Menu
20:49قطار "يافا-القدس".. أقدم معلم أثري يُحوله الاحتلال لمركز تجاري استيطاني
20:48قائد فيلق القدس: "إسرائيل" أصغر من مواجهتنا
20:46ناشطون يدينون قرار أوقاف القدس منع الاعتكاف بالأقصى
20:44الأسير عواودة يواصل إضرابه عن الطعام لليوم 42
20:25بالأسماء.. الفائزين بالقرعة العلنية لقرض الزواج الحسن بغزة
15:44الأحمد : العدوان يجب أن يجابه بكل أشكال المقاومة المتاحة
15:42"الشعبيّة": التصعيد الإسرائيلي مخطط لفرض الرؤية الاستعمارية
15:415 شهداء خلال 24 ساعة برصاص الاحتلال في الضفة
15:39حماس تزف شهداء الضفة وتدعو لمواصلة مقاومة الاحتلال
15:38"التعاون الإسلامي" تدين انتهاكات الاحتلال بحق الأقصى
15:37الجهاد الإسلامي: الاحتلال لن ينجو من ثأر المقاومين
15:35يديعوت: المواجهات تمتد لغالبية الضفة وتوقعات بتصعيدها
15:3360% من الأكاديميين الأميركيين يعتبرون "إسرائيل" دولة فصل عنصري
15:32الاحتلال يعتقل الناشط الشبابي المقدسي نضال عبود
15:31خريشة: الاحتلال يرتكب جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني

قطار "يافا-القدس".. أقدم معلم أثري يُحوله الاحتلال لمركز تجاري استيطاني

"القطار العثماني القديم" أو "قطار القدس- يافا"، خط سكة حديد أنشأه الفلسطينيون خلال العهد العثماني، لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي عملت على طمس معالمه العربية الإسلامية، وما تزال تسعى إلى تحويله لمركز تجاري واستيطاني.

ويعتبر أول خط سكك حديد يتم إنشاؤه في فلسطين، ومن أوائل خطوط سكك الحديد في الشرق الأوسط، بدأت أعمال الإنشاء في 31 آذار/مارس 1890، وتم افتتاح الخط يوم 26 أيلول/ سبتمبر 1892.

وكان قياس السكة يتسم بالضيق نوعًا ما، حيث تم إنشائها على قياسى 1,000 ملم (3 قدم 3 3/8 بوصة) مع وجود العديد من المنحنيات الضيقة والانحدارات، وقد كان الجزء الشرقي من الخط بين دير آبان (بيت شمش لاحقًا) والقدس يتسم بالمسارات الحادة والمتعرجة.

وفي عام 1915، وأثناء الحرب العالمية الأولى، عمل الجيش العثماني على توسيع قياس المسار بين اللد والقدس إلى 1,050 ملم حتى يُتاح ربطه مع سكة حديد الحجاز، ومن ثم إزالة المسار المخصص للاستخدامات العسكرية بين المدينتين إلى مكان آخر.

وفي عام 1998، أغلقت سلطات الاحتلال خط السكة لإجراء بعض الإصلاحات فيه، وعاودت افتتاحها في العام 2005، باستثناء خط السكة الذي كان يمر من حي البقعة و(المستعمرة الألمانية) حتى بيت صفافا، وأصبح ينطلق من منطقة أخرى هي قرية المالحة المهجرة، وقرى مهجرة أخرى مثل "عتوف ودير ابان ودير الشيخ"، حتى مدينة يافا.

شاهد على عروبته

وكما كل المعالم والآثار الفلسطينية التاريخية العريقة الموجودة منذ ما قبل نكبة عام 1948، تعمل "إسرائيل" على ربط المكان بتاريخها الُمزور، رغم الشواهد الكثيرة التي تثبت فلسطينيته وهويته العربية من بدايته حتى نهايته.

ومجمع محطة "القطار القديم" مقام على مساحة إجمالية تبلغ حوالي 75 دونمًا، يقع في حي البقعة جنوب غربي البلدة القديمة في القدس المحتلة والمستعمرة الألمانية، وبين شارعي أدرويش بيت لحم- الخليل.

