أرض كنعان / قال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عمر شحادة: إن التصريحات المعلنة من رموز السلطة الفلسطينية، تظهر حالة من الارتباك والاضطراب في تنفيذ قرار الانسحاب من الاتفاقيات الموقعة مع "إسرائيل"، ووقف التنسيق الأمني.
وأوضح شحادة، في تصريح صحفي، أن المهمة الأمنية للسلطة الفلسطينية، بغض النظر عن توقف الاتصالات مع إسرائيل سواء توقفت أم لم تتوقف فإنها مستمرة، قائلاً: "هناك الكثير من الأحاديث عن استمرار التواصل بين الأجهزة الأمنية وجهاز المخابرات الأمريكية والإسرائيلية".
وأضاف شحادة: "يعبر ذلك عن سياسات السلطة الفلسطينية المضطربة والمتناقضة، والتي باتت غير مفهومة من الشعب الفلسطيني، وأنا شخصياً أصف سياسات هذه السلطة بـ (سمك لبن تمر هندي)".
وتابع شحادة: "المطلوب أن ندرك بأن الضم ليس سبباً بل هو نتيجة لمجمل نهج وسياسات أوسلو، وهو لا ينفصل عن (صفقة القرن) التي بدأت بتأييد الاستيطان والضم، وعلى رأس هذا الضم ضم مدينة القدس والاعتراف به وتشريعه، ونقل سفارة الإدارة الأمريكية من تل أبيب للقدس".
وتابع: "لا يجوز أن نأخذ قرار الضم بمعزل عن حصيلة واستراتيجية سياسات اوسلو، والتي انتهت بموقف إسرائيلي ينطلق بتحول جديد قائم على أساس قانون القومة الصهيونية، الذي ينفي الوجود الفلسطيني، ويحصر هذا الحق لليهود باعتبار أرض فلسطين من البحر للنهر".
وأكمل: "من جانب ثانٍ خروج الطرف الآخر من استراتيجية اوسلو الممثل بالموقف الأمريكي، الذي يتبنى شريعة الغاب علاوة على انقلاب إسرائيل وأمريكا على ما يسمى بحل الدولتين، الذي بات سراباً".
واستطرد شحادة: "سياسات السلطة بقيت تدور حول ذاتها داخل استراتيجية اوسلو لوحدها، بمعزل عن الحكومة الإسرائيلية التي باتت تتصرف على أساس استراتيجية جديدة، تقوم على حل أمريكي إسرائيلي وفق (صفقة القرن) يختصر الحقوق الفلسطينية في أقفاص ترتبط فيما بينها بمجموعة من الأنفاق، ويقولون للسلطة هذه الأنفاق تحت سطوة واقتصاد أمن الاحتلال، ويمكنكم الاعلان عنها كدولة بعد أمد طويل".
وتابع: "نحن شهود على احتضار مرحلة أوسلو، وسياسات السلطة المقتصرة في ردها على التحديات الوطنية، باللهث وراء المجتمع الدولي، لن تُجدي نفعاً لوحدها، ما لم ترتبط باستراتيجية بديلة".
وقال شحادة: "إذا استمرينا الذهاب وراء كسب المجتمع الدولي والآخرين وخسارة أنفسنا، فإننا سنجد أنفسنا نقف بمزيد من تعميق الاحتلال والانقسام والانفصال، فنقطة البداية في استعادة الوحدة الوطنية، هي نقطة نهاية أوسلو".
وتابع بالقول: "نشهد احتضار وأفول مرحلة سياسية، قامت على اساس نهج اوسلو، وخديعة كبرى عبر إلزام القيادة بنبذ ومحاربة ما يسمى بالإرهاب والاعتراف بالكيان الصهيوني، مقابل وعود زائفة اسمها حل الدولتين، الذي بات سراباً، ونحن عشية الدخول لمرحلة جديدة بديلة للمرحلة المحتضرة، وهذه المرحلة لم تتوقف بنضال الشعب الفلسطينية بعيداً عن سياسيات السلطة وقياداتها".
وشدد شحادة على ضرورة إعادة البوصلة لوجهتها الحقيقة، شعب تحت الاحتلال، ويقاوم الاحتلال، ولا داعي لتبديل هذه المعادلة، قائلاً: "علينا بناء استراتيجية جديدة تتبع بمجلس وطني جديد، وهذا هو الدرب الذي سنسير فيه، ولن نسير بطريق المفاوضات العقيمة".