Menu
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر
12:07الخارطة الوبائية لـ"كورونا" بالقطاع
12:05"إسرائيل": التطبيع مع السودان ضربة لحماس وايران
12:02"اسرائيل " علينا الاستعداد لما بعد ترامب
12:01الاحتلال يقتحم البيرة ويخطر بإخلاء مقر مركزية الإسعاف والطوارئ
11:59"الاقتصاد" بغزة تجتمع بأصحاب شركات مستوردي فرش الغاز
11:51«الديمقراطية»: سيقف قادة الاحتلال خلف قضبان العدالة الدولية
11:51الوعى الاستثنائى فى فكر  د.فتحى الشقاقى
11:47قيادي بحماس يتحدث عن "أهمية رسالة السنوار لرموز المجتمع"
11:45مستوطنون يقتحمون قبر يوسف بنابلس
11:40مقتل سيدة ورجل بالرصاص في باقة الغربية واللد
11:28الإمارات تسرق "خمر الجولان" السوري وتنصر "إسرائيل" ضد BDS
11:26صحيفة: تفاهمات بين القاهرة وحماس حول آلية جديدة لعمل معبر رفح

قلعة شقيف ونداء د. ناصر اللحام .. بقلم د.مازن صافي

قلعة شقيف ونداء د. ناصر اللحام 


بقلم د.مازن صافي

 

إنها قلعة شقيف تلك القلعة التي أطلق عليها الصليبيون اسم قلعة " بوفورت " .. لقد انتهت الغارات عليها باستشهاد المقاتلين الفلسطينيين الأحد عشر الذين كانوا يدافعون عن الوجود الفلسطيني والكرامة العربية .. استشهدوا تحت القصف العنيف .. لقد استبسلوا ولم يستسلموا .. اسقطوا قبل استشهادهم طائرة فانتوم صهيونية وأخرى هليكوبتر حربية ..لقد كانت القلعة نموذجا مشرفا لهزيمة جيش الاحتلال الصهيوني في لبنان .

 

