Menu
21:11"الخارجية": تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس "كورونا" في صفوف جالياتنا
21:08"الصحة" بغزة تصدر بيانًا بشأن ازدياد أعداد الإصابات بكورونا
21:06حماس تعقب على إعلان وزير الخارجية الأمريكي بخصوص الأمريكيين المولودين في القدس
21:05واشنطن تصدر أمرا يخص الأمريكيين المولودين في القدس
20:00جيش الاحتلال ينهي مناورات واسعة تحاكي حربًا متعددة الجبهات
19:57"الأوقاف" بغزة تقرر إغلاق 4 مساجد بمحافظتي الوسطى والشمال
19:55إدخال المنحة القطرية لقطاع غزة عبر حاجز "ايرز"
19:54السعودية تسمح بقدوم المعتمرين من الخارج بدءا من الأحد
19:50قيادي بـ"الديمقراطية" يتساءل: ماذا بعد جولات الحوار الأخيرة؟.. وإلى أين؟
19:49نتنياهو يعلق على قرار بيع الولايات المتحدة 50 مقاتلة "إف 35" للإمارات
19:48اسرائيل تبعث رسالة للرئيس عباس عبر ايطاليا.. إليك تفاصيلها
19:46رئيس الوزراء: سنرفع نسبة صرف الرواتب خلال الاشهر المقبلة.. وهذا ما طلبناه من البنوك بشأن الخصومات
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر

اما آن الأوان لليسار الفلسطيني ان يخجل من نفسه ويحترم ما تبقى من جمهوره

محمد خضر قرش - القدس
لم يعد مقبولا ولا مفهوما ولا مبررا ولا مستساغا أن يستمر قادة الفصائل والأحزاب اليسارية الفلسطينية دون استثناء بالإساءة إلى محبي اليسار وفكره وايدولوجيته ومنهجه .وبنفس القوة والحدًة لم يعد ممكنا تغليب المصالح الحزبية والشخصية والتنظيمية الضيقة على مجموع الفكر والمنهج اليساري. لقد اشبعتنا الفصائل اليسارية تنظيرا وتبريرا وتفسيرا لأسباب وحيثيات التمزق والفرقة والتباين وعدم الاتفاق على قواسم مشتركة يتم من خلالها إعادة الاعتبار لدور اليسار في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والوطنية الفلسطينية. قادة الفصائل والأحزاب اليسارية أجرمت بحق الفكر اليساري وشوهت مفاهيمه وأساءت كثيرا إلى النضالات الطويلة التي خاضتها وحفرها القادة اليساريون الأوائل وعمدوها بدمائهم الطاهرة في كل مكان من أرض فلسطين والأردن ولبنان وغيرها. فالمعارك الوطنية الكبرى قادها اليساريون وشارك بها الآخرون. فالسجون والمعتقلات العربية لم تخلُ يوما منهم كما لم تكن تظاهرة واحدة في العواصم العربية تتم دون مشاركاتهم و قياداتهم وتصدرهم لها .فقد حرقت أجساد العديد منهم وعلقت المشانق في أكثر من عاصمة عربية لقياداتهم وكانوا بعد كل شهيد يسقط يزداد ايمان رفاقهم من بعدهم بصحة الخط الثوري والوطني الذي ينتهجونه. فقد حققوا الانتصارات في أكثر من بلد عربي ضد الاستعمار وتمكنوا من تحقيق نجاحات يعتد بها في كل المجالات الوطنية والاجتماعية والثقافية بالإضافة إلى تمكنهم من تحقيق الاستقلال وطرد الاستعمار.فالاستقلال الوطني لدى معظم الدول العربية لم تحققه أو تشارك به أي حركات إسلامية رغم أن بعضها قد تأسس في عشرينيات القرن الماضي.بل الأدهى من كل ذلك وأمر ان بعض الحركات الإسلامية قد تآمرت على النضالات الوطنية(مصر مثال جليٌ على ذلك) .وعودة للنضالات الوطنية الفلسطينية فإن المواجهات والمعارك التي تمت ضد إسرائيل وجيشها الغازي في فلسطين والأردن ولبنان والعمليات البطولية كلها لم تقم فيها غير القوى والفصائل الوطنية واليسارية بدءا من الكرامة في آذار 1968 مرورا بكل معارك الدفاع عن الوجود الوطني التي تمت فيما بعد في لبنان وفلسطين كترشيحا وسافوي وعين زيف وبيسان والعمليات البحرية كلها ومعارك كثيرة في قطاع غزة قبل أن يقرر شارون الرحيل يائسا من البقاء فوق أرض العزة في غزة .لقد أبدع اليسار وتفوق في إدارة المعارك الوطنية التي تطلبت تقديم الشهداء والأسرى كما نجح اليسار ومعه الحركات الوطنية الأخرى في تكوين الجبهات الموحدة التي خاضت غمار الحروب والدفاع عن المكتسبات الوطنية والاجتماعية وواجهت في غير مرة القوات الاميركية في لبنان وتصدت ببسالة وشجاعة لكل محاولات تدجينها . وأكاد أقول انه لولا الفصائل اليسارية والحركات الوطنية لما تمكنت الثورة الفلسطينية من تحقيق منجزات على الارض .لقد اتسمت قيادات اليسار بنكران الذات ودافعت عن وحدة النضالات بكل اشكالها ولم تتوقف عند من يقود هذا العمل أو ذاك ،لذا كانت تنتصر وتتطور وتنمو وتزداد شعبيتها وتكتسب قواعد جماهيرية جديدة .وكانت تقف عند كل محطة نضالية لتقييم ذاتها وتتخذ في كل حالة الخطوات والإجراءات التنظيمية بحق المقصرين والمتكاسلين والمترددين عن خوض غمار المواجهات مما ادى إلى تصليب عودها وتقوية تأثيرها وتعميق ارتباطها بالشعب الذي لم يبخل عليها ومنحها ثقته وتأييده .
