين وصل جثمان اسعد فرضت قوات الاحتلال منع للتجول على جميع أنحاء مدينة غزه وتم دفنه بحراسه مشدده ورغم ذلك كان تكبيرات أهالي المدينة تدوي بشكل مسموع ومرتفع وتم قطع التيار الكهرباء يومها فقد كانت ليله حزينة ولن أنساها ما حييت .
سجل اسعد الشوا وبسام السمودي اسمهما باحرف من دم على ارض النقب الفلسطينية وستبقى سيرتهم وذكراهم منارة لكل المناضلين من بعدهم حتى تحرير فلسطين كل فلسطين .