كان قتالهم ممزوج بالإيمان والاستماتة دفاعا عن الأرض والمبدأ .. كانوا جنود فتح الأوفياء .. " شقيف " هي كلمة السر للصمود العربي والفلسطيني في الاجتياح الإسرائيلي لـ لبنان .. لقد كانت معركة شقيف في 19/8/1982.. الفلسطيني هناك قاتل بضراوة حتى النهاية من خلال حسه الوطني بما يواجه شعبه من مجازر ومحاولات للإبادة .. في المؤتمر السادس عشر للمجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر صفق الحضور طويلا للقائد ياسر عرفات عندما ذكر الشهداء .. شهداء قلعة شقيف .. لقد وقف الجميع لهم تبجيلا .. كما نقف اليوم كلما ذكر اسم القائد الرمز الشهيد أبو عمار ياسر عرفات .. رحمهم الله جميعا ..
ولكي لا ننسى يجب أن تبقى شقيف حاضرة في تاريخ حرب 1982 .. علينا أن نقرأ شهادات أحد الضباط الصهاينة الذين كانوا يمارسون الإرهاب والقتل في حرب لبنان حيث قال عن معركة قلعة شقيف : " كان عددهم 33 فلسطينيا، ومعظمهم من قوات "فتح"ولم نأسر أي منهم لانهم قاتلوا حتى الموت، ولم يستسلم أحد، لقد دهشنا جميعا من ضراوة مقاومة هؤلاء الفلسطينيين، وهذا ما دفع رئيس هيئة الاركان ايتان لاداء التحية العسكرية لهم .. وأيضا بانتهاء المعركة / الحرب جاء رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها "مناحيم بيغن" ليقدم تحية عسكرية لراسم وجنوده " . ويضيف " دخلنا إلى القلعة ووجدنا أن كل الفدائيين الثلاث والثلاثين شهداء .."
نعم لقد ارتقوا الى العلياء شهداء كل واحد يحضن بارودته ووسادته فلسطين القادمة .. والجدير بالذكر أنه كان بينهم مقاتل يمنى بارع في الحرب والصمود .. وهنا علينا أن نذكر ونتذكر الشهيد يعقوب سمور( راسم) " ابن قرية "قبلان " كان القائد الفدائي في قلعة الشقيف خلال غزو الإسرائيليين للبنان سنة 1982، وراسم الفدائي اقر الرأي على المواجهة ، بل على أن يصنع الحياة بالمواجهة .. لهذا كثيرا ما يتربط اسم قلعة شقيف باسم " قلعة راسم " ..
يقول الجنرال شاؤول نكديمون: " هذه الحرب كالمصيدة وقد وقعنا فيها كفئران صغيرة. في قلعة الشقيف فقد الفلسطينيون 30 مقاتلاً لكننا فقدنا خمسة أضعاف هذا العدد._ أكثر من مائتي من جنود النخبة جولاني الصهاينة_ " معركة الشقيف أذهلت بيغن وشارون، فقدنا في معارك الشقيف خيرة ضباطنا وجنودنا."
قلعة شقيف قهرت الصهاينة وأربكت كل خططهم وتحول الفلسطيني البسيط المشرد الذي يعاني من الانقسام و الفقر إلى فلسطيني مقاتل ومقاتل من الطراز الباسل ..نعم لقد كانت شقيف مقبرة للصهاينة ، ولولا النصائح الأمريكية لقيادة الاحتلال الصهيوني بعدم التمركز المستمر حول القلعة لكانت خسائر الجيش الصهيوني الغازي كبيرة جدا ..
شقيف جغرافيا تقع في لبنان .. لكنها في التاريخ الفلسطيني وجغرافيا الثورة الفلسطيني موجودة في أعماق كل فلسطيني .. فكل فلسطيني هو قلعة عنيدة على الاستسلام تعشق الشهادة والاستبسال وتؤمن أن طريق النصر يمر عبر شقيف وصولا الى القدس .. لم يدافع عن شقيف الفلسطينيين وحدهم ..بل كان معهم ثلة مقاتلة من إخوانهم العرب من لبنان واليمن .. فالمعركة العربية واحدة ضد كل من يفكر في أن يعتدي على أي بلد عربي أو منطقة عربية ..هذه المعركة وهذا التحدي تصلح كرسالة الى الربيع العربي أن ثورات التحرر من الظلم يجب أن تتوحد خلف قضية مركزية لها عمقها وأبعادها ومسارها الواضح في واقعنا ، وأعتقد أن القضية الفلسطينية هي القضية الأهم الان والتي لربما تشكل حاضنة لهذه الثورات ، ونحن أهل فلسطين علينا قراءة تاريخنا والاستفادة من التجارب ، فنحن نؤمن بأن القضية الفلسطينية تحتاج الى كل جهد عربي سواء شعبي أو رسمي وأيضا إلى قوة دفع إقليمية ودولية ، إن البندقية التي إنطلقت بها الثورة الفلسطينية أسست لمفردات ثورية ونضالية أجبرت الجميع أن ينظر لمن هم تحت الخيام في سقيع الشتاء وفي حر الصيف على أنهم أصحاب حقوق وقضية ويجب أن تعاد لهم هذه الحقوق ، والقضية الفلسطينية أيضا لها أبعاد إنسانية وحضور في أذهان العالم كله ، لهذا وفي ظل استيراتيجية التحرر علينا أن نؤسس لموائمة الوسائل مع الأهداف وأن نحقق إنجازات وأهداف وإن صغرت أو كانت محدودة في طريق الوصول الى الهدف الاستيراتيجي الأساس وهو إنهاء الاحتلال وزواله .. كل التحية والتقدير لشهداء الثورة الفلسطينية .. لشهداء النضال والمقاومة الباسلة .. ولشهداء معركة شقيف ارفع قبعتي احتراما وإجلالا وإكبارا .

ملاحظة : أضم صوتي الى صوت رئيس التحرير في وكالة معا الاخبارية د. ناصر اللحام الذي تضمن مقالته الأخيرة حول " معركة شقيف وشهدائها " بقوله / الرجاء من قياداتنا والاخوة الذين كانوا في لبنان ، الرجاء من كل من يقرأ هذه المقالة ويعرف اسم اي فدائي كان في قلعة الشقيف ان يتصل بنا لتوثيق هذه المعركة ، وعدم الاعتماد على الارشيف الاسرائيلي