الترهل والكسل والذات وعدم المساءلة
يمكن القول انه منذ أوسلو 1993 أصيب اليسار بدوار قاسٍ وشديد أضيف إلى أزمته التنظيمية الحادة التي ظهرت قبل ذلك والمتمثلة في سقوط عاصمة الاشتراكية واليسار موسكو قبل ثلاثة أعوام من التاريخ المذكور افقدته عمليا بوصلة الاتجاه التي كان يسترشد بها في حركته مما جعلته يقف مكشوفا وشبه عاريا في الصراع الدولي بالإضافة إلى صفعة وضربة الخروج الموجعة والمؤلمة من بيروت عام 1982. وعوضا من ان يقف بعد ذلك ليحاسب نفسه ويراجع سلسلة برامجه بقصد إخراج الدرنات المؤذية التي انتشرت بجسمه والدمامل التي امتلأت بالقيح خلال عقود النضالات الطويلة وجدناه منغمسا وغارقا في الدفاع عن الذات ومتقوقعا حول نفسه في محاولة منه لحماية اشخاصه عبر تكريس الكسل والترهل ومبتعدا عن المحاسبة والمساءلة . وخشية من عوامل عديدة لا يتسع المقام لها في هذا المقال ،وجدناه يهرول مسرعا للحاق بقطار اتفاقية أوسلو التي ساهمت بدورها بإفساد الحياة السياسية والنضالية الفلسطينية وحرفتها عن مقاصدها الحقيقية ،حيث بسببها طفت على سطح الماء مربعات ودوائر متنوعة من البكتيريا والحشائش الضارة حدَت من كل الايجابيات التي كان من الممكن الاستفادة منها نظرا لكونها قد حجبت عمليا دون وصول أشعة الشمس إلى  قاعدة بركة الماء النقية رغم كل المطهرات التي استخدمت للتنقية . فالفساد كان اكبر من ان يقضى عليه. وبشكل عام ، لم يعد يتبوأ المراكز القيادية في الفصائل اليسارية، ناهيك عن بقية الحركات ،من هو اكثر صلابة واستعدادا للتضحية والتفاني في خدمة الشعب بل من هو متساوقا ومنغمسا ومنسجما مع مكونات البكتيريا الضارة التي ملأت حوض النضال الوطني.لقد بات منبوذا وغير محبوب كل من يشر بإصبعه إلى مربعات البكتيريا أو يخط بقلمه محذرا من استمرار الفساد وعدم المساءلة والمحاسبة. فالعوار والفساد في الجسم النحيف ظهرت للعيان بشكل ملموس بعكس الجسم الضخم الكبير حيث تحتاج إلى وقت اكبر لظهورها وتلمسها ،لذا فكان تأثيرها على الجسم النحيف والضعيف كبيرا ومؤلما مما افقد اليسار توازنه وبالتالي تأثيره على مجريات الحياة السياسية والنضالية الفلسطينية .ولعل الترجمة العملية لكل ما سبق هو الفشل المتكرر في تكوين قائمة موحدة لليسار في كافة الانتخابات التي تمت في فلسطين بدءا من انتخابات المجلس التشريعي والبلديات والاتحادات الطلابية والعمالية والنسائية والمهندسين والمحامين والأطباء ..الخ إن محبي اليسار وأنصاره ومؤيديه وجماهيره يقفون مستغربين من الفشل المتكرر الذي تحققه الفصائل اليسارية كل على انفراد في الانتخابات بميادينها وقطاعاتها المختلفة. وللأمانة فإن النتائج لا تمثل وزن ولا ثقل اليسار في الساحة الفلسطينية، لأن عوامل موضوعية لا ينكرها احد كاستحواذ احدى الحركتين للسلطة وقدرتها على التأثير المباشر على مجرى التصويت واستخدام الدين والمال من قبل الحركة الثانية لكن ذلك كله ليس مبررا لهذه النتائج المخزية والضعيفة التي يحققها اليسار الفلسطيني .