Menu
10:35تدهور مستمر في حالته الصحية.. 95 يومًا على إضراب الأسير الأخرس عن الطعام
10:32الإحتلال تخبر السلطة بموعد تفعيل العقوبات ضد البنوك الفلسطينية
10:314 أسرى يواصلون إضرابهم عن الطعام
10:26ارتفاع عدد وفيات "كورونا" في إسرائيل إلى 2494
10:257 إصابات بـ4 حوادث سير في قطاع غزة خلال 24 ساعة
10:23وزارة الصحة بغزة : تسجيل حالة وفاة و 276  اصابة جديدة بفيروس كورونا و تعافي 145 حالة
10:21أبرز عناوي الصحف العبرية لهذا اليوم
10:20بينهم أسير محرر..الاحتلال يعتقل 8 مواطنين بالضفة
10:18أسعار صرف العملات في فلسطين
10:16حالة الطقس: اجواء حارة
23:12برشلونة يُعلن عن رئيسه المؤقت ومجلس الإدارة
23:10تفاصيل رسالة الرئيس عباس للأمين العام للأمم المتحدة
23:09الخارجية: 11 إصابة جديدة بفيروس كورونا بصفوف جالياتنا
20:42الحية يكشف تفاصيل زيارة وفد حماس للقاهرة
20:25كهرباء غزة تصدر تعليمات ونصائح مهمة للمواطنين استعدادا لفصل الشتاء

خمسة أعوام على إستشهاد أحمد سناقرة قائد كتائب الأقصى بمدينة نابلس

الشهيد أحمد سناقرة قائد كتائب الأقصى
إستشهد يوم الجمعة الموافق 18/1/2008م

أرض كنعان/ متابعات/
"وأخيرا نال الأوغاد من اسطورة المخيم" بهذه العبارات تحدث جميع أبناء مخيم بلاطة صباح امس بعد أن أسدل الستار في مخيم بلاطة عن حكاية بطل كانت في بعض فصولها اقرب للاساطير التي يتناقلها الاعداء قبل الاصدقاء، حكاية شاب يافع أفاق على الحياة ليجد نفسه مطلوبا لقوات الاحتلال الإسرائيلي بتهمة الانتماء لكتائب الاقصى ومقاومة الاحتلال. إنها حكاية احمد محمد سناقرة 22 عاما من مخيم بلاطة شرق نابلس .
وما يميز قصة الشهيد سناقرة بين غيره من الشهداء هو أنه نجا خلال فترة بسيطة من محاولات اغتيال اسرائيلية زادت عن العشر مرات واصيب حوالي خمس مرات كلها اصابات خطيرة، وفي كل مرة كان ينجو بعناية الهية تفرض على الجميع أن يهتفوا "الله أكبر" وأن يعظموا قدرة الله ومشيئته.