ويستخدم المجمع حاليًا مكانًا للترفيه، توجد به مطاعم واستخدامات ثقافية وترفيهية، ويمر بحديقة السكك الحديدية.

وصادقت لجنة "التخطيط والبناء اللوائية" الإسرائيلية على تحويل مجمع المحطة "القطار القديم" إلى مركز تجاري وبناء 600 وحدة استيطانية، ومركز ثقافي وترفيهي صاخب بالقدس، وذلك في عطلات نهاية الأسبوع.

وقالت بلدية الاحتلال في بيان لها، علقته على لوحة الإعلانات الخارجية، إنه تمت الموافقة أيضًا، على خطتين ضخمتين بمجمع المحطة تشتملان على 500 وحدة استيطانية في ثمانية مبانٍ من 10 إلى 5 طوابق ومناطق تجارية وتوظيفية وفنادق.

وأوضحت أنه تمت الموافقة على المخطط الثاني - "المجمع ج" - على مساحة حوالي 13.1 دونم، حيث تقترح الخطة إنشاء ثلاثة مبانٍ من 10 إلى 5 طوابق، مع 270 وحدة سكنية.

وتشمل الخطة أيضًا 70 غرفة فندقية و3000 متر مربع للعمل والتجارة على جبهات تجارية على طول الشوارع، ومنطقة عامة مفتوحة بمساحة 2.3 دونم.

طمس وتهويد

وقال المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب  إن مصادقة الاحتلال على تحويل "القطار القديم العثماني" لمركز تجاري واستيطاني يأتي استكمالًا لمشاريع التهويد والاستيطان لبسط مزيد من السيطرة وتهويد الأرض في مدينة القدس.

ويوضح أن سلطات الاحتلال تسعى لاستهداف التاريخ والهوية العربية الإسلامية من خلال تحويل أهم معالم المدينة وأقدمها إلى مراكز ترفيهية وفنادق ووحدات استيطانية، تضم 600 وحدة، بالإضافة إلى المراكز التجارية.

ويضيف أن "القطار القديم" يعد معلمًا أثريًا بارزًا وهامًا، كان يشكل سمة الوحدة بين الأقطار العربية والإسلامية، لأنه كان يربط بين بلاد الشام والحجاز.

لكن "إسرائيل" عملت بعد احتلالها مدينة القدس على تجيير محطة القطار حتى بات يصل إلى داخل فلسطين التاريخية، ويربط بين القدس ويافا وحيفا وعكا وغيرها.

ووفقًا للخطة الإسرائيلية، التي وضعت إطارًا لتطوير مجمع استيطاني وتوظيفي وفندقي مختلط، سيتم ربطها بالقطار الخفيف بالمستوطنات داخل وخارج "حدود القدس" - القطار الخفيف – و"التلفريك" الذي سيكون بمثابة مدخل إلى البلدة القديمة وحتى محطة السكك الحديدية الثقيلة، على طول الخط القادم من "تل أبيب" للمنطقة الصناعية في اللد.

وبهذا الصدد، يوضح أبو دياب أن موقع القطار سيشكل بداية لانطلاق القطار الهوائي "التلفريك" التهويدي، والذي سيصل إلى بلدة سلوان وباب المغاربة، وصولًا للبلدة القديمة.

وبتحويله إلى مركز تجاري، تسعى سلطات الاحتلال لطمس هذا المعلم التاريخي ومسحه من الذاكرة، وإلغاء أي رمز أو دلائل شاهدة على عروبته وهويته الفلسطينية، وعلى تاريخ القدس والوجود العربي فيها. وفق أبو دياب

ويؤكد أن بلدية الاحتلال تتعمد تعزيز الاستيطان ودعمه بكل أنحاء المدينة، من أجل تكريس تواجد المستوطنين فيها، وضمان تسهيل حياتهم وحركة تنقلهم.

ويضيف أن كل المخططات الاستيطانية هدفها فرض واقع سياسي ديمغرافي حضاري لتغيير طابع وتراث المدينة وسلخها عن هويتها وتاريخها العريق، وتحويلها لأبنية ومجمعات لا تدلل على حضارتها وتاريخها الحقيقي.