لا أحد من محبي وأنصار اليسار سعيدا بالنسب المتدنية والمخزية التي يحرزها في الانتخابات لأن بإمكانه أن يحقق نسب مؤثرة تكون عنصر توازن بين الحركتين الكبيرتين وقبل ذلك ندا قويا لهما يحسب له الف حساب .فحينما توحدت الفصائل اليسارية الرئيسية الثلاث في جامعة بيت لحم حصدت 13 عضوا من اصل 31 (حصلت حركة فتح على 18 عضوا) ولو تم اتباع هذا النهج في كافة الجامعات والانتخابات المحلية والنقابات المهنية لسجل اليسار انتصارات فعلية وملموسة تتوافق مع ثقله ووزنه في ساحات النضال كلها وتتناسب مع تاريخه الطويل والزاخر في الانتصارات العسكرية منها والنقابية .نحن كمحبي ومؤيدي اليسار نشعر بخيبات أمل كثيرة لفشل قيادات الفصائل اليسارية في توحيد معاركهم الانتخابية على الأقل ضد اليمين الديني والسياسي ،ذلك هو ما نبتغيه وننشده ونعمل من أجله.
حلول مقترحة
النقد القاسي الذي اتينا عليه وجدناه ضروريا لاستفزاز الفصائل اليسارية وتحريضها وحثها على  العمل معا لتشكيل قوائم موحدة في كافة مواقع الانتخابات مهما كانت. وحتى لا يقال بأننا نكتفي بتوجيه النقد فحسب فقد رأيت من المفيد ان أقدم مجموعة مقترحات من شأنها إذا أخذ بها أو ببعضها أو أضيف إليها أن تؤدي إلى إعادة الاعتبار لليسار المتمزق حاليا:
1- أن تعمل الفصائل اليسارية على تغيير مسئولي المنظمات النقابية المشرفة على الانتخابات واختيار اشخاص لا يؤمنون إلا بوحدة اليسار والقوائم المشتركة كطريق لا بد منه لتقوية وإعادة الاعتبار إليه وزيادة تأثيره وقوته النسبية في المجتمع .فتغيير الشخوص مهم هنا لأنها تخدم منهج التنسيق والعمل المشترك.
2- ان تدعوا الفصائل اليسارية قبل خوضها أية انتخابات من كل محبيها ومناصريها وأعضائها السابقين إلى عقد اجتماعات للتشاور معهم وسماع آرائهم حول المشاركة وسبل النجاح.فخلال العقدين الماضيين على الاقل ، لم تقم فصائل اليسار ولا مرة واحدة باحترام محبيها ومؤيديها وأنصارها والاستماع إلى وجهات نظرهم ،نأمل ان لا يكون السبب غرورها.  
3-أن تلتزم قيادات الفصائل اليسارية بأن لا تخوض أي انتخابات إلا بقوائم موحدة تحت أي ظرف ولهذه الغاية يتم صياغة وثيقة شرف علنية ومصادق عليها من أعضاء المكاتب السياسية لكل فصيل.
 4- ان تتشكل هيئة أو لجنة أو مجلسا دائما يتم اختياره كل عامين من محبي اليسار ومؤيديه يكون لها/له الرأي الفصل في تحديد ترتيب ألأعضاء في القوائم المشتركة ،وذلك في حال اختلاف الفصائل حول نسبتها في قوائم الانتخابات التشريعية والمحلية والمهنية.
5- أن تعقد مؤتمرات جهوية مشتركة لفصائل اليسار ومن يرغب من القوى الديمقراطية لمناقشة الحملات الانتخابية بما في ذلك وضع الخطط والبرامج السياسية والمهنية والمطلبية بشكل مشترك
6- تشكيل صندوق مالي مشترك تناط به الصرف والإنفاق على كل الفعاليات والنشاطات المتعلقة بالحملات الانتخابية فحسب .
7- في حال مخالفة أي فصيل يساري لهذه النقاط أو رفضه لها يعلن محبو وأنصار وجمهور اليسار عن مقاطعتهم له ويصدرون بيانا علنيا بذلك وتتم مقاطعته.
تلك هي بعض المقترحات التي من شأنها توحيد قوائم اليسار وإعادة الاعتبار له في ساحات النضال الفلسطيني.كما يمكن إضافة غيرها وتعديل بعضها لكن المهم هو تقوية اليسار ونجاحه