Menu
11:59أطفال القدس يبدؤون مخيمهم بالمغرب بحلقة عن البيئة والمناخ
11:53الشيخ الأسير الباز يواصل إضرابه لليوم الخامس على التوالي
11:52صرف مخصصات ذوي الشهداء والجرحى والأسرى والمحررين غدا
11:51"المالية" تنشر إحصائية عملها بمعابر غزة أمس الأحد
11:49كهرباء غزة: يجري العمل على التوافق بين وصول الماء والكهرباء للمواطنين
11:48"التعليم" تعلن عن منح دراسية في موريتانيا ومصر
11:48الاحتلال يهدم بؤرة استيطانية قرب رام الله للمرة الثانية
11:12نعت الشهيد "الشحام".. الجهاد: عمليات الاحتلال في مدننا خشية تصاعد المقاومة
11:11غانتس: سنشكل فريقا لحماية المناطق القريبة من قطاع غزة
11:10"المرور" بغزة: 3 إصابات في 8 حوادث سير خلال الـ 24 ساعة الماضية
11:09وحدات القمع الإسرائيلية تقتحم سجن "رامون"
11:08عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى
11:07حالة معابر قطاع غزة لهذا اليوم
11:05صحيفة عبرية: بهذه الطريقة يمكن التأثير على الوعي العربي
11:04جيش الاحتلال يستبدل قائد فرقة غزة

أين المصلحة الوطنية في الموت؟

كتب: طارق وليد النجار 

تبني المنظومة الغربية مفهومها للدوافع السياسية على مفهوم المصلحة والمنفعة، فترسم مسار توجهات الدول والأحزاب وحتى الشخصيات من خلال هذا المنطق، وهو ما تطلق عليه العقلانية؛ فالعقلانية_ حسب المفهوم الغربي_ تدفع الإنسان لكسب هذه المنفعة والعمل على الحفاظ عليها بكل السبل الممكنة.
سعت المنظومة الغربية لتمليك الفلسطيني منفعة مادية تمثلت في سلطة على الأرض لها صلاحيات؛ بالضرورة سيسعى للحفاظ عليها بكل السبل؛ هذا المنطق الذي انطلق منه الجنرال الأمريكي كيث دايتون؛ فعمل على تقوية الأجهزة الأمنية في الضفة ماديا، وكذلك أحدث تغييرا في بنية الاقتصاد الفلسطيني في الضفة المحتلة؛ الأمر الذي أنتج موظفا أمنيا فلسطينيا يرى في محاربة المقاومة مصلحة شخصية ووطنية من دوافع اقتصادية، وكذلك مواطن فلسطيني يرى في المقاومة ثمنا باهظا يؤثر على مصالحه الاقتصادية وليس السياسية، وهذا مفهوم "السلام الاقتصادي".
أثبتت الفكرة مع مرور الوقت فشلا كبيرا لسببين؛ أولاهما الطبيعة الصهيونية الأمنية التي لا تعيش إلا على القتل والاعتقال؛ والثاني الطبيعة الثورية للشعب الفلسطيني الذي يعتبر الروح الوطنية والنضال الشعبي مصدر الفخر الأول؛ فلقد توارث الشعب الفلسطيني تمجيد الشهداء والأسرى والجرحى؛ إضافة إلى الأجر الأخروي الذي يتلقاه الشهيد نظير تقديم دمه وروحة في سبيل قضية عادلة؛ لها قدسيتها الدينية؛ وهذا ما لا تجد النظريات الغربية تفسيرا له.
 تغول الصهاينة على الدم الفلسطيني عبر عقود سبعة خلت ومن قبلها بريطانيا؛ لم تجدي نفعا ولم تثني الفلسطيني عن أرضه وحقه؛ بل هذا التغول يأتي بنتائج عكسية ولا يخدم المصالح الصهيونية؛ فتقديم الفلسطينيون عشرات آلاف الشهداء على طول الخط الزمني للثورة؛ أكسب الثورة بعدا أخر غير بعد الأحقية التاريخية والدينية وهو البعد الثأري؛ فلا تخلو قرية أو بيت أو عائلة من شهيد أو أكثر؛ فارتقاء كل شهيد كفيل بإيقاد نار الثأر في قلب كل عائلة شهيد؛ هذا الثأر الذي ينتظره الشعب الفلسطيني عقب كل عملية اغتيال لشهيد أو أكثر من أبناء الشعب الفلسطيني يجعل وقود الثورة مستمرا حتى التحرير.

عملية الثأر يجب دراستها دراسة جيدة؛ فردة الفعل المتسرعة غالبا ما تأتي بنتائج عكسية؛ في ظل جهوزية المحتل لمثل هذه الردود؛ فالأجدى نفعا دراسة الحالة جيدا، والانطلاق بخطة مقاومة تستمر لأشهر وسنين؛ تتضافر فيها الجهود الحزبية مع الشعبية مع الأخذ بعين الاعتبار تفعيل الساحات الفلسطينية ما أمكن ذلك بالتدرج الممكن؛ وهذا الذي يبدو ملامحه تلوح في الأفق؛ لذلك لا أبالغ إنْ قلتُ أن الصراع على أعتاب الدخول في مرحلة جديدة.