وفي يوم استشهاده، يستذكر أبناء مدينة نابلس ومخيماتها وقراها حكاية نجاة سناقرة من تحت انقاض مبنى المقاطعة المدمر حيث بقي تحت الانقاض ثلاثة ايام دون ان يراه أحد من قوات الاحتلال. وكان الشهيد قد روى قبل استشهاده ما جرى معه "مكثت غالبية الأيام الثلاثة في مقر شرطة حفظ النظام والتدخل الواقع بين سجن نابلس ومبنى مديرية البيطرة، وكنت اتنقل من مكان لآخر، وخاصة عندما قامت مجموعة بتسليم نفسها إدراكا منه أن ضباط الاحتلال أضحوا على معرفة دقيقة بمكان وجوده". ويضيف "انه استقر في النهاية في زاوية غمرت بالردم، وكان في حالة إعياء شديدة بسبب عدم وجود ماء للشرب وطعام وكان يضطر للتبول في حذائه وشربه". وقد أكد أحمد في حينه أن الجنود شاهدوه عدة مرات أثناء تغيير مخبئه، وكانوا يقصفون المبنى بشكل مباشر، وشعر كأنه مدفون تحت الأرض .
وكان مخيم بلاطة فجر الجمعة قد افاق على أصوات مكبرات الصوت التي تعلن عن فرض التجول لتتحول الأنظار إلى عائلة احمد سناقرة حيث بقيت مجموعته من كتائب شهداء الأقصى الوحيدة الملاحقة لأذرع الأمن الإسرائيلية. وبدأت الأمور تتضح بأنه محاصر بالرغم من قيام والدته في الساعة الثانية فجرا من الاتصال به هاتفيا وابلغها انه بخير وان جيش في المنطقة لكن الاتصالات بعدها انقطعت مع محاصرة المنزل الذي تواجد فيه مع ثلاثة شبان آخرين تم اعتقالهم .
وحسب روايات العديد من شهود العيان فإن الشهيد لم يسلم سلاحه وأصر على المقاومة حتى الرمق الأخير حيث استمر في اطلاق النار دفاعا عن نفسه وعن كرامته وشعبه حتى اصابته بعدة رصاصات في رأسه وبطنه وتم تركه مضرجا بدمه في باحة المنزل الذي وجد فيه. وبعد انسحاب قوات الاحتلال الساعة السابعة صباحا سارع الاهالي الى المنزل المستهدف ليعثر على الشهيد حيث تم بواسطة سيارات الإسعاف نقله الى مشفى رفيديا. وقال شهود عيان أن احد المعتقلين أصاب بعيار ناري بقدمه أثناء اعتقال الثلاثة. وكان احمد في مقابلاته الصحفية يستشعر انه الوحيد الذي أضحى ملاحقا لقوات الاحتلال وكان يكرر دوما انه خلق للموت فقط ولا يخشاه .
والدة أحمد "أم علاء" لم تستوعب الحدث حتى اغشي عليها وعلى بناتها بعدما قبلته وهي تقول "رحمة الله عليك يا احمد". وتحولت حارة الجرامنة، حيث تقطن عائلة سناقرة، إلى أشبه بمزار للنساء لتقديم التعازي لوالدة الشهيد وعائلته.
اما رائد سناقرة، خال الشهيد فروى محطات من حياة احمد الذي أصيب تسع مرات خلال انتفاضة الأقصى، كان في احداها قد بترت أصابع يده اليسرى خلال مواجهات في شارع القدس، كما تمكن من الفرار من احد مشافي نابلس عندما حوصر بغرض اعتقاله. ويقول أن منزل العائلة تم نسفه قبل عامين على خلفية ملاحقة شقيقه الأكبر، علاء، المطادر منذ ثلاث سنوات .
وينحدر الشهيد احمد لعائلة فلسطينية هاجرت من بلدة المويلح (عرب الجرامنة) التي تقع في ضواحي مدينة يافا عام 48 لتستقر في مخيم اللجوء بانتظار يوم العودة المأمول. وكإخوته عاش احمد في منزل متواضع مع أجداده وسط حارة الجرامنة، وكان اختيار اسمه مرتبطا باجداده وعمه بانتظار عودتهم للديار التي هجروا منها .
وكان شقيقه إبراهيم مع قدره قبل عامين عندما تقاطر إلى مسامعه أن شقيقه احمد أصيب وهو يزرع عبوة ناسفة على المدخل الجنوبي لمخيم بلاطة، حيث أصيب بعيار ناري من قناص إسرائيلي تمركز في بناية مطلة على المخيم وبقي ينزف على الأرض. ويقول شهود عيان أن إبراهيم زحف على الأرض في محاولة للوصول إلى شقيقه المصاب، لكن نفس القوة عاجلته برصاصة قاتلة وتمكنت النسوة من سحب الاثنان، لكن إبراهيم فارق الحياة على الفور، فيما وصفت إصابات احمد بأنها بالغت الخطورة .
ويقول خاله رائد أن عائلة سناقرة لها حكايات مع الاحتلال فقد تم نسف المنزل بالكامل، وتم ملاحقة الابن الأكبر "علاء" عدة سنوات طويلة على خلفية اتهامه بقيادة كتائب شهداء الأقصى والوقوف خلف سلسلة عمليات فدائية وتعرض المنزل لحملات دهم متكررة وتحطيم محتوياته، ولم يسلم أقاربهم سواء أعمامه وأخواله من الملاحقة والاعتقال بعدما أضحت حارة الجرامنة هدفا لحملات عسكرية منظمة تسبب بهدم وتخريب غالبية منازلها خلال سنوات انتفاضة الأقصى.