ارض كنعان/ تحوّل إنشاء القرى على الأراضي المهدّدة بالمصادرة، إلى أسلوب جديد في إطار المقاومة الفلسطينية السلمية لمواجهة تصاعد الاستيطان في الضفة . وبعد أيام من تدمير الاحتلال قريتي “باب الشمس” و”باب الكرامة” في محيط القدس، يستعد ناشطون فلسطينيون لتدشين ثالث قرية باسم “باب القمر” ، على أراضٍ مهدّدة بالمصادرة قرب الخليل جنوب الضفة، وسط قناعة متزايدة بجدوى هذه الطريقة كشكل جديد من طرق مقاومة الاستيطان .
وقال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية النائب مصطفى البرغوثي إن “فاعلية هذا الأسلوب كبيرة في تعرية وجه “إسرائيل” الحقيقي، وفضح ازدواجيتها القانونية” . وقال إن “إسرائيل” لا تلتزم بالقانون مع الفلسطينيين وتتعامل به مع “شعبها” فقط، مؤكداً أن “إسرائيل” تعمل لترحيل الفلسطينيين عن أرضهم لتكرر نكبة عام 1948؛ ومن حق الفلسطينيين أن يبتكروا الأساليب لمواجهة هذه المحاولات .
ورهن البرغوثي نجاح أسلوب إنشاء القرى كشكل نضالي جديد ب”توسيع دائرة المقاومة الشعبية ليشارك فيها الجميع من دون قصرها على الدوائر النخبوية، وأن يتزامن ذلك مع الوحدة الوطنية والقيادة الفلسطينية الواحدة، تترافق الحملة الشعبية بحملة قانونية لمحاكمة “إسرائيل” في المحافل الدولية” .
وكان عدد من الناشطين الفلسطينيين أقاموا الجمعة قبل الماضية قرية “باب الشمس” على أراضٍ مهدّدة بالمصادرة شرق القدس المحتلة، ونصبوا الخيام وتواجدوا على مدار الساعة قبل أن تقدم “إسرائيل” على هدمها بعد حجز النشطاء والأهالي الذين تواجدوا فيها .
ولم يكد يمضي أسبوع على هدم قرية “باب الشمس” شرق القدس، حتى أقام ناشطون آخرون قرية “باب الكرامة”، على أراضي بيت إكسا شمال غرب القدس، لتهدمها سلطات الاحتلال هي الأخرى، من دون أن يؤثر ذلك في عزيمة الفلسطينيين في المضي في هذا الدرب، حيث يستعد ناشطون لتدشين قرية “باب القمر” على سفوح جبال يطا جنوب الخليل .
واعتبر منسق اللجنة الوطنية لمقاومة الاستيطان والجدار في الضفة، محمد إلياس، أن إقامة القرى “إحدى إبداعات العمل الشعبي الفلسطيني إلى جانب الوسائل الأخرى” .
وقال إلياس إن هذا الأسلوب “يكرّس رفض الاحتلال والاستيطان”، مشيراً الى أن هذا الأسلوب “جلب التعاطف الدولي الشعبي والرسمي من خلال تفهّم الخطاب الفلسطيني، وتفهّم روايته، وأظهر حقيقة القضية أن الاحتلال “الإسرائيلي” جلاد والشعب الفلسطيني الضحية” .
وفي السياق، قال عضو لجنة الدفاع عن أراضي القدس، صالح الشويكي، إن إقامة القرى هدفه “إيقاف ابتلاع “إسرائيل” للأراضي الفلسطينية”، لافتاً إلى أنهم يعملون على تفعيل هذه الوسائل من خلال توجيه الدعوات للمواطنين والمتضامنين القريبين من هذه القرى للمكوث فيها والحيلولة دون هدمها”