Menu
12:47"الصحة " تعلنُ آخر مستجدّات كورونا في قطاع غزة
12:39قاسم: شعبنا يُسجل إنجازا جديداً ومهماً بعد انسحاب المستوطنين من جبل صبيح
12:36مقتل شاب في جريمة اطلاق نار بالناصرة
12:34الهلال الأحمر: 294 إصابة بمواجهات مع الاحتلال في بيتا وأوصرين
12:30عضو كونغرس تعرب عن قلقها من هدم المنازل الفلسطينية في القدس
12:29مستوطنون يؤدون طقوسا تلمودية على أبواب الأقصى
12:25كشف المسافرين عبر معبر رفح ليوم غدٍ الأحد 4-7-2021
12:24"أبو دياب": إذا تجاوز العدو الخطوط الحمراء فإن المقاومة ستنتصر للقدس
12:01القوات الأمريكية تُسلم قاعدة باغرام العسكرية إلى "الأفغان"
11:59قناة عبرية: حكومة الاحتلال تدرس آلية جديدة لإدخال الأموال القطرية إلى غزة
10:33مستوطنون يقتلعون الأشجار المثمرة جنوب نابلس
10:28السيسي يفتتح اليوم قاعدة "3 يوليو" البحرية على الساحل الشمالي الغربي للبلاد
10:21مواجهات واعتقالات في القدس والضفة الغربية
10:15لجان المقاومة تعقيبًا على انتصار بيتا: الصمود والتمسك بالحقوق هي السبيل الوحيد لطرد المحتل
10:13أسعار صرف العملات في فلسطين مقابل الشيكل .. السبت 3-7-2021

فلسطينيو الـ48 يرفضون المخططات الإسرائيلية لـ"تدجينهم"!

بقلم / عدنان أبو عامر

لم تشكل الهبة الشعبية في الأسابيع الأخيرة داخل المدن العربية الفلسطينية المحتلة داخل دولة الاحتلال احتجاجات على ظروف معيشية أو أوضاع اقتصادية سيئة، بل حدثًا وطنيًا له معنى محدد في القانون على أنه عمل من أعمال الرفض السياسي لهذه الدولة.

ومثلما لم يعد العدوان الإسرائيلي على غزة في مايو 2021 "جولة" روتينية من القتال، فإن الأحداث التاريخية التي وقعت في المدن العربية، عبَّرت بصورة واضحة عن حقيقة العلاقة القائمة بين الدولة المحتلة، والشعب الواقع تحت الاحتلال، في القصة التي لا تنتهي لهذا الصراع العرقي القومي، متعدد الأشكال.

تتضافر أحداث مايو 2021 مع حدثين عنيفين مهمين وقعا على مدار تاريخ علاقات الدولة الصهيونية مع فلسطينيي الـ48، الحدث الأول عُرف باسم "يوم الأرض" في آذار 1976، والثاني عُرف بـ"هبة أكتوبر 2000"، واندلعت تحت رعاية مفاوضات كامب ديفيد، وانهيار اتفاقات أوسلو.

وقعت أحداث يوم الأرض في مارس 1976 في ظل قضية الأراضي المصادرة في منطقة الجليل، في حين وقعت أحداث أكتوبر 2000 على خلفية اقتحام أريئيل شارون للمسجد الأقصى، واندلعت أحداث أيار 2021 في محيط الأجواء الساخنة في القدس وحي الشيخ جراح.

كل هذه الأسباب كانت مجرد محفزات خارجية دفعت عجلة الأحداث إلى الأمام، وقد عبَّرت عن تحدٍ صريح من جانب فلسطينيي الـ48، بما في ذلك أجزاء من قيادتها، لنموذج العلاقات الذي تحدده إسرائيل لتنظيم علاقاتها معهم.

لقد تم تشكيل جذور هذا النموذج بعد حرب 1948، ولم تتغير حتى يومنا هذا، واستند للفهم بأنه لا يوجد حل حقيقي لـ"القضية العربية" في إسرائيل، لأنه لا يمكنها استيعابهم، أو تعريفهم بأنهم أقلية قومية لنفس السبب الذي يجعل هذه البدائل تهدد الطابع اليهودي للدولة وأمنها، وفق التعريف الإسرائيلي، وكان البديل الوحيد هو تعريفها بأنها نوع من "الجيب" الاجتماعي والسياسي داخل الفضاء الإسرائيلي.

هذا هو التحدي الرئيس الذي واجهته كل الحكومات الإسرائيلية، عندما تم تعريف محتوى "الجيب" في كل فترة بشكل مختلف: في الستينيات من خلال فكرة التكامل السياسي البيروقراطي لأجزاء من القيادة العربية؛ وفي السبعينيات والثمانينيات من خلال فكرة تقليل الفوارق الاجتماعية والاقتصادية؛ ومن التسعينيات من خلال فكرة المساواة السياسية.

لكن فلسطينيي الـ48 لم يكتفوا أبدًا بهذه النماذج من الامتيازات، وسعوا لتحطيم نموذج الجيب الذي لم يقدم لهم النموذج المثالي، انطلاقًا من الرغبة بتعريف وطني جماعي، مصحوبًا باحتجاجات واشتباكات بين العرب واليهود وقوات الجيش، وهكذا عكست أحداث مايو 2021 محاولة تحطيم نموذج الجيب، وهكذا بددت أحداث مايو 2021 أي فرص بنجاح نموذج السلام الاقتصادي الذي يسعى اليمين الإسرائيلي لتحويله إلى قيم وطنية سياسية، على غرار اتفاقيات التطبيع.