Menu
21:11"الخارجية": تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس "كورونا" في صفوف جالياتنا
21:08"الصحة" بغزة تصدر بيانًا بشأن ازدياد أعداد الإصابات بكورونا
21:06حماس تعقب على إعلان وزير الخارجية الأمريكي بخصوص الأمريكيين المولودين في القدس
21:05واشنطن تصدر أمرا يخص الأمريكيين المولودين في القدس
20:00جيش الاحتلال ينهي مناورات واسعة تحاكي حربًا متعددة الجبهات
19:57"الأوقاف" بغزة تقرر إغلاق 4 مساجد بمحافظتي الوسطى والشمال
19:55إدخال المنحة القطرية لقطاع غزة عبر حاجز "ايرز"
19:54السعودية تسمح بقدوم المعتمرين من الخارج بدءا من الأحد
19:50قيادي بـ"الديمقراطية" يتساءل: ماذا بعد جولات الحوار الأخيرة؟.. وإلى أين؟
19:49نتنياهو يعلق على قرار بيع الولايات المتحدة 50 مقاتلة "إف 35" للإمارات
19:48اسرائيل تبعث رسالة للرئيس عباس عبر ايطاليا.. إليك تفاصيلها
19:46رئيس الوزراء: سنرفع نسبة صرف الرواتب خلال الاشهر المقبلة.. وهذا ما طلبناه من البنوك بشأن الخصومات
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر
small_2019-11-10-4c4d5c11ab

"السحار" تجاوز الـ84 عامًا ولا زال يخط بقلمه تاريخ فلسطين

ارض كنعان -صوت انفجار القذائف يخرق الآذان، وحالة من الرعب تسود المكان، ودماء وأشلاء تتطاير هنا وهناك، وتشريد الآلاف من منازلهم بقوة النار والبارود وكل شخص مهمومٌ بآلامه ومعاناته ولا يفكر سوى بكيفية الهروب والنجاة وسط النار؛ إلا الفتى جميل السحار فقد كان حكاية في زمن قل فيها المفكرين.

هذا المشهد مر عليه أكثر من 70 عامًا في ذاكرة المختار جميل السحار الذي يُعد اليوم أحد كتاب ومؤرخي تاريخ فلسطين الحديث، حيث روى المختار السحار لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" تفاصيل حكايته مع الكتب التي قدم روحه من أجل الحفاظ عليها حتى كتابة تفاصيل حرب 2014.

لم يقف العمر حاجزًا بين المختار السحار وكتابة تاريخ فلسطين الحديث حيث تجاوز المختار الـ84 عامًا؛ لكنه يتمتع بحاسة ذكية تميزه عن غيره في كتابة ورصد تفاصيل الأحداث التي تؤسس لتاريخ جديد في حياة شعبنا الفلسطيني.

ففي كل حدث تاريخي كبير تجد المؤرخ جميل السحار في المقدمة، وقد زاد المختار من كتابة التاريخ بعد التقاعد من السلك التعليمي في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين عام 2004.

ولد المختار جميل السحار عام 1936 في قرية الجية الواقعة على طريق مدينة عسقلان المحتلة ومدينة غزة، ودرس في مدارسها الحكومية حتى وقعت حرب 1948 فيما يعرف فلسطينيًا بـ "يوم النكبة" ووسط القصف والدمار والدماء وجرائم الاحتلال تمسك السحار بكتبه الدراسية حيث جلبها جميعًا إلى غزة التي اصبحت مأوى للمهجرين قسريًا.

بدأت حياة المختار السحار كأي شاب فلسطيني متعلم أتقن دراسة التاريخ وحصل على درجة الليسانس من جامعة الاسكندرية في مصر وعاد إلى قطاع غزة حيث أصبح مدرسًا في إحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

خلال تلك الفترة لم يخطر في بال المختار السحار أن يصبح مؤرخًا وكاتبًا لتاريخ فلسطين، حتى دقة ساعة التقاعد من العمل في السلك التعليمي، ويعتبر سرحان عام 2004 بداية لانطلاقته لتوثيق التاريخ الفلسطيني المقاوم.

بعد أن تقاعد المختار جميل السحار عام 2004 شعر بوقت فراغ كبير يقول بحسه الفكاهي: "وجدت نفسي محاط بأربع جدران ولا زلت في مقتبل الشباب، وبدأت أتساءل ماذا أفعل؟ ماذا أصنع للحفاظ على وقتي وصحتي وجهدي وعلمي؟ ماذا سأقول للأجيال التي درستها وعلمتها؟ فحاولت أن أجرب نفسي في كتابة التاريخ وبدأت في كتابة كُتيب عن قرية الجية التي ولدت فيها عام 1936، وبعد نشر الكُتيب وما شاهدته من استحسان كبير من الكتاب والمثقفين الذين راجعوا الكتيب شعرت بالحماس والاندفاع نحو مزيد من الكتابة.

قرية الجية كانت البداية لاستخراج التاريخ من فكر وعقل الكاتب والمؤرخ المختار جميل السحار، وبعد سنة تقريبًا أتم سرحان إعداد كتاب عن تاريخ فلسطين من 300 صفحة، ثم كتاب 55 قرية من لواء غزة تناول خلالها نشاط القرى الفلسطينية قبل عام 1948.

وبعد عام 2012 أصدر جميل السحار كتاب بعنوان "حرب الفرقان وحجارة السجيل" من 500 صفحة تناول فيه التفاصيل الدقيقة لأيام الحرب والاحصائيات الدقيقة من كافة الوزارات، ثم أصدر كتاب حرب 2014 تناول فيه تفاصيل الـ51 يومًا من الحرب قائلًا: "كنت أرصد جميع الاحداث بالتفاصيل فعندما أسمع عن مجزرة وقعت اتوقف عن عمل أي شيء وأتابع تفاصيل المجزرة بدقة متناهية"، مؤكدًا ان هذا كان يحتاج إلى جهد كبير جدًا ومعاناة كبيرة في الكتابة تحت القصف والدمار.

وأشار السحار إلى انه أنهى كتابة حرب 2014 مع نهاية الـ51 يومًا.

وفي عام 2015 تمكن جميل السحار من اصدار كتاب "جهاد وتضحيات الشعب الفلسطيني" ويتكون من حوالي 500 صفحة تناول هذا الكتاب جميع ثورات فلسطين والنكبة والحروب التي كانت ضد العرب وقصص الخيانة للذين باعوا أراضيهم.

ولفت المختار جميل السحار إلى أن يُعد منذ عام 2015 كتاب عن أحداث جميع الأراضي الفلسطينية في (غزة –الضفة – القدس – الداخل المحتلة – الشتات)، متمنيًا أن النجاح في اعداد واصدار هذا الكتاب.

وعن المعيقات التي تعيق انتشار أعماله وكتاباته في العالم العربي بشكل كبير قال: "الكتب التي أصدرها تتحدث عن مقاومة الشعب الفلسطيني وتدعم المقاومة في قطاع غزة ودور الطباعة في الوطن العربي تخشى من اغلاق أبوابها لأنها من وجهة نظر الحكام ستطبع كتاب يتحدث عن ارهاب الفلسطينيين".

ووجه السحار رسالة مهمة إلى الشباب الفلسطيني قائلًا: "تمسكوا بالقراءة والكتابة فهما يصنعان التاريخ ويصنعان المثقف ويصنعان الحضارات ومن خلالهما نصل إلى طموحاتنا في التطور العلمي والتكنولوجي والثقافي وهذا ما نحتاجه في هذه المرحلة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي".

وأكد أن الشعوب لا تتقدم إلا بالقراءة فالشعب القارئ هو الشعب المتحضر والمثقف والواعي والذي يحافظ على حقوقه أما الشعب الجاهل فهو كما قال الخديوي اسماعيل "أمة جاهلة أسلس قيادة من أمة متعلمة"