اخلت سلطات الاحتلال الاسرائيلية بالقوة، في ساعة مبكرة من صباح الاحد، مخيم باب الشمس الذي اقيم موقع مشروع "اي-1" الاستيطاني بين الضفة والقدس المحتلتين.
وشارك حوالى 500 عنصر من الشرطة وحرس الحدود مصحوبين بجرافات، في العملية التي بدأت قرابة الساعة 02,30 صباحا وفق الشرطة.
وادعى المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد ان المحتجين الفلسطينيين جرى "مواكبتهم" الى خارج الموقع من دون اعتقالهم. ولم تسفر عملية الاخلاء عن اي اصابات وفق روزنفيلد.
وقال عضو المجلس التشريعي الفلسطيني مصطفى البرغوثي، المتواجد في الموقع، "ان مئات الافراد من الشرطة الاسرائيلية اجتاحت الموقع من مختلف الجهات، وقاموا بالاطباق على المتواجدين ومن ثم قاموا باعتقالهم واحدا تلو الاخر".
من جهته، اشار محمد حسن مطر احد النشطاء في المقاومة الشعبية إلى أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال داهمت القرية في تمام الساعة الثانية صباحا، واعتدت على اهالي قرية "باب الشمس"، موضحا ان الشبان لحظة اخلاء القرية رفضوا الخروج من الخيام.
وقال في مكالمة هاتفية ، قبل اعتقاله ان سلطات الاحتلال تعتقل كل من هم بداخل الخيام عنوة.
واضاف "أن قرية باب الشمس برمزيتها ستكون على كل ارض مهددة بالمصادرة لمنع الغول الاستيطاني الذي يقتل حلم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".
وعرف من بين الذين تم اعتقالهم ثائر غباش وبسام بحر من لجنة مكافحة الاستيطان ومحمد حسن مطر عضو اقليم القدس وفادي الشواهين منسق حركة الشبية في جامعة القدس وحسن فرج سكرتير حركة الشبيبة في الضفة الغربية وسامي ابو غالية احد النشطاء ضد الاستيطان في القدس.
وكان تلفزيون فلسطين نقل على الهواء مباشرة عملية الاقتحام، حيث ظهر مئات افراد الشرطة وهم يقتحمون الموقع، ويسحبون شبانا حاولوا افتراش الارض في الموقع.
ورفض اكثر من 200 فلسطيني محاصرين الانصياع لامر اسرائيلي باخلاء المخيم على رغم تهديدات بطردهم عنوة.
يذكر انه في مساء السبت، نهاية يوم العطلة اليهودية الاسبوعية، امر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يقود حملة انتخابية حاية الوطيس، قوات الامن بالطرد الفوري للفلسطينيين الذين تجمعوا بين مستوطنة معاليه ادوميم ومدينة القدس.
وقال بيان صادر عن مكتبه "في هذا الصدد، سيطلب في المساء من المحكمة العليا بالغاء الامر الذي اصدرته والذي يؤخر عملية الاخلاء".
واقام الجيش الاسرائيلي عوائق مرورية في محيط المخيم المؤلف من حوالى 20 خيمة والمقام في منطقة "اي-1" الحساسة حيث اعادت الحكومة الاسرائيلية مؤخرا اطلاق مشروع استيطاني كبير.
وطلب نتانياهو اقفال كل الطرقات المؤدية الى موقع المخيم الذي تم اعلانه "منطقة عسكرية مغلقة".
واطلق الناشطون على الموقع اسم "باب الشمس" نسبة لرواية تحمل الاسم نفسه للكاتب اللبناني الياس خوري وتتحدث عن النكبة واللجوء والمقاومة الفلسطينية.
وادرج الناشطون تحركهم في اطار استراتيجية "خلاقة" للمقاومة السلمية في مواجهة الاستيطان والاحتلال الاسرائيليين. وارادوا بذلك الرد على توسع المستوطنات الاسرائيلية العشوائية.
والجمعة، وزعت الشرطة الاسرائيلية اوامر بالاخلاء للناشطين معلنين الموقع "منطقة عسكرية مغلقة". الا ان المواطنين حصلوا بوساطة محام لهم على قرار من المحكمة العليا الاسرائيلية يجمد